تخيل أنك طالب جامعي مبدع، ولديك فكرة تعتقد أنها ستُغير شكل العالم إذا تم تنفيذها على أرض الواقع، وبعد طول تفكير، أبلغت والديك وأصدقاءك بعزمك على ترك الجامعة؛ للتفرغ لتحقيق حلمك بتأسيس مشروع قد يُغير من وجه العالم. فماذا سيكون رد فعلهم؟!.


ربما يعتقدون أنك قد جُننت، خاصة لو كان ذلك في بلادنا العربية التي ليس شائعًا فيها ثقافة ريادة الأعمال، بل الحصول على وظيفة حكومية، تضمن لصاحبها راتبًا شهريًا حتى لو كان لايكفيه.


وعلى العكس من ذلك، تجد المبدعين على استعدد لترك كل شئ من أجل السعي وراء شغفهم، لا يهمهم التضحيات التي يقدمونها من وقت، وجهد، أو غير ذلك في سبيل تحقيق أهدافهم. هؤلاء الذين يسعون لتجسيد أفكارهم، هم فقط من يغيرون العالم، وهم بالتالي من يكونون دائمًا في القمة.


مارك زوكربيرج هو أحد هؤلاء النابغين الذين غيرو وجه العالم !
ذلك الفتى الجامعي المولع بالبرمجيات، والذي ظهر نبوغه فيها منذ الثانية عشرة من عمره، عندما برمج في تلك السن برنامج مراسلة باسم Zucknet ، تم تطبيقه في عيادة الأسنان الخاصة بوالده.


التعليم:
أظهر زوكربرج تقدمًا بالغًا في مراحل التعليم المختلفة، وكان متفوقًا في مرحلة التعليم الثانوي، كما كان متفوقًا في الفن، والعلوم، والأدب. إن أداءه العالي في المرحلة الثانوية، ودرجاته المرتفعة منحاه الفرصة للالتحاق بجامعة هارفارد؛ إحدى أرفع الكليات لتدريب المبدعين في مجال العلوم والأعمال.




جدل واسع:
في عامه الثاني بالجامعة، طور زوكربرج موقع Facemach والذي أثار جدلًا واسعًا داخل الجامعة؛ حيث قامت فكرته على تقييم الأشخاص بناءً على المظهر الخارجي عن طريق استخدام صورة الشخص. لم يكن ذلك الموقع غير قانوني فقط، بل وغير أخلاقي أيضًا؛ لأنه استخدم صور الأشخاص؛ ما يُعد انتهاكًا للخصوصية. وبعد أن كان الموقع هو الأشهر على شبكة الجامعة، تم إغلاقة باعتباره غير لائق.


نقطة تحول:
تأتي نقطة تحول زوكربرج في نفس المرحلة الجامعية؛ إذ أسس مع أحد أصدقائه شبكة تواصل اجتماعي تتيح لطلاب جامعة هارفارد، التواصل مع بعضهم البعض. وفي السادس من عام 2004 تم إطلاق الموقع تحت اسم The Facebook.


وبعد عامه الثاني في الجامعة، تركها ليتفرغ لمشروعه الذي سماه وقتها Facebook والذي وصل بنهاية عام 2004 عدد مستخدميه إلى مليون مستخدم.


كانت الزيادة المضطردة في عدد مستخدمي Facebook لافتًا لانتباه العديد من الشركات الكبرى؛ مثل مايكروسوفت وياهوو، وفي عام 2005. وفي الوقت نفسه، تم السماح للمدارس والكليات بالدخول على Facebook ؛ ما أدى إلى ارتفاع عدد المستخدمين إلى 5.5 مليون مستخدم؛ الأمر الذي دفع العديد من الشركات الكبرى، وفي مقدمتهم مايكروسوفت وياهوو إلى التقدم إلى زوكربرج بشراء الموقع.


ليس الأصغر سنًا:
بانتهاء عام 2005، أصبح عدد مستخدمي Facebook أكثر من ملياري مستخدم نشط شهريًا، وظلت قيمته السوقية تشهد ارتفاعات متواصلة حتى بلغ 272 مليار دولار في منتصف عام 2015، وحينها أصبح زوكربرج واحدًا من أصغر أصحاب المليارات في التاريخ.


بالفعل، ليس مارك زوكربرج هو الملياردير الأصغر سنًا، ولكنه يٌعد هو الأغنى بين من هم دون الخامسة والثلاثين ممن تميزوا في قطاع التكنولوجيا.


مقولات شهيرة:
“الخطر الأكبر هو عدم المغامرة في عالم ملئ بالمتغيرات، يكون عدم المغامرة هو الاستراتيجية المضمونة للسقوط.”


الخاتمة:
بعد المراحل المختلفة التي مر بها، وصل Facebook من موقع يستخدمه مئات الأشخاص في إحدى الجامعات ، إلى موقع يستخدمه أكثر من ملياري شخص حول العالم، يعتمدون عليه طوال 24 ساعة في شتى مناحي الحياة. تحول من فكرة بسيطة، هدفها ربط طلاب إحدى الجامعات، إلى موقع يربط العالم كله ببعضه البعض.. فكرة غيرت وجه العالم، وجعلت صاحبها واحدًا من أهم وأغنى الشخصيات في العالم.


ليس الهدف من المقال هو أن تترك دراستك، ولكن أن تسعى لتحقيق حلمك، وأن تدع شغفك هو قائدك، سواء كنت طالبًا أو موظفًا، أو غير ذلك، فالمهم أن تكون مبدعًا، لامقلدًا؛ حتى تكون واحدًا ممن يغيرون وجه العالم.