يذكر أحد رواد النشر الإداري العربي المتميز..
كنتُ في رحلة عمل أبحث فيها عن اتجاهات الإدارة الحديثة المنشورة في الكتب والدوريات العالمية. وفي زيارة لأحد المراكز الضخمة لبيع الكتب كان يرافقني صديق مهندس متخصص في شبكات الحاسب الآلي. ذهبتُ أتصفح أحدث إصدارات الكتب والمجلات الإدارية، وانصرف رفيقي يستعرض أحدث كتب شبكات الحاسب الآلي، وانسجم في قراءة أحدها.
تقدم من صديقي مهندس أمريكي مهندم، تبدو عليه سمات الاحتراف، وفتح معه حوارا تلقائيا. حدثه عن محتويات الكتاب الذي كان يقرأه فقال: (هناك كتب ربما تكون أفضل من هذا الكتاب). قال له صديقي: (نعم كتاب المؤلف فلان.. أفضل من هذا الكتاب عدة أسباب منها..) وعدّد له سببين. وما كاد ينتهي من السبب الثاني حتى عرض عليه ذلك المهندس الأمريكي وظيفة في شركته المتخصصة في استشارات شبكة الحاسب الآلي.
هكذا يختار المحترفون موظفيهم. لم يعودوا يلتفتون إلى السير الذاتية ولا إلى المقابلات الشخصية. ولم يعودوا يركنون أو يكتفون بخدمات شركات التوظيف، أو يطلبون قائمة بالإنجازات والأبحاث والتجارب السابقة، التي تكون صحيحة أو مفتعلة. بدؤوا يختارون الموظفين من مواقع الأحداث. ا>هب إلى المكتبات والمعامل وراقب من يقرأ في مجال عملك وتخصصك، واختره لأنه هناك ولأنه يقرأ. اختره لأنه يلبس كما يلبس الناس عندما يذهبون لشراء الكتب، ويتكلم كما يتكلم في حباته العادية، ويجيب على الأسئلة دون أن يتوقع أنها أسئلة للاختيار والتعيين.