يمكن أن يكون للصحة النفسية تأثير خطير على الأعمال التجارية. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أبلغ حوالي 80٪ من البالغين المصابين بالاكتئاب عن بعض الصعوبات على الأقل في العمل أو المنزل أو الأنشطة الاجتماعية بسبب أعراض الاكتئاب لديهم.
لسوء الحظ، لا يتم اكتشاف اضطرابات مثل القلق والاكتئاب في الغالب لشهور أو سنوات. على عكس الأمراض الجسدية، فإن قضايا الصحة النفسية أكثر صعوبة في تحديدها.
على الرغم من أن الصحة النفسية يمكن أن تكون غالبًا موضوعًا محظورًا، لا سيما في مكان العمل، يبدو أن الموظفين يريدون من صاحب العمل أن يعزز الصحة النفسية والرفاهية. وفقًا لمسح للعاملين في المكاتب في يوليو 2018 من بيلدون روز:

  • 72٪ من الموظفين يريدون من أصحاب العمل أن يعززوا و يدافعوا عن الصحة النفسية والرفاهية.
  • يقول ما يقرب من ثلاثة أرباع العمال أنهم يريدون من أصحاب العمل أن يعززوا الصحة النفسية والرفاهية في مكان العمل. و يصنف هذا على أنه أكثر أهمية من المساواة (48٪)، الاستدامة (38٪) والتنوع (31٪).
  • هذا هو الحال بالنسبة لجميع الأجيال، التي تعطي الأولوية للصحة النفسية والرفاهية فوق جميع الأسباب الأخرى - Gen Z (الجيل الذي يلي جيل الألفية) (76%)، جيل الألفية (73%)، الجيل إكس (75%)، فترة طفرة المواليد (56%).

بعد مراجعة هذه النتائج، أردت معرفة المزيد حول كيفية مساعدة الشركات. لذلك، ناقشت هذا الموضوع مؤخرًا مع توماس تشامورو بريموزيك، كبير علماء المواهب في ManpowerGroup.
وقال توماس "من أفضل الطرق لإنشاء ثقافة تدعم الصحة النفسية هي ضمان تجربة الأشخاص لوظائفهم بطريقة هادفة و مجدية. و يمكن تحقيق ذلك من خلال منح الموظفين الاستقلال والموارد. إذا اختبر فريقك الدعم والاستقلال، وأنت تثق بهم في القيام بما يجب عليهم فعله، فسيكونوا عمومًا أكثر سعادة في العمل، مما يقلل من مخاطر مشاكل الصحة النفسية".
ووفقًا لتوماس"من المهم أيضًا ألا ينسلخ المديرون عن موظفيهم. و يحتاج الأفراد إلى الإرشاد والتوجيه من القائد وأسوأ شيء يمكنك القيام به هو أن تختفي أو يكون صعب الوصول لك؛ في الواقع، غاب أسوأ أنواع القادة وأكثرهم توترًا - تاركين موظفيهم دون توجيه أو ملاحظات، أو إبداء القليل من الاهتمام لموظفيهم. و هذا يضر الروح المعنوية والرفاهية".
كيف يمكن لأصحاب العمل أن يشاركوا (How Employers Can Get Involved)
في حين أن معالجة الصحة النفسية يمكن أن تكون صعبة، إلا أن أصحاب العمل وخبراء الموارد البشرية في وضع قوي للمساعدة في تغيير التوجهات وتقديم نظام الدعم. و فيما يلي بعض الطرق الملموسة التي يمكنك من خلالها مساعدة موظفيك:
زيادة الوعي (Increase Awareness)
منح الموظفين إمكانية الحصول على التعليم والموارد من المنظمات الوطنية مثل الرابطة الأمريكية للطب النفسي، وتحالف دعم الاكتئاب وثنائي القطب، والصحة النفسية الأمريكية، والتحالف الوطني المعني بالأمراض العقلية و النفسية. كما يمكن للشركات تطوير مبادراتها وبرامجها الخاصة. على سبيل المثال، بدأت شركة دوبونت برنامجًا تعليميًا لتشجيع الموظفين على التواصل مع زملاء العمل الذين يبدوا أنهم في محنة عاطفية. تتضمن حملة ICU للشركة (التي تعني التحديد والاتصال والتفاهم، وكذلك "أراك") شريط فيديو مدته خمس دقائق يعلم الموظفين كيفية طرح الأسئلة المناسبة عندما يبدو أن شخص ما يكافح أو يناضل أو يعاني من شيء ما.
تقديم التدريب للمدراء (Offer Training to Managers)
توفير الفرص للمديرين لحضور التدريب ذي الصلة لدعم الموظفين الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية و لرفاهية جميع الموظفين. هناك ميل في الإدارة إلى البحث عن حل واحد يناسب الجميع، ولكن الحقيقة هي أن هناك اختلافات منهجية في الطريقة التي يتصرف بها الناس ويفكرون ويشعرون بها. و يحتاج المديرون إلى فهم أن كل موظف مختلف. و قال توماس "أن تكون مديرًا جيدًا إلى حد كبير تعني القدرة على فك شفرة ما الذي يجعل كل موظف من موظفيك فريد من نوعه وكيفية إدارة هذا التفرد. صحيح أن بعض الأشخاص مرونون للغاية وسيحتاجون إلى القليل من الدعم عندما لا تسير الأمور على ما يرام، بينما يحتاج الآخرون إلى دعمكم ورعايتكم حتى في الأوقات الجيدة ".
تشجيع التوازن بين العمل والحياة (Encourage Work-Life Balance)
يُعد التوازن بين العمل والحياة جانبًا أساسيًا لبيئة العمل الصحية ويجب على أصحاب العمل تقديم خيارات عمل مرنة. يساعد الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة على تقليل التوتر ويساعد على منع الإرهاق في مكان العمل. تشرح منظمة الصحة النفسية الخيرية أن الساعات المرنة يمكن أن توفر توازنًا أفضل بين العمل والحياة، و المزيد من السيطرة، وفرصة لتجنب حركة المرور، وفرصة لحضور المواعيد الطبية - وكلها مهمة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض نفسي. أظهرت الأبحاث أن 33٪ من الذين يعانون من فترات تنقل أطول (أكثر من 60 دقيقة في كل اتجاه) كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. و 40 ٪ لديهم مخاوف مالية و 12 ٪ أكثر عرضة للإبلاغ عن القضايا بسبب الضغوط المرتبطة بالعمل.
تطوير سياسات الصحة النفسية (Develop Mental Health Policies)
بدون وجود سياسات الصحة النفسية المناسبة، تفوت شركتك فرصة كبيرة. على سبيل المثال، هل لديك سياسات للمساعدة في منع التمييز (بما في ذلك البلطجة و التنمر والمضايقات) أو منع وصمة العار حول الاكتئاب في مكان العمل؟ إذا كان لديك بالفعل بعض السياسات المعمول بها، فراجع سياساتك الحالية وشاهد ما إذا كان بإمكانهم دعم الموظفين بشكل أفضل. هل انت بحاجة الى مزيد من الإلهام؟ تحقق من كيفية قيام Influence & Co. بكتابة سياسة جديدة تمامًا للصحة النفسية وناقشتها بصراحة مع فريقهم.
معاملة الناس بالعدل و الإنصاف (Treat People Fair)
وفقًا لتوماس، فإن الإنصاف و العدالة هو معاملة الناس كما يريدون و يستحقون، بدلًا من نفس الشيء. على سبيل المثال، إن إجبار كل فرد في فريقك على العمل في بيئات صاخبة سوف يتناسب مع المنفتحين، وليس الإنطوائيين؛ سيؤدي مطالبة الأشخاص بقضاء وقت طويل في مهام العصف الذهني الإبداعية إلى جعل موظفيك البارعين يزدهرون. و على افتراض أن موظفيك يشاركونك قيمك وتفضيلاتك سيخلقون مناخًا منخفض التنوع والشمول، حيث يشعر الأشخاص المختلفون بأنهم مستبعدون ومهمشون - وكل ذلك يعرضهم لمخاطر المشاكل الصحية.

