إيجابيات وسلبيات عقود العمل الدائمة والمؤقتة في هولندا



فيما يخص عقد العمل المؤقت أو الغير دائم يتم الاتفاق بين صاحب العمل والموظف على مدة عمل لفترة محددة من الزمن. أما في حالة عقد العمل الدائم أو الغير مؤقت فإنه لايتم الاتفاق على أي تاريخ لإنهاء عقد العمل.
من منظور قانون العمل في هولندا فإن الفرق بين هذين النوعين من عقود العمل لا يختلف تماماً عما يبدو عليه من الوهلة الأولى.



فسخ عقد العمل:

على عكس ما تبدو عليه المسميات لم يعد عقد العمل الدائم يشير إلى وجود استقرار نتيجة التغييرات الاقتصادية في السنوات الأخيرة. بالتالي وفي الغالب فإن فسخ عقد العمل الدائم غالباً ليس بتلك الاستحالة. إذ يحصل الموظف بعد فسخ عقده في هذه الحالة على تعويض مالي ويكون عادة ما يقارب راتب شهر واحد، بالإضافة إلى راتب شهر واحد عن كل سنة عمل بها الموظف للشركة.

ما يزيد الأمر سلبيةً هنا أن إنهاء أو فسخ هذا النوع من العقود يستتبع كثيراً من الروتين. كما أن المحامون يكلفون الكثير من المال ناهيك عن الضغط النفسي. لذلك فإن كثيراً الموظفين ممن لايملكون القدرة على الدخول في تلك المتاهات يتقبلون أو يوافقون بسهولة على عقد عمل مؤقت.

في حين ومن ناحية أخرى، فإن عقود العمل المؤقتة لا يمكن فسخها بسهولة أو بالكاد يتم ذلك. ومن المثير للغرابة أن عقود العمل المؤقتة توفر مزيداً من اليقين خلال فترة العقد بعدم فسخه وربما مزيداً من اليقين لإبرام عقد عمل دائم فيما بعد. لايمكن أن نتجاهل هنا أن فسخ عقد العمل المؤقت يمكن أن يحصل دون أي دخول في متاهات القانون الروتينية وبالتالي لاحاجة لمحامٍ كما لايوجد أي تعويض مالي في كثير من الحالات.

يمكن تجنب حدوث هذا الأمر بإدراج بعض الشروط في العقد والتي يتوجب من خلالها على صاحب العمل مثلاً إعلام الموظف بإنتهاء مدة عمله قبل شهر أو شهرين أو حتى ثلاثة من تاريخ إنتهاء العقد رسمياً أو إعلامه بتمديد مدة عمله لعقد غير ثابت أو دائم. تجدر الإشارة هنا إلى أن صاحب العمل لايمكن أن يُمدد العقد المؤقت أكثر من مرتين خلال سنتين. أما بعدها فيحصل الموظف على عقد عمل دائم في حال توجد رغبة ببقائه. أي في حال كانت هنالك رغبة في تمديد عقد عملك للمرة الثانية وكنت بالفعل قد عملت لأكثر من سنتين لنفس الشركة سوف تحصل بالتالي تلقائياً على عقد عمل دائم. ما لم تكن الفترة بين العقود السابقة أطول من 6 أشهر.

قروض الرهن العقاري:

إن للعقد المؤقت عدد من العيوب والسلبيات الملموسة على أرض الواقع. لعل أهم هذه العيوب أنه من الصعب جداً الحصول على قروض الرهن العقاري. فالبنوك لا تحبذ المخاطر وتود دائماً أن يكون لدى مستقرضيها عقود عمل دائمة أو من الممكن أن يتم طلب تقديم بيان أو تقرير يقر به صاحب العمل على أن عقد الموظف سيتحول إلى عقد عمل دائم مع ظروف عمل ثابتة للشركة، الأمر الذي يعني بشكل أو بأخر أن الشركة لا تفكر بالاستغناء عن هذا الموظف.

الاستقرار:

لاشك بأن عقد العمل الدائم يضفي جواً من الاستقرار خلال العمل فهو نوع من الثقة بين صاحب العمل والموظف مع النية للدخول في تعاون طويل الأجل. وعلاوة على ذلك، فإنه يمنح شيئاً من الأمان لصاحبه.

لكن ما يعيب عقد العمل الدائم ،وهو هنا أمر نسبي يختلف من موظف لأخر، أن الموظف يكسب تجربة أو خبرة عمل محدودة نتيجة الروتين الوظيفي. كما أن الراتب المالي لا يرتفع بالشكل الكبير نسبياً. بالإضافة لذلك فإن أن العمل مع الموظفين الدائمين يُرافقه الكثير من متطلبات العمل القاسية نوعاً ما فصاحب العمل يريد أن يكون على يقين %100 بأنه يمنح عقد العمل الدائم للشخص المناسب.

عقد العمل المؤقت أو لسنة واحدة يمنح أيضاً شعوراً بالطمأنينة أنك تملك عملاً ودخلاً مالياً لمدة سنة واحدة على الأقل. ولكن دائماً ما يكون ذلك مصحوباً بشعور من القلق إزاء فسخ العقد أو أنه قد لاتوجد لدى صاحب العمل النية للتجديد. لذلك فإن الموظفين ممن يملكون عقود عمل مؤقتة هم أقل رضاً عن عملهم مقارنة بالموظفين ممن لديهم عقود عمل دائمة.

منقول للافادة ..