فعلا أمر مخزي و محبط هكذا مجتمع لا يعطي أي معيار ولا اهتمام للنخبة و الأذكياء في الدول المتحضرة تجرى اختبارات ذكاء دورية لطلبة المدارس بحثا عن العباقرة و الأذكياء منهم...
في البداية لمن لا يعرف ما هو مقياس الذكاء IQ هو طريقة لقياس ذكاء الأفراد تحديدا الذكاء النمطي و الرياضي و اللغوي و تم اختراع هذا المقياس في أوائل القرن الماضي و هو في حقيقة الأمر يسمى قياسا تقديريا أي أنه ليس دقيقا ١٠٠٪ و أيضا لأن الإنسان لا يشغل عقله بكامل قوته طيلة الوقت ... لكنه يظل طريقة رائعة لتمييز زوي التفكير العالي و العباقرة
المقياس يفترض أن متوسط درجة الذكاء لكل البشر حول العالم هو ١٠٠ (هذا المتوسط ..) و على هذا فلو درجة ذكاءك ١٠١ فأنت أذكى من المتوسط بنقطة ربما تسأل نفسك الآن ترى ما هي درجة ذكاء أينيشتاين مثلا
أينيشتاين ١٦٠ و كذلك بيل جيتس ١٦٠ و ستيفن هوكينغ ١٦٢ و نيوتن ١٨٥ و يمكنك أن تأخذ جولة للتعرف على درجات ذكاء المشاهير بمجرد البحث في جوجل
في مصر طفل يسمى محمود وائل أحدث ضجة منذ عشر سنوات لاكتشاف أن درجة ذكاءه ١٥٥ و سمي وقتها بأذكى طفل في العالم و طبعا هذا علىما يبدو لأنه حالفه الحظ بوصول الإعلام له و في النهاية عرفه العالم هذا الطفل الآن بعمر العشرين عاما و قصته طويلة و سترون كيف أهانته وزارة التربية و التعليم المصرية و لم تلق له بالا حتى ساعده العالم المهم من كل هذا بعد هذه النبذة المختصرة عن اختبار ال IQ
منذ أن عرفت قصة محمود وائل قررت أن أقوم بنفس الأمر و أجري هذا الاختبار و بحث على الإنترنت و وجدت الكثير من الاختبارات لكني اخترت الاختبارات المعتمدة مثل اختبار الجمعية العامة للعرب ذوي الكفاءة و اختبار أكاديمية نيرونت و اختبار موقع المنتدى العربي للموارد البشرية -الذي نحن فيه الآن- و طبعا فيهم جميعا كسرت حاجز ال١٥٠ أي أنني ضمن أذكى ٢٪ فقط من البشر و هذا كان منذ ٤ سنوات أي كنت بعمر ال١٥ و منذ ذلك الحين و أنا أبحث عن ملجأ عن شئ يتبناني مثل ما حدث مع محمود وائل ولكن أنا لست في مثل حظ محمود وائل لا أحد عرف بالأمر و ظللت تحت جعبة التجهيل المصري (التعليم يعني) و كل فترة أقوم بحل اختبار من موقع مختلف و هكذا أقضي وقتي و مرت الأربع سنوات و أنا كل فترة أشاهد في الأخبار اكتشاف شاب أذكى من أينيشتاين بنقطتين و شابة قريبة جدا من درجة ذكاء أينشتاين و كيف ينقلب العالم لمثل هكذا أخبار و أنا أشاهد بصمت و أنا من المفترض أن تحدث لي مثل هذه الضجة فقط لو كان حظي أفضل في الصورة اختبار أجريته اليوم على عجالة من أمري(لست أمزح) فأنا لم أتبع التعليمات المطلوبة كإخلاء الجو و اختيار وقت هادئ صافي الذهن و مع هذا أجريت الاختبار و طبعا كما توقعت درجة ذكاء مرتفعة ١٥١ للتنويه منذ مدة راسلت جامعة منسا و هي جامعة عالمية شرط الالتحاق الوحيد بها هو أن تكون من ضمن أذكى ٢٪ من دولتك أجل دولتك لأن درجة الذكاء تختلف من شعب لآخر فمتوسط ذكاء اليابانيين هو ١٠٦,٥ و الأمريكان ٩٨ و فرنسا ٩٦ و طبعا مصر ٨١ !! بدون الخوض في تفاصيل حول سبب انخفاض متوسط الذكاء عند المصريين لكن هذا يعني أن ١٥١ ربما تعني أذكى ١٪ أو ٠,٥ بالنسبة لمصر
راسلت جامعة منسا طلبت منهم أن أن يجروا لي اختبار كي أنضم إليهم لم يردوا علي راسلتهم للمرة الثانية و بدون رد و منذ شهر راسلتهم للمرة الثالثة حتى أجد الرسالة في الأسفل اعتذار منهم لأنه لا يوجد مقر لهم في مصر و لمن لم يفهم فهم يحتاجون أن تذهب إلى مقرهم التابع لدولتك و تجري الاختبار هناك حتى يحددوا الوقت و يتأكدوا أنها درجتك و أنك اتبعت التعليمات كعدم استخدام ورقة و قلم مثلا و لأن الاختبارات الموجودة أون لاين اجاباتها موجودة على الانترنت المهم أنه لا يوجد مقر لهم في مصر لذا فالحل الوحيد هو أنا أسافر لدولة فيها مقر لهم أو أن أنتظر حتى يتم افتتاح مقر منسا في مصر و الذي يبدو أنه لن يحدث قبل مئة سنة و مثلما مرت ٤ سنوات دون أن يشعر بي أحد سيمر باقي عمري و أنا داخل هذا البلد الكئيب تضيع قدراتي و أحلامي ...