توفير موارد الفرز (Provide Screening Resources)
يمكن لأصحاب العمل النظر في الصحة النفسية لموظفيهم من خلال تشجيع المشاركة في العروض المجانية والمجهولة عبر الإنترنت. يمثل اليوم الوطني للكشف عن الاكتئاب فرصة ممتازة لأصحاب العمل للبدء في معالجة مشاكل الصحة النفسية في مكان العمل. يمكن لأصحاب العمل تشجيع الموظفين على زيارة HelpYourselfHelpOthers.org وإكمال استبيان فحص الاكتئاب.
مراقبة مشاركة الموظف (Monitor Employee Engagement)
انتبه إلى استطلاعات المشاركة (المشاركة هي عكس الإرهاق). معظم الشركات الكبرى تستطلع توجهات الموظفين لمعرفة كيف يختبرون عملهم ووظائفهم، لكن القليل منهم يدركون مدى أهمية المشاركة كعامل وقائي للمشاكل الصحية السيئة. و يوضح توماس، "في الواقع، تعد المشاركة أفضل مقياس يمكن لمديري الرفاهية التنظيمية استخلاصه. عندما يشارك الأشخاص، فهذا يعني أنهم متحمسون وإيجابيون ويفخرون بأن يكونوا أعضاء في المنظمة. و كل هذه العوامل تتنبأ بالرفاهية الإيجابية. في المقابل، عندما يتعرض الناس للانسحاب، يكونوا أكثر عرضة للإرهاق والإجهاد والعزلة، وكل ذلك يزيد من سوء صحة الناس".
الآن، أكثر من أي وقت مضى، من المهم تثقيف الموظفين حول موارد الصحة النفسية لتجنب الإرهاق والانهيارات العقلية وتقليل خطر الانتحار. فالشركات التي تستثمر في الصحة العقلية لأفرادها وتعزز الحوار المفتوح حول قضايا الصحة العقلية ستخلق أيضًا مكان عمل إيجابيًا وموقعًا يريد الأشخاص العمل فيه. و تخلق حالة مربحة للجميع.