الحاجة إلى الانتماء –
من منا لا يحتاج للانتماء فنحن دائما نحاول ان ننمى فينا الانتماء , فالانتماء كما يصنفها (وليم جلاسر) واضع تصورات نظرية الاختيار Choice Theory
وآليات العلاج الواقعي Reality Therapyوتطبيقاتها الإرشادية(*) –
هي من الحاجات الأساسية التي تدفع بالإنسان للنشاط باتجاه ترضى عنه المجموعة التي يرغب ذلك الفرد بالانتماء لها.
وسواء أكانت هذه المجموعة البشرية : أسرته الخاصة أو مجموعة الرفاق، أو جماعات مهنية،
أو أي مجموعة أخرى تشعره بأنه جزء من مجتمع،
أو وطن أو أمة. الشعور تحقيق الحاجة للانتماء تمنح الإنسان شعورا بالاعتزاز والفخر وبأن له من يليه ( نحن نقول : له والي ) يهتم به،
ويرعى أحواله، ويرضيه.
والحاجات هي من دوافع السلوك الإنساني، و (جلاسر 1986)
له منظوره الخاص في تفسير الحاجات الإنسانية.
فهو يرى أن الفرد الإنساني يولد وهو مجهز بخمس حاجات أساسية
واحدة منها تنتمي للمخ القديم كما يسميه وهي التي تختص بتداول الحاجات الفسيولوجية العضوية للإنسان
من حاجة للمأكل والمشرب والتنفس وحاجات الوجود أو الامتداد،
أما الحاجات الأربع الأخرى فهي تنتمي للمخ الجديد وهي الحاجة للانتماء والمحبة ،
والحاجة لتقدير القوة والبأس، والحاجة للحرية والمشاركة في القرار،
والحاجة للراحة النفسية وإلى الوجود في بيئة تقبل الفرد وتشجعه.
والوالدان لهما أخطر الأثر في إشباع حاجات الأبناء،
حيث أن المطلوب منهما هو توفير وسائل سليمة لإشباع تلك الحاجات. فإن نجحا في ذلك كانت النتيجة استقرارا للطفل و للأسرة.
أما إذا لم يتم إشباعها وأهملت، فإن الطفل لن يسكت وسيبتكر من الأنشطة
– سواء أحببناها أم لم نحبها – ما يشبع تلك الحاجات ويسكن نفسه.
مسئولية الوالدين تتركز في وعي خطورة دوريهما،
والتعرف على المهارات الوالدية التي تكفل تغذية سليمة لحاجات أبنائهما.
فحاجة الطفل إلى المحبة والانتماء، مثلا عندما لا تشبع بطريقة سليمة،
ستجعله يكثر البكاء و العويل أو يأتي ببعض السلوكيات السخيفة ابتغاء الحصول على جرعته المستحقة من انتباه من يريد توجيه انتباههم إليه ويرغب بالانتماء إليهم. وعندما تؤتي تلك السلوكيات الملتوية (الماكرة) أكلها،
ويثبت للطفل أنها مفيدة في تزويده بما يحتاج إليه من اهتمام وانتباه. فإن الطفل سيطورها لتغدو برمجة دائمة وطبعا مؤصلا.
الأسرة التي تريد العيش الهنيء يجب عليها أن تشبع كل حاجات طفلها.

ومن تلك الحاجات حاجته للانتماء، وهو أمر في تقديري من أولى الأمور وأكثرها إلحاحا،
وذلك لكي ينشأ الطفل محبا للعطاء وللتعاون مع الآخرين،
ولديه وفاء وولاء لأسرته ولوطنه ولأمته. والأسرة إذن هي المسؤولة الأولى عن زرع قيمة الانتماء في شخصية أبنائهم……………..
فكيف يا ترى سنشبع حاجة الإنتماء لنغرس الولاء والوفاء والانتماء في نفوس الأبناء؟

اتمنى ان نعى اهميه الانتماء ونظل دائما نعيشه