ما هو الفريق؟
الإجابة على هذا السؤال ليست واضحة كما قد تبدو. فالجميع يعرف ما هو الفريق: مجموعة من الناس يعملون معاً نحو هدف مشترك ، أليس كذلك؟ حسنا ، نعم ولا. الفريق عبارة عن مجموعة ذات هدف مشترك، لكن الكثير من المجموعات لديهم هدف مشترك. ويعمل الفريق معًا، لكن الكثير من المجموعات تعمل معًا. يعمل أعضاء الكونغرس في الولايات المتحدة معاً لتحقيق هدف مشترك (وضع القوانين المناسبة للبلاد)، لكن لكل عضو مصالحه الخاصة ومعتقداته - جدول أعماله الخاص. إن الكونجرس ليس فريقاً أكثر من فريق "كرة قدم" من الأطفال في سن السادسة، يلعب كل منهم كما لو كان الشخص الوحيد في الملعب.
الفريق هو مجموعة من الأفراد ملتزمون ببعضهم البعض، و بالفريق، و بمستوى عالي من الإنجاز، و بهدف مشترك، و برؤية مشتركة. فهم يدركون أن نجاح الفريق يعتمد على عمل كل عضو.
يعمل الفريق الجيد ككائن وحيد. و لا يعمل الأعضاء فقط معًا نحو هدف مشترك، لكنهم يكملون ويدعمون بعضهم البعض بحيث يبدو عملهم بلا مجهود. قارن بين فريق كرة القدم هذا الذي يبلغ من العمر ست سنوات وجداول أعمالهم الفردية مع المنتخب البرازيلي في ذروته. يبدو أن الجميع لم يعرفوا فقط ما كان يفعله جميع زملائهم، بل ماذا سيفعلون أيضًا. فدائماً ما تصطدم بصماتهم، كما لو كان هناك نوع من القوة الغامضة بين أعضاء الفريق الذين كانوا يديرون ركلاتهم. و من الواضح أن "سحرهم" كان نتيجة لممارسة لا نهاية لها، لكنه كان أيضًا نتيجة لشغف مشترك لإنجاز ورؤية مشتركة لمجرد اللعب التلقائي والتوفيق الذي جعل جميع الفرق الأخرى تبدو بلهاء.
لذلك فإن الفريق لديه مصلحة مشتركة في الإنجاز ورؤية مشتركة ، وكلاهما يختلف عن الهدف المشترك. و توفر الحاجة إلى الإنجاز القوة الدافعة. ولا توفر الرؤية فقط الهدف، ولكن الاتجاهات والبوصلة للوصول إليه. فهي تحافظ على تحرك الجميع في نفس الاتجاه، بنفس السرعة، والعمل معًا لخلق قدر قليل من الاحتكاك و تعمل على كفاءة وفعالية الرحلة قدر الإمكان.
و إحدى الطرق التي تعمل بها الفرق على تقليل الاحتكاك هي من خلال التزام أعضائها بالعمل كفريق واحد. فهم على استعداد للتخلي عن معظم حاجتهم للتقدير الفردي لتحقيق النجاح في الوصول إلى الهدف. لأن إنجازات الفريق ككل هى التي أصبحت مهمة، وأعضاء الفرق الجيدة يحملون المسئولية لأنفسهم و لبعضهم البعض.
فعندما تعمل بشكل جيد، يكون الفريق أشبه بفرد واحد يقوم بأشياء كثيرة في وقت واحد من كونه مجموعة من الأفراد، كل منهم يقوم بعمله الخاص. وهنا، يصبح الكل أكبر من مجموع أجزائه: حيث يمكن للفريق أن يحقق المزيد كفريق واحد أكثر مما يستطيع كل أفراده تحقيقه إذا كان كل منهم يعمل بمفرده.