د. العبدلي: من السهل أن تصل إلى العميل للمرة الأولى ولكن من الصعب أن تكسب ولاءه!


أكد الدكتور عبيد بن سعد العبدلي عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للتسويق على أهمية ان يكون هنالك توازن بين مكونات المزيج التسويقي عند وضع الخطة الاستراتيجية التسويقية للشركة، حيث يجب على شركاتنا ان تأخذ بالحسبان هذا الجانب فلا يكفي ان تكون السلعة ذات مواصفات مطلوبة من العميل، بينما هي ذات سعر عال يفوق قدرة العميل الشرائية، كما لا يكفي ان تكون السلعة مناسبة (حسب طبيعة السلعة)، ولا يكفي ان تكون السلعة جيدة وبسعر معقول ومعروضة في مكان مناسب، ولكن المستهلك لا يعلم عنها شيئاً، بل لابد من حملة تعريفية من أجل إعلام المستهلك بوجود السلعة وبمواصفاتها ومكان توزيعها وبذلك تصنع الشركة مزيجاً تسويقياً جيداً وفعالاً تضمن عن طريقه الوصول إلى جمهورها المستهدف وتحقق بالتالي أهدافها العليا.
كما أشار العبدلي ان من المشاهد كثرة استخدام الدعاية كأحد مكونات العلاقات العامة وهناك الكثير من الناس (ومن بينهم بعض المتخصصين) يخلطون بين الدعاية والإعلان مع ان بينهما اختلافات جوهرية منها:

1- من ناحية التكلفة: حيث ان الإعلان مدفوع القيمة.
2- من ناحية التحكم: حيث ان الإعلان يمكننا التحكم به، وفي أي موقع يكون وماذا نقول فيه، وما هي الرسالة التي نود ان نوصلها من خلاله وليست كذلك الدعاية.
3- من ناحية المصداقية: حيث ان الجمهور يصدق الدعاية أكثر من الإعلان لأنه عندما تتحدث الشركة عن نفسها ومنتجاتها فالناس قد لا يصدقونها.
وأوضح الدكتور العبدلي انه عندما تم إنشاء أحد المراكز التجارية الكبيرة دعيت شخصية كبيرة لافتتاح السوق، ونال الافتتاح تغطية إعلامية واسعة نتيجة وجود هذه الشخصية، وصار ذلك السوق معروفاً بين الناس فهل دفعت إدارة ذلك المركز أي مبالغ مالية جراء هذه التغطية الإعلامية؟
الاجابة: لا.. وهل استطاعت إدارة هذا المركز ان تتحكم في مستوى الرسالة الإعلامية ونوعها؟
الاجابة قطعاً: لا.
وهنا قد يرد هذا السؤال: ما هو الأكثر تأثيراً على الفرد العادي.. الدعاية أم الإعلان؟ أعتقد ان الدعاية أكثر تأثير نظراً لكونها صادرة من طرف ثالث يفترض فيه أنه محايد.
ولتأكيد ذلك ذكر العبدلي ان هنالك قصة طريفة تدل على أهمية الإعلان في الترويج لأي منتج يراد له ان يذيع اسمه ويعرف من قبل الجمهور وذلك أنني دعوت محاضراً لالقاء محاضرة لطلاب مادة الإعلان بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهي تعتبر مادة رئيسية بالنسبة لطلاب التسويق، وسأل المحاضر الحضور: لماذا نأكل بيض الدجاج ولا نأكل بيض البط مع أنه قد يكون أفضل منه؟ فتعددت الاجابات، ولكن المحاضر قال: نحن نأكل بيض الدجاج لأن الدجاجة عندما تبيض تصيح، وتجعل الكل يعرف أنها وضعت بيضة، بينما البطة تضع بيضها بهدوء دون ان يعلم عنها أحد، فأقبل الناس على أكل بيض الدجاجة دون البطة لأنها أعلنت عنه بصياحها ولفتت الانتباه إليه! وأشار العبدلي ان العبرة من هذه القصة في ان الشركة التي تبذل جهداً في التعريف بمنتجاتها والإعلان عنها تكتسب منتجاتها ثقة المستلهكين مع الوقت فيقبلون على شرائها بينما الشركات التي لا تعلن عن منتجاتها تكون كالبطة قد تكون منتجاتها جيدة لكنها غير معروفة لدى جمهور المستهلكين.
وأشار العبدلي أيضاً أنه من الأساليب التي يمكن لشركاتنا استخدامها وخاصة في عمليات التسويق المباشر جمع المعلومات عن العميل واستخدامها بفعالية بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب لترويج سلعها أو الاقناع بفكرة معينة كتمويل بعض الأنشطة الاجتماعية، مثل ان تخاطب العميل باسمه عندما تريد ايصال رسالة معينة إليه.



وذكر العبدلي ان هنالك نقطة لم تحظ بعد بما تستحقه من اهتمام في ممارساتنا التسويقية رغم أهميتها البالغة وهي ضرورة اختيار الجمهور المستهدف، وأقصد بذلك مجموعة من المستهلكين متشابهة في خصائص معينة يسهل الوصول إليها عن طريق خطة تسويقية واحدة مثل طلاب الجامعات، النساء، الرجال ذوي الدخول المتوسطة وغيرها. وهناك طرق عديدة تساعد الشركة على تحديد جمهورها المستهدف.
وأوضح كذلك أنه وكما هو معروف فإن أي شركة لا تستطيع ارضاء جميع الناس ولكن عندما تحدد شريحة معينة وتوجه سياساتها التسويقية نحوها، فإن نجاحها يكون أسهل مما إذا كان جمهورها المستهدف هو جميع الناس.
وفي نهاية حديثه أشار عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للتسويق ان من السهل ان تصل إلى العميل، وان تجعله يشتري سلعتك للمرة الأولى، ولكن من الصعب ان تكسب ولاءه وتجعله يعاود الشراء، إذا لم يكن سعيداً معك ومع شركتك؟ ومن هنا تأتي أهمية العناية بالعملاء التي يجب على شركاتنا المحلية أخذها بعين الاعتبار في خططهم التسويقية بشكل عام.