من بين أصعب التحديات التي نواجهها كرجال أعمال، إحجامنا عن اتخاذ الخطوة الأولى في المشروع، ثم تأجيل الأمور لفترة طويلة. إن الافتقار البسيط إلى الحافز يمكن أن يجعلنا عالقين، ويجعلنا نبدو غير قادرين على البدء في المشاريع التي وضعناها، ناهيك عن الانتهاء منها وشحنها.
فالتسويف و المماطلة مألوفة لنا جميعًا. خلال السنوات العشر التي قضيتها في العمل كرائد أعمال، عملت الثلاثة سنوات الماضية من خلال الكمبيوتر المحمول أثناء السفر للعالم مع عائلتي، و توصلت إلى خمس استراتيجيات بسيطة لمواصلة المهمة والقيام بالأعمال اللازمة لتنمية عملي.

  1. أفعل شيئًا واحدًا، وقم بأداء مهمة واحدة (Do the one thing)

يعتبر أحد الأسباب الكبرى للتسويف هو أن المهام الكبيرة تبدو ساحقة. لذا، يمكن تقسيم جميع المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للإدارة ومن ثم التركيز على واحدة في كل مرة.
كما قال غاري كيلر في كتابه The One Thing، "هؤلاء الأشخاص الذين يركزون على أداء شيء واحد في الوقت يتقدمون فيه في هذا العالم."
لذا، فإننا نحتاج إلى تقسيم جميع أهدافنا ومشاريعنا إلى أجزاء أصغر. و هذه هي الطريقة التي نتجنب بها الإرهاق من العمل. بغض النظر عن حجم المشروع، فإنه يمكن تقسيمه دائمًا إلى أجزاء أصغر تسمح لنا بالبدء والعمل في تسلسل منطقي حتى الانتهاء.

  1. تحديد المواعيد النهائية (Set deadlines)

المواعيد النهائية، سواء فرضتها على نفسك أو حددها عملائك أو شركائك، تجبرنا على إنجاز الأمور. فوضع النهاية في الأفق وتحديد الأمور دائمًا يجعل العمل أسهل لإنجازه. حيث أنه لا تميل المهام إلى أن تكون محددة في أذهاننا دون تحديد موعد نهائي واضح. و هذا النقص في الوضوح يسبب التسويف.
و بالنسبة للمبدعين ورجال أعمال، غالبًا ما يكون للمواعيد النهائية دلالة سلبية كنظام صارم ويجب تجنبه بأي ثمن، لكن العكس هو الصحيح. يقول نولان بوشنيل، مؤسس شركة «أتاري» لألعاب الفيديو وسلسلة مطاعم «تشاك إي شيز بيتزا» "الإلهام النهائي هو الموعد النهائي".

  1. الأفعال أفضل من المثالية و الكمال (Done is better than perfect)

كان السعي لتحقيق الكمال بمثابة شهادة الوفاة للعديد من الأفكار الرائعة والمنتجات والكتب والشركات. فمن الضروري أن نسعى دائمًا إلى بذل قصارى جهدنا، لكن بصفتنا رواد أعمال، نحتاج إلى الشحن ومن ثم التكرار. اشحن أفكارك ومنتجاتك بنسبة 80%، ثم اعمل على تحسينها من خلال عملية التكرار والتحسين.
فكلمّا طالت مدة التحديق في صفحة أو لوحة بيضاء فارغة، أصبحت المهمة أكثر صعوبة في أذهاننا. كلمّا استغرقنا وقتًا أطول للبدء، كان حوارنا الداخلي يعمل ضدنا. و كلمّا حدث ذلك كلمّا قل احتمال إتمام المهمة أو المشروع.

  1. قم بالسير و التنزه دون تفكير (Take a walk without thinking)

قد يبدو هذا غير بديهي، ولكن ثبت أن الابتعاد عن المهمة يمكن أن يكون مفيدًا في إكمال المهمة. و أظهرت العديد من الدراسات أن الناس يميلون إلى الأداء عقليًا بشكل أفضل بعد ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والمتوسطة. و هذه الفوائد تميل إلى التقليل بشكل ملحوظ بعد النشاط الشاق.
ففي بعض الأحيان، يعتبر الشيء الأكثر إنتاجية الذي يمكنك فعله هو ترك مكتبك، والذهاب للخارج والمشي ببساطة. المشي والسماح لعقلك بالراحة دون التفكير في مهمتك. فالتفكير المستمر في مهمة واحدة يمكن أن يسبب القلق والإرهاق. لذا، فإن أخذك قسطًا من الراحة سوف يجعلك تتخطى المماطلة وتعمل نحو تحقيق أهدافك. إن إلقيام بنشاط بسيط مثل المشي دون تفكير سيسمح لعقلك الباطن بمعالجة عملك بوضوح.

  1. الذهاب و الحصول على العمل (Get to work)

ستيفن كينغ هو واحد من أكثر المؤلفين نجاحًا في عصرنا وأيضًا واحد من الأشخاص الذين يحبون العمل الجاد. يقول، "الهواة يجلسون وينتظرون الإلهام، البقية منا يستيقظون ويذهبون إلى العمل."
بغض النظر عن عدد النصائح أو الحيل التي نجدها حول التغلب على المماطلة، فإنها تنتهي جميعًا عندما نجلس ونقوم بالعمل حتى يكتمل و ينتهي. فالقيام بالعمل هو المهم، لا شيء آخر. بدون العمل، لن تساعدك كل هذه الأفكار أو عملك.