شغلت ظاهره الفساد الإداري أبعاد إدارية ومالية وسياسية في الفترة الأخيرة ، وقد أخد الفساد الإداري تعريفات متعددة ومختلفة في نظرتها وفلسفتها وطبيعتها حسب وجهة نظر الكاتب ،و ان كلمة الفساد في اللغة جاءت من الفعل
( فسد وهي ضد صلح وتعني أخد المال ظلما ) .