كلنا نؤثر على بعضنا بعضا بطريقة ما أو بأخرى، ويحدث ذلك بشيء من الفطرة وعلى مستوى غير واعٍ يتناقله الأفراد من خلال التفكير والمشاعر، بل ومن خلال لغة الجسد نفسها.
والتفكير الإيجابي هو موقف ذهني يرى الجانب الصحيح من الحياة، ويركز على الجزء الممتلئ من الكوب لا الجزء الفارغ، وهو أيضا الموقف العقلي الذي يتوقع النتائج الإيجابية.
والأشخاص الذين لديهم إطار إيجابي يحيط بالعقل، دائماً ما يفكرون في الكلمات التي تولد الإمكانية والتطور والتوسع والنجاح. فهم يتوقعون السعادة والصحة والحب والعلاقات الجيدة، ويرددون دائماً العبارات الآتية “أنا أستطيع”، “أنا بمقدوري”، “أنا ناجح”.
وأصحاب الفكر الإيجابي لا يؤمنون بالفشل مهما كانت العقبات، وإذا لم تأت النتائج بالثمار المرغوب فيها فسيحاولون التجربة مراراً.
ومن أجل أن يحقق الشخص التغير المفيد ويرتقي بحياته، لا بد وأن يكون التفكير الإيجابي هو الموقف العقلي المسيطر عليه على مدار اليوم، لا بد وأن يتحول إلى أسلوب حياة.
ويتطلب التفكير الإيجابي الفعال الحقيقي التركيز على الأفكار الإيجابية والمشاعر الإيجابية بل والتصرفات الإيجابية.
ما هو التفكير الإيجابي الفعال الذي يؤتي بثماره؟
التفكير الإيجابي الفعال، هو الذي يتعدى مجرد القول وتكرار بعض الكلمات البسيطة أو إخبار النفس بأن كل شيء سيسير على ما يرام، لابد وأن يكون هناك سيطرة من العقل، فليس الأمر هو مجرد التفكير بإيجابية لبضع دقائق ثم تتسرب مشاعر الخوف وعدم الثقة بالنفس إلى الشخص، بل التفكر الإيجابي المبذول معه المجهود هو المطلوب.
مواصفات التفكير الإيجابي
- استخدام الألفاظ والكلمات الإيجابية عند التحدث وعند التفكير: “أنا أستطيع”، “أنا قادر”، أستطيع فعل ذلك” وغيرها.
- إحلال مشاعر السعادة والقوة والنجاح في الجزء الواعي من تفكير الفرد.
- محاولة رفض التفكير السلبي وتجاهله قدر الإمكان.
- فى الحديث لابد من استخدام الكلمات التي تحفز الصور العقلية والمشاعر التي تبعث على القوة والسعادة والنجاح.
- قبل البدء في أي منهاج عمل، لابد من رسم صورة واضحة في الذهن عن نتائج النجاح له وإذا كان هذا التصور أو الرسم بتركيز وبثقة بالغة في النفس فسيندهش الشخص من النتائج.
- قراءة ولو صفحة واحدة من كتاب يحفز على التفكير الإيجابي.
- مشاهدة الأفلام التي تبعث على السعادة.
- تقليل الوقت الذي يتم الاستماع فيه إلى نشرات الأخبار وقراءة الصحف والجرائد.
- الاتصال بالأشخاص الذين يفكرون بإيجابية.
- الجلوس والمشي باستقامة الظهر، لأن هذا ينعكس على الثقة بالنفس والقوة الداخلية.
- المشي، ممارسة السباحة أو الانشغال بأي نشاط جسدي يسهم بالكثير من المواقف الإيجابية التي تصدر عن الشخص.
- التفكير بإيجابية ولكن مع توقع النتائج التي يأمل فيها الشخص، حتى ولو لم يكن الوضع كذلك، ففي وقت ما فإن هذا الموقف العقلي سوف يؤثر على الحياة والتغير سيأتي.
الإيجابية في المواقف والأفعال
أما المواقف الإيجابية، فتساعد الفرد منا على التكيف بسهولة مع المواقف اليومية في الحياة، فهي تحمل التفاؤل معها، كما تجعل من السهل على الشخص تجنب القلق والتفكير السلبي، وإذا تبناها الشخص كأسلوب للحياة ستحمل في طياتها التغيرات التي تعمل على البناء وليس الهدم وتجعل الشخص أكثر سعادة ونجاحاً.
وتتضح إيجابية الأفعال والمواقف في الآتي:
- التفكير الإيجابي.
- التفكير البنّاء.
- التفكير الإبداعي.
- توقع النجاح.
- التفاؤل.
- اختيار السعادة.
- عدم الاستسلام.
- النظر إلى الفشل والمشاكل على أنهما نقمة وليس نعمة.
- الإيمان بالنفس وبالقدرة الذاتية.
- التصرف بكل ما يعكس احترام الذات والثقة بالنفس.
- البحث المثابر عن الحلول.
- رؤية الفرص.
الموقف الإيجابي تجاه الحياة يؤدي إلى السعادة والنجاح والتغير الكامل فيها. إذا رأى الإنسان الجانب المشرق من حياته، فستكون كلها مليئة بالنور، ولا يقف تأثير هذا النور على الفرد وعلى الطريقة التي ينظر بها إلى عالمه ولكنه يؤثر على البيئة وعلى الأشخاص المحيطين به.
فوائد تعود على الشخص من التصرف بإيجابية:
- تنفيذ أهدافه وإحراز النجاح.
- تحقيق النجاح بشكل أسرع وأكثر سهولة.
- تحقيق السعادة الغامرة له ولمن حوله.
- اكتساب المزيد من الطاقة والإقبال على الحياة.
- توفير القوى الداخلية له.
- تحفيز الشخص بل وتحفيز المحيطين لإنجاز المزيد.
- إشعاره بقلة الصعوبات.
- شحذ قدرته على التعامل مع المواقف الصعبة بشيء من الحكمة وعدم الانفعال، وبالتالي الوصول إلى الحل الأفضل.
- إشعاره بابتسامة الحياة في وجهه.
- كسب الشخص احترام الآخرين له.
وتنمية الموقف الإيجابي تقودك إلى السعادة والنجاح، لذا لا بد وأن:
- تختار النجاح.
- ترى الجانب المشرق من الحياة.
- تختار التفاؤل وأن تبقى متفائلاً.
- تبحث عن الأشياء التي تجعلك تضحك.
- تؤمن بنفسك.
- تتأمل آثار التفكير السلبي والقلق الدائم.
- تتصل بالأشخاص السعداء.
- تقرأ القصص التي تحفز على النجاح.
- تكرر العبارات التي تؤكد بها على النفس من أجل تحقيق الإيجابية في الحياة.
- تتخيل ما الذي تريده أن يحدث.
- تتعلم كيف تتحكم في أفكارك.
- تتعلم التركيز والتأمل.
هناك قواعد وقوانين تتحكم في تحقيق النجاح؛ منها:
- ملامح الشخصية الخاصة ومهاراتها.
- الثقة بالنفس وبالقدرات.
- الصبر.
- التركيز.
- قوة الإرادة.
- الطموح القوي.
الإنسان الذي يتصف بالإيجابية، هو الذي يتعامل مع بيئته المحيطة بل عالمه المحيط به، فمردود الإيجابية يعود على الشخص بالخير وعلى مجتمعه بالمثل