فيه تعبير أمريكى عظيم إسمه (Gold Partner) أو الشريك الذهبي.. بإختصار مدلوله إن كل واحد فينا حاجة من إتنين يا إما فى حياته شخص من دهب.. يا إما هو نفسه شخص من دهب بالنسبة للى حواليه.. تحت نفس العنوان "الشريك الذهبى" كان فيه فقرة ثابتة فى برنامج التوك شو الأشهر فى العالم "أوبرا وينفرى شو" وتحديدًا فى الموسمين الثالث والرابع بيطلع فيها ناس بيتكلموا عن مين هو الشريك الذهبي فى حياتهم.. من أبرز العلاقات دى علاقة الصداقة اللى جت فى حلقة الأسبوع السابع من الموسم الثالث بين "ديرا" و" مادونا " البنتين اللى بيدرسوا جامعة مع بعض واللى ظروف دراستهم أضطرتهم يقعدوا فى شقة واحدة سوا فى مدينة بعيد عن أهلهم .. كل واحدة كانت بتعتبر التانية أمها .. بيواجهوا بعض بعيوبهم .. بيداروا ع بعض فى المصايب .. بيكملوا بعض .. الحقيقة إن ده المفروض طبيعى يعنى أصل طب وهى إيه أصلًا لزمة أى علاقة لو ماكنش أى أتنين مرايات لبعض ! .. آه يمكن "مادونا" كانت زى الفرامل بالنسبة لـ " ديرا" فى حاجات معينة لأن الأخيرة فيها حتة تسرع فى حين إن الأولانية كانت أهدى شوية لكن برضه الموضوع كان تبادلى بينهم .. دى النهاردة مجنونة والتانية عاقلة وبكره بيعكسوا وهكذا .. لحد ما فى مرة "ديرا" إرتبطت بواحد زميلهم فى الكلية وحبته .. جريت على صاحبتها عشان تقول لها .. " مادونا " كانت سامعة كلام عن الولد ده من بنات صاحباتها فى الكلية إنه سىء الطباع وإنه متعود يصاحب بنات جديدة كل فترة ويغيرهم كأنه بيغير هدومه فحذرتها منه بعنف .. " ديرا " ما إدتش أهمية لكلام صاحبتها و شافت فى كلامها قسوة مش مبررة .. لما " مادونا " دافعت عن رأيها فى الولد، ولإن مراية الحب عميا؛ " ديرا " بدأت تقول بينها وبين نفسها إن أكيد فيه مصلحة عند صاحبتها إنها تبعد عن الولد ! .. الشيطان بدأ يلعب لعبته .. إنتى أحلى منها وهى بتغير منك وعايزة تخطفه .. يعنى عشان هى لسه ماأرتبطش يبقى أنا كمان لازم أبقى زيها ! .. هى فاكرة إن كل رأيها لازم دايمًا يطلع صح .. رمت كلامها ورا ضهرها وكملت .. " مادونا " لما لقتها مصممة طلبت منها بدافع المعزة اللى بينهم والعشِرة ومن منطلق نشأتهم الدينية الملتزمة بالمقارنة بباقى المجتمع الأمريكى إنها توعدها إن علاقة حبها مع الولد متخرجش بره الإطار المألوف.. بالكتير خروجات وفى أماكن عامة وتوقيتات محددة .. " ديرا " وافقت ووعدتها .. اللى كان بيحرك " مادونا " هو خوفها على " ديرا " و " ديرا " كانت شايفاها خنقة ملهاش لزمة لدرجة إنها مخدتش بالها إن " مادونا " كانت بتعمل تفاصيل صغيرة تبين إنها ملهاش غرض غير مصلحة صاحبتها وبس ! .. يعنى مثلًا لما جه عيد ميلاد الولد؛ " ديرا " صحيت من النوم لقت صاحبتها سايبالها جنب المراية ظرف فيه تذكرتين سينما لأحدث أفلام " روبين ويليامز " وقتها وسابت مع الظرف فلوس من مصروفها عشان تخليها تشترى هديه له، ومع الظرف جملة : ( أعلم أنك سوف تنسين عيد ميلاده وأعلم أن نقودك وحدها لن تكفى ) .. رغم إختلاف أقسامهم فى الكلية كانت " مادونا " بتحضر محاضرات زميلتها بعد ما تخلص محاضراتها هى لأن "ديرا " كانت بتكون مشغولة بالخروج مع صاحبها .. الولد بدأ يستغل " ديرا " ويسحب منها فلوس أول بأول .. طبعًا البنت مقصرتش وكانت بتديله برضه أول بأول .. ده أثر على الدخل المادى والمصروف اللى بيتبعت من الأهل وحصل عجز عندها .. " مادونا " بدأت تشتغل مترجمة لمكتب ترجمة تابع للجامعة عشان تبدأ تجيب فلوس وتعوض خُرم المصاريف اللى بيحصل من صاحبتها واللى هى أساسًا ملهاش علاقة بيه ! .. لحد ما فى مرة " ديرا " رجعت البيت متأخرة ولقت " مادونا " قاعدة مستنياها فى الصالة .. سألتها : ( أين كنتى ؟ ) .. " ديرا " شوحت بإيديها وردت : ( لا شأن لكى، كنت مع مارك ) .. " مادونا " قالت : ( ألم نتفق ! لقد وعدتينى ) .. " ديرا " ردت بعصبية بما معناه إن ملكيش دعوة و " مادونا " مسكتها من دراعها وقال لها مش هسمح لك تضيعى نفسك والتانية ترد إنتى ملكيش إنك تقوليلى أعمل إيه وماعملش إيه وأنا حرة وإنتى غيرانة منى .. كلمة من هنا على كلمة من هناك هوب " ديرا " ضربت " مادونا " بالقلم ! .. يمكن دى كانت المرة الأولى اللى إيد حد منهم تتمد ع التانية فى غير وقت الهزار .. " ديرا " طلعت جابت شنطتها وخرجت وسابت البيت .. " مادونا " اللى القلم ساب جواها جرح أكبر من مجرد اللطشة فضلت واقفة مكانها مصدومة وقالت لها قبل ما تخرج من البيت إن لو خرجتى من البيت ده مترجعيش تانى .. " ديرا " ولا كأنها سمعت حرف ورزعت الباب وراها .. 3 شهور كاملة محدش فيهم يعرف حاجة عن التانى .. " ديرا " راحت سكنت فى أوضة طلبة صغيرة ومابقتش تروح الكلية وفضلت علاقتها مستمرة بالولد .. الأيام اللى عدت دى كانت كفيلة إنها تكتشف إن الولد كان بيضحك عليها وإنه كان بيستغلها عشان فلوسها وإنها لما بقت ع الجنط مبقتش تلزمه .. بدأ يخلع شوية بـ شوية وهى بدأت تحس .. حصلت بينهم مواجهة خرجت منها على حقيقة قاسية مضمونها كل واحد مننا من طريق .. رغم إن "ديرا" كانت بقت مفلسة و شِبه ضايعة بس مافكرتش ترجع لصاحبتها لأن كرامتها نقحت عليها وقررت تكمل فى سكة البعُد والعِند اللى ماشية فيها .. أشتغلت فى محل بيبيع ساندوتشات بورجر فى الشارع .. ع الناحية التانية تكتشف إن "مادونا" كانت بتمشى كل يوم فى شوارع المدينة كلها تعلق ورق على الحيطان وعواميد النور عليها جملة واحدة بس : ( مازلت أحبك؛ عودى إلى المنزل ) .. مش أكتر من الجملة دى ولا فيه إسمها ولا إسم صاحبتها هما يادوبك الكلمتين دول مكتوبين بخط الإيد وبدون توقيع ولا بتاع ومتصورين 2000 نسخة ! .. وعشان مفيش حاجة بتحصل صدفة وعشان برضه " مادونا " الحقيقة لفت المدينة كلها والورقة أتعلقت على كل شبر منها شافتها " ديرا " وعرفت إنها بتاعت صاحبتها من خطها .. أتكسر جبل التلج اللى فى نفسها وقررت ترجع البيت .. وصلت بالليل متأخر عشان تتجنب مواجهتها .. بمجرد ما لمست باب الشقة لقته متوارب مش مقفول! .. طبعًا كل الإحتمالات نطت فى بالها وأقلها إن فيه حد أقتحم الشقة على "مادونا" .. دخلت جرى وتجاوزت سلالم الدور التانى فى نطة واحدة وفتحت باب الأوضة ولقت "مادونا" نايمة .. هزتها بقوة وقالت لها : ( مادونا أنا هنا أنا هنا لقد عدت ) .. " مادونا" فاقت وقعدت على السرير وهى مش مصدقة نفسها وخدتها فى حضنها .. "ديرا" قالت : ( لقد كنت شديدة القلق لقد كان الباب مفتوحًا وأعتقدت أن شخصًا ما قد أقتحم المنزل ) .. "مادونا" ردت : ( لا يا حبيبتى فمنذ أن غادرتى البيت لم يوصد هذا الباب أبدًا ).


• الشريك الذهبى نعمة .. يطلع حبيب أو يطلع صاحب يطلع زى ما يطلع .. المهم إنك ما بتمرش ع الدنيا إلا لو قابلته أو كنت أنت نفسك هو .. معاييره فى التعامل مع الناس بتختلف .. ولإنه دهب فميزانه فى تقييم الناس ميزان الدهب .. الشريك الذهبى دايمًا بابه مفتوح .. إبن أصول .. مكسب .. مش بيتعوض .. بيتخسر مش بيخسر .. مش بيصدأ .. بينصح لله .. " أنيس منصور " لما سأل " عباس العقاد " عن إزاى يعرف أهم شخص فى حياته رد عليه : ( مسيره هينصحك؛ بمجرد ما يحصل دور على مصلحته الشخصية بين كلامه ليك لو مالقتش إفهم إنها خالصة لوجه الله ثم لمحبتك ) .. تعودك على وجوده بيخليك تنسى تدريجيًا أهميته لكن مش بينفيها وغيابه سقعة و دور برد رخم مفيش منه شفا .. هما اللى أتعملت عشانهم جملة ( أنت إزاى كده ) .. قليلين زى كل حاجة حلوة فى الدنيا .. ناس كده تحس إن قلوبهم مغسولة طيبة وأرواحهم متعطرة خير ومعجونين جدعنة .. مش منتظرين منك شكر ولا عايزين غير إنك تكون حلو .. نجدة نازلالك من السما وبدون ما تتصل بـ 122 أو 911 .. ده حتى وجود حد منهم ولو كان قليل وبسيط بس بيكون تعويض عن خذلان من عشروميت واحد .. دوّر عليهم و خلّى بالك ليضيعوا وسط كومة الناس الهوا والفشنك اللى بتتشنكل فيهم ليل نهار، ولو لقيت حد منهم إمسك فيه بإيدك وسنانك و ماتسيبهوش يسيبك .. ربنا يرزقنا بصيرة تنقية الشريك الدهب ويبعدنا عن لمعة الفالصو.