قبل سنوات قليلة فقط، كان العمل والمنزل عالمين منفصلين. لكن الحدود بينهما بدأت تتلاشى بعد أن أظهرت الدراسات نتائج مدهشة للعمل من المنزل.


قد تبدو الفكرة غريبة، لكنها تتحول تدريجياً إلى واقع.


ففي الولايات المتحدة، ارتفعت نسبة الموظفين الذين يقومون بجزء من العمل في المنزل إلى 23% مقابل 19% في 2003.


كما أن دراسة لشركة " pgi "، الشركة المتخصصة بتكنولوجيا التواصل عبر الهاتف والإنترنت، أشارت إلى أن 50% من الموظفين الذين يعملون من المنزل جزئيا يودون زيادة ساعات العمل.


وفيما تبدو هذه الظاهرة أكثر شيوعا في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا، إلا أن اليابان بدأت تدرك أهمية هذه الخطوة، خاصة مع اقتراب موعد استضافتها للألعاب الأولمبية عام 2020.


حيث تعتزم اليابان اختبار ظاهرة العمل من المنزل بهدف تخفيف الازدحام على الطرقات والحد من الضغط النفسي والجسدي على الموظفين، إذ إن ساعات العمل في اليابان طويلة وغير مرنة، الأمر الذي يؤثر سلبا على الإنتاجية.


وقد اتخذت حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي إجراءات لتقصير ساعات العمل، ورفع أجور العمال المتعاقدين، والحد من إساءة استخدام قوانين العمل.


وقد أظهرت دراسات عدة أن العمل من المنزل يرفع إنتاجية الموظفين الذين يتمتعون بالانضباط الذاتي ويخفف من التوتر ويقلل من دوران الموظفين. كما أظهرت دراسة أن نحو 70% من الجيل الجديد من الشباب سيختارون الوظائف التي تمنحهم مرونة العمل من المنزل.


ليس ذلك فحسب، وإنما الشركات تستفيد أيضا من انخفاض التكاليف التشغيلية، حيث خفضت شركة "AMERICAN EXPRESS" نحو 15 مليون دولار سنويا من تكاليفها بعد تقديم خيار العمل من المنزل.


إضافة إلى ذلك، يساهم العمل من المنزل أيضا في تخفيف استخدام الوقود وبالتالي الانبعاثات الكربونية مع تزايد الاهتمام بالبيئة.