مهارات التميز الإداري وتحسين نتائج العمل
د/ احمد مطر

مهارات التقديم الفعال
قد تتساءل ما حاجتي لهذه المهارة، فانا لست خطيباً مفوهاً كما يقولون، ولا أنوى أن أضع نفسي في هذه المواقف المحرجة! مهلا لا تتعجل في الحكم على نفسك، فنحن هنا معاً لنعيد اكتشاف أنفسنا ومن غير المناسب أن نستسلم في معركة اكتشاف أنفسنا دون أن نطلق رصاصة واحدة، لابد في البداية أن نعرف أن التقديم الفعال لا يحتاجه الخطباء ومخاطبو الجماهير فقط وإنما أي منا في وقت من الأوقات سيجد نفسه في موقف سيحتاج إلى مخاطبة آخرين ليطرح لهم فكرته، أو ليناقش قضية، أو حتى مسألة علمية فأي منا لابد أن يقف ليقدم لزملائه سمارا، أو موضوعاً أكاديميا، أو يناقش معهم مشكلة سياسية أو قضية دينية، أو تحاول إقناع رئيسك في العمل بجدوى فكرتك الجديدة في إعادة تنظيم العمل...الخ، إذن أنت في وقت من الأوقات لابد أن تتحلى بمهارات التقديم الفعال، وتتعرف على بعض حيله وأسراره لتتقن العنصر الأهم في القيادي الناجح ألا وهو الجاذبية والتي يعد التقديم الفعال واسطة العقد فيها.

قبل أن تبدأ المعركة... اعرف أسلحتك!
قبل أن تعد نفسك لأي تقديم من أي نوع لابد أن تعرف أسلحتك التي ستستعملها في معركة الحصول على إعجاب مستمعك واقتناعه وإمتاعه في نفس الوقت. يمكن أن نجمل الأسلحة التي تمتلكها فيما يلي، كما سنفصل لاحقاً بإذن الله:
تقديمك: من حيث محتواه وتكوينه وتغليفه، وعنصره الإنساني.
صوتك: من حيث ارتفاعه، ووتيرته، ونبرته، ونموه، ولونه.
جسمك: فللجسد لغة توصل به الكثير من الأشياء التي لا تحتاج أو لا تريد أن تقلها.
أذنك: أو بالأحرى أذنيك، فالاستماع بأذنين صاغيتين هو عنصر مهم لكسب آذان الآخرين.
أعصابك: عندما تفقدها تفقد المعركة.

تقديمك: من الأخطاء الشائعة اعتقاد البعض أن مادة تقديمه (القيمة) كافية لانجاز المهمة، وينسى الشق الآخر للإقناع وهو الإمتاع، فكلامك مهما كان مفيدا لن يكون كذلك، إذا لم تجتهد في إخراجه بالشكل الذي يجعله مهضوما، فإن عسر الفهم هو رديف موضوعك، أي الفشل في مهمتك.
للتقديم مكونات أساسية هي:
المحتوى: ويقص به المعلومات التي يحتاجها المتلقون من تقديمك.
التركيب: فللتقديم تركيب منطقي، فلابد له من مقدمة منطقية توضح فيها للمتلقي ما سيشاهده أو يسمعه في تقديمك، يليه وسط، ثم نهاية التقديم الذي تنسحب به هادئا منتصراً مبتسماً موجِزاً ملخِصاً.
التغليف: فلا تنسى أن تقديمك ليس تقريرا يمكن إعادة قراءته، وليس به حواشي أو ملحقات، فالمتلقي سيخرج بقدر قدرتك على تقديم مادتك بصورة مقبولة، ومهضومة له.
العنصر البشري: تذكر أن التقديم الجيد يُذكَر أفضل وأكثر وأعمق من التقرير أو المقال الجيد، لأنه ارتبط بإنسان ما.

ولمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع وغيره من الموضوعات ذات الصلة، يمكنكم الاطلاع على البرنامج التدريبي لمعهد صبره للتدريب القانوني من خلال الرابط التالي: [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]