هل سبق لك أن قابلت شخصًا و قلت "هناك شيء لا يعجبني فيه" على الرغم من أنه لم يكن لديك سبب وجيه لإصدار مثل هذا الحكم؟
لقد وقعنا جميعا في هذا الخطأ ثم اكتشفنا أن الرجل شخص عظيم.
ما نريد قوله : أن التحيز يؤثر حتمًا على حكمنا سواء أعجبنا أم لا، وأحيانا دون أن ندرك ذلك.
إنه شيء يتطلب جهدًا متضافرًا للسيطرة عليه، وفي الحالات الضرورية، يجب تجنبه.
وهذا أمر مهم أن يفهمه بشكل خاص فريق التوظيف، و لهذا السبب أصبح شائعًا أكثر وأكثر للشركات أن تقوم بتخصيص الموارد للتغلب على التحيز اثناء عملية التوظيف. فعلى الرغم من أن مهمتهم هي "الحكم" على المرشحين، إلا أن من مسئوليتهم القيام بذلك على أساس التفكير الدقيق والأدلة.
النصيحة الأولى- تعرف على تحيزك (Recognize your bias)
إذا أراد مديرو التوظيف تعيين أفضل المرشحين، فعليهم أولاً أن يكونوا على دراية بأنواع التحيزات التي قد يتسببون فيها دون وعي. هذه هي بعض من الأكثر شيوعًا:

  • الانحياز التأكيدي أو الانحياز الذاتي : البحث عن طرق لتأكيد الحكم الأولي.
  • التحيز الظاهري : حكم يستند إلى عوامل سطحية وظاهرية مثل وزن الشخص.
  • التحيز بين الجنسين : الحكم على قدرات الشخص بناءًا على جنسه.
  • الحدس : الشعور الفطري أو الداخلي.

حتى أن الشركات لجأت الى حذف الأسماء من السير الذاتية و طلبات التقدم الى العمل لتجنب أي تحيز يرتبط باسم شخص أو جنسه أو عوامل تحديد أخرى في مراحل التوظيف الأولى. قبل مقابلة مديرو التوظيف مع المرشح للوظيفة، يجب أن يكونوا على دراية بهذه التحيزات حتى يتمكنوا من العمل للحفاظ على عقلية موضوعية خلال المقابلة.
النصيحة الثانية- لا تتخذ قرارًا حتى اليوم التالي حتى يتسنى لك المزيد من الوقت للتفكير فيه (Sleep on it)
يمكنك الحصول على فرصة واحدة فقط لإعطاء الإنطباع الأول. نعم، هذه هي العبارة المزعجة والمكررة التي سمعناها جميعًا طوال حياتنا والتي ركز عليها الناس كثيرًا، ولكن هل هذا مهم؟ في وظيفة المبيعات أو علاقات العملاء سيكون ذلك مناسبًا. لكن الأهم من ذلك هو القدرة على اتخاذ قرار مستنير يعتمد على الحقائق، خاصًة في الحالة التي يكون فيها المرشح الجدير بالثقة قد حصل على مقدمة أقل من المثالية. إن أخذ 30 دقيقة للجلوس والتأمل في الوقائع والتفكير بعناية في قرار التوظيف النهائي يمكن أن يساعد في تجنب أي انحياز للانطباع الأولي.
النصيحة الثالثة- القوة في الأرقام و الأعداد (Strength in numbers)
إذا واجهت إحدى الإدارات مشكلات في قرارات التوظيف في الماضي، فقد يفيدها تعيين عدة أشخاص لمقابلة المرشح. من المفيد الحصول على آراء أخرى، ولكن يجب على فرق التوظيف التعاون فقط بعد أن يكونوا قد قضوا الوقت في تكوين رأيهم الخاص بناءًا على الحقائق. و النقطة المهمة هي إضافة معلومات إلى المناقشة، لذلك من المهم عدم السماح للآراء الأخرى بالتأثير على ما قرره شخص ما بالفعل. وبعد النقاش الصحي، يجب على الفريق التصويت على المرشح الذي يشعرون أنه يناسب الوظيفة.
النصيحة الرابعة- توحيد العملية (Standardize the process)
من الصعب الحصول على نتائج ذات مغزى إذا كانت العملية تتغير باستمرار. يمكن لمديري التوظيف تجنب التحيز عن طريق إنشاء نموذج تقييم موحد يتم استخدامه خلال كل مقابلة. يمكنهم تخصيص نموذج التقييم لتقييم مجموعة من السمات (المهارات، الخبرة، العمل الجماعي، الملائمة الثقافية) التي تساعد في تحديد ما إذا كان المرشح هو المناسب للشركة.
إذا كنت تواجه مشكلة في العثور على المرشح المناسب لشركتك، فافحص عملية المقابلة وتحقق لمعرفة ما إذا كان هناك أي تحيز يؤثر على صنع القرار. فالاحتمالات هي أن المديرين لا يدركون حتى حدوث ذلك و المرشحين الجيدين لم يقوموا بإجتياز المقابلة بسببهم.