تعتبر التنمية البشرية والاهتمام بالعنصر البشري من الأمور التي تجاهلتها الكثير من المؤسسات الشرقية والعربية في مقابل اهتمامهم بأمور أخرى وانشغالهم بالأعمال والخدمات ، ومما يدعوا للأسف أن هذا التجاهل نجده على مستويات الدول لا سيما أنها تخصص مبالغ باهضة للتسلح والاقتصاد ويبقى العنصر البشري ومسألة تطويره في نهاية الاهتمام.


قد تكون بداية التغيير في المؤسسات والشركات نحو الأداء الأفضل هو بتغيير أداء الموظفين نحو الأفضل والرفع من كفاءتهم والاهتمام بهم لأنه بدونهم لا يتم تحقيق الأهداف المنشودة والنتائج المتوقعة ، وهذا ما يدفع بالدول العالمية الكبرى إلى تخصيص مبالغ كبيرة قد تفوق ميزانية الدول العربية مجتمعة في جانب تطوير الموارد البشرية والاهتمام بهم.

أكثر ما يثير الاستغراب في عصرنا الحالي أن يأتي البعض ويبدي عدم اهتمامه بالتدريب والتطوير البشري مبررا ذلك بأن التعليم يأتي مع مر السنوات والفائدة تكتسب من خبرات الزملاء ولا أعلم هل يرضى هؤلاء الناس أن تضيع تلك السنوات في تعلم بعض المهارات والخبرات التي يستطيع تعلمها خلال أسابيع أو أيام مع مدرب متخصص في هذا المجال .

إن التحدي الأول الذي يصادف المؤسسات والشركات في عصر العولمة والنهضة المتسارعة هو السعي نحو تطوير الموارد البشرية للوصول إلى إمكانيات مواكبة للتطور وللتغيير المستمر في عالمنا حتى لا تقف في نهاية المطاف وهي لا تمتلك الإمكانيات البشرية التي تتطلبها حاجة السوق ، وقد يحتاج ذلك التضحية بالكثير من الموظفين في سبيل تبديلهم بكفاءات أفضل وإمكانيات أكبر وهذا ما يعارض الأمان الوظيفي الذي هو من حق الموظف .

أن السعي نحو تدريب مواردنا البشرية ورفع مستواها الفكري والعملي ، قد يقينا الكثير من العراقيل في المستقبل ، لا سيما في المؤسسات التي اختارت طريق التميز والاحتراف في عملها .
ورغم كل ذلك على الشخص أن لا يعتمد على مؤسسته وشركته في تطوير نفسه بل عليه أن يبادر بالإلتحاق بالدورات التدريبة وورش العمل المتخصصة لأنه سيخسر كثيرا في حالة عدم تطويره لنفسه ومع الأيام ستقل همته وتنقص عزيمته في العمل وسيجد العالم من حوله سبقه في التطور والثقافة وهو لا يزال يعتمد على شهادته العلمية التي حصل عليها قبل سنوات من عمره ومن لا يملك الشهادة المتخصصة فعليه السلام.