كيف ينبغي أن تتعامل الشركات مع "الموظف المثير للمشاكل"؟

يقول ديلان مينور من جامعة هارفارد إن على الشركات التفكير في التأثير السلبي للموظف المثير للمشاكل على زملائه

ويضيف: "لكن أرباب العمل عليهم أن يفكروا في الأبعاد الأخرى المتمثلة في وجود هؤلاء الموظفين السلبيين، وتأثيرهم على بقية العاملين".

ولكن مع وجود قوانين عمل في كثير من البلدان تجعل التخلص من الموظف المثير للمشاكل أمرا صعبا، كيف يمكن للشركات التعامل الأمثل مع المشكلة بدون إنهاء عقد الموظف المذكور بالضرورة؟ وكيف يمكن للشركات تجنب توظيف هؤلاء الأشخاص من البداية.

وهل يمكن إلقاء اللوم في وجود موظف مثير للمتاعب على الشركة نفسها، وعلى ثقافة العمل التي تمكن أمثال هؤلاء الموظفين من التصرف بالطريقة التي يتصرفون بها من الأساس؟

تقييم الأداء
يقول بروس تولجان، الخبير الأمريكي في شؤون الإدارة، إنه يتعين على مسؤولي الشركة أن يكونوا واضحين تماما إزاء ما هو السلوك مقبول في الشركة وما هو السلوك غير المقبول، وأن يقوموا بالتعرف على الموظف ذي الأداء السلوكي المتدني، والذي يصفه تولجان بأنه موظف "سام".

ويضيف: "إذا لم تعالج الشركة مشكلة الأداء السلوكي المتدني، فسيكون ذلك رسالة ذات مضمون سلبي لبقية العاملين في الشركة".

يقول تولجان إنه يمكن مساعدة الموظفين ذوي السلوك السيء على تحسين سلوكهم

ويقترح تولجان أيضا الالتقاء بذلك الموظف الذي يثير المشاكل بهدف "توضيح حقيقة السلوك الذي يتبعه، وتحليله، ومراقبته، وتقدير حجمه، ومن ثم تقديم النصيحة والتوجيهات لتصحيحه".

ويضيف تولجان: "يستهلك تصحيح السلوك السيء كثيرا من الوقت". لكن إذا لم تنجح هذه الإجراءات في تحسين سلوك الموظف، فهو ينصح بالتخلص منه، قائلا: "ذلك نظرا لأنك تدفع له أجراً وهو لا يتبع التعليمات، وهذا يعتبر عصيانا للأوامر".

وتقترح ويندي هيرش، الأستاذة بالمعهد البريطاني لدراسات التوظيف، أن يركز مدير الشركة أو مسؤول شؤون الموظفين فيها على إقناع الموظفين سيء السلوك بعدة أمور، من بينها "الاستماع للآخرين، بمن فيهم عائلاتهم".

وتضيف: "عندما تخبرك زوجتك وأبناؤك إلى أي مدى أصبحت شخصا مثيرا للاستياء، فمن الصعب تجاهل هذا التقييم وأنت في مكان عملك".

وتقول سارة تروتا، وهي خبيرة بريطانية في شؤون التوظيف: "ينبغي القضاء على مثل هذا السلوك في مهده".

وتضيف أنه على الشركات العمل بجد لمنع السلوك السلبي من البداية من خلال التأكد من شعور العاملين لديها بالأريحية في مكان عملهم.

المسؤول الذي يمارس التضييق على الموظفين من الأرجح أن يتغاضى عن السلوك السيء للموظفين المقربين منه.
وللمساعدة على تحقيق ذلك تقول: "ينبغي على الشركات تشجيع ثقافة يكون فيها الموظف قادراً على التعبير عن وجهة نظره بطريقةٍ بناءةٍ".

وتضيف تروتا: "إن وجود قنوات تواصل جيدةٍ، وإجراء استطلاعات رأي منتظمة للموظفين، وإقامة منديات للقاء الموظفين، يمكن جميعها أن تقدم للشركة فرصة للتعرف على آراء الموظفين الإيجابية أو السلبية، وهو ما يُمَكِّنُ المؤسسة من اتخاذ قرارات إيجابية".

وتتابع قائلة: "من خلال تجربتي، يحدث الضررُ الحقيقي عندما لا يكون الموظف الذي يشعر بحالة من الاستياء وعدم الرضا ظاهرا لنا، وهذا أصعب في التعامل معه والتعرف عليه، وهو في نهاية الأمر أكثر ضرراً لثقافة العمل السائدة".

ويتعين على الشركات كذلك أن تمنع المسؤولين فيها من المضايقة المتكررة للموظفين، حتى لا يقوم بعض الموظفين الطموحين - عن وعي أو بدون وعي - بتقليد تلك السلوكيات المثيرة للمشاكل، في إطار سعيهم للبقاء في الشركة.

ويقول مجلس اتحاد النقابات المهنية البريطانية "تي يو سي"، وهو المنظمة التي تمثل معظم النقابات البريطانية، إنه بينما لا يرغب أي شخص في التعامل مع زميل صعب المراس، أو مثير للمشاكل، "فإنه من المهم أن يتم التعامل بإنصاف مع الجميع، وبكرامة، واحترام".

وتضيف هانا ريد، خبيرة حقوق الموظفين في المجلس: "أفضل طريقة للتعامل مع هذه الأشياء هي الطريقة غير الرسمية، لكن ينبغي أن يكون لدى أرباب العمل إجراءات واضحة وشفافة للتعامل مع المشكلات المعقدة".

حديث في مكان عام
تحاول بعض الشركات التخلص من "التفاحة المصابة بالعفن" في وقت مبكر جدا، خلال مرحلة إجراء المقابلة الشخصية مع المتقدمين لشغل الوظائف.

ففي شركة غرافيتي ميديا للإعلانات في نيويورك، يفضل المسؤولون إجراء المقابلات مع المرشحين للعمل بدعوتهم لتناول مشروب في مكان عام خارج الشركة، ويفسرون ذلك بالقول: "لكي نتجاذب أطراف الحديث، ولكي نرى كيف تكون ردود فعلهم تجاه أمور معينة".

أما شركة "لويالتي وان" الكندية، التي تدير برامج تتعلق بتعزيز ولاء الموظفين لشركاتهم، فتذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وتسعى إلى أن يلتقي المتقدمون لشغل مناصب عليا في الشركة مع أطباء نفسيين.

ويقول المدير التنفيذي للشركة الكندية إن الأطباء النفسيين "قادرون على تحديد أين تكمن عوامل الخطر عندما تقوم بتوظيف شخص ما" في منصب مهم.

منقول ...