مع قرب موعد انعقاد مؤتمر الإدارة والقيادة الآسيوي والعالمي الرابع والثلاثين، والذي تنظمه المنظمة الآسيوية للتدريب وتنمية الموارد البشرية (ARTDO) تحت شعار ‘’إدارة الموارد البشرية والاهتمام بالأشخاص والبيئة’’، أحببت أن ألقي الضوء على بعض أهداف هذا المؤتمر والذي يقدم بين أيديكم خلاصة من تجارب الآخرين في مجال الموارد البشرية، بما ينعكس إيجابا على المستقبل الواعد لهذه الإدارة التي باتت تحظى في أيامنا هذه بكثير من الاهتمام في شتى بقاع العالم.
قبل عام من اليوم نجحت مملكتنا بشرف استضافة مؤتمر الإدارة والقيادة الآسيوي والعالمي الذي تنظمه المنظمة الآسيوية للتدريب وتنمية الموارد البشرية (ARTDO) والذي عقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط ، وأذكر جيدا آنذاك، كلمة وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي والتي مازال صداها يتردد، بما حملت من معانٍ وفوائد تنم عن خبرة طويلة في هذا المجال ودقة وقوة في اتخاذ القرار.
وفي معرض كلمته، وفيما يتعلق بالتدريب، قال القصيبي ‘’إذا أردت أن تدرب المواطنين فلابد أن يكون مدير التدريب من أبناء البلد، لا تتوقع من مدير تدريب أجنبي أن يدرب مواطنا لأنه يعرف يقيناً بأن التدريب هو الطريق الحقيقي للنجاح’’.
إن الأهداف المتمخضة عن مثل هذه المؤتمرات كثيرة جدا ومن الصعب ذكرها بمجملها في هذه العجالة، ولكن لا بأس من ذكر أهمها والتي منها مناقشة الاستراتيجيات الخاصة بالقيادة الإدارية، وكيف يمكن لصانعي القرار قيادة مؤسساتهم نحو تحقيق النجاح ضمن أسس علمية واضحة.
وضع فلسفة متكاملة تقوم على خدمة العملاء، والرقي بالموظفين من خلال التدريب والتطوير وغيرها من الأهداف المهمة والتي من شأنها دفع عجلة الاقتصاد الوطني بصورة مشرفة.
في هذا العام، في مقاطعة بالي الإندونيسية سيتناول المؤتمر أكثر من 100 ورقة عمل سيتم مناقشتها لمشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية، ودول العالم الأخرى، وكم أحببت أن أكون أحد المشاركين في هذا المؤتمر العالمي لطرح قضية ذات أهمية بالغة في مجال إدارة الموارد البشرية، ألا وهي ‘’أهمية أن يكون مدير الموارد البشرية من أبناء البلد’’. فالكثير منا لايعي أهمية اقتصار وظيفة مدير الموارد البشرية على المواطنين في شركات القطاع الخاص وما لها من دور في معالجة التركيبة السكانية.
فالقائمون على إدارة الموارد البشرية يملكون القدرة على إغراق المؤسسات بأقاربهم وأصدقائهم، ولا أقصد هنا المحاباة والواسطة، بل الثقة في نوع معين من الموظفين. فالموظف الآسيوي مثلا تكون ثقته أعلى بأبناء جلدته، وكذلك الحال بالنسبة للموظف الأوروبي أو الأمريكي أو غيرهم، الأمر الذي يدفعهم إلى تقييم المتقدمين للعمل على أساس وجهة نظرهم الخاصة. علاوة على ذلك فإن مثل هؤلاء المسؤولين لا ينظرون إلى أن الموظف من أبناء البلد قد يكون أقل خبرة أو حديث التخرج ويجب أن يعطى الفرصة لكسب الخبرة ولذلك ،فهم يفضلون الأجنبي ذا الخبرة، على أبناء البلد حديثي التخرج الذين لا أعلم من أين لهم أن يأخذوا تلك الخبرة المطلوبة إذا لم يحصلوا عليها في بلدهم!
وهنا نتساءل، لماذا لا تحذو مملكة البحرين حذو المملكة العربية السعودية في تطبيق قرار بشأن اقتصار وظيفة مدير الموارد البشرية على المواطنين؟ إن كون مدير الموارد البشرية من أبناء البلد يحقق للمتقدمين من أبناء البلد تكافؤ الفرص ويضمن لهم مبدأ العدالة في التوظيف، فهو ملم بقوانين العمل الخاصة ببلده مما يميزه عن غيره لقدرته على حل المشاكل المتعلقة بأنظمة البلد، كما يستطيع تشجيع سياسة المحافظة على الموظفين الأكفاء من أبناء الوطن إضافة إلى أنه يزرع الأمل في نفوس أبناء مملكتنا الحبيبة ويعطيهم الدعم للاستمرار والعطاء. وختاما سؤال يطرح نفسه ‘’ لماذا أبن البلد أصبح عملة صعبة في إدارة الموارد البشرية؟’’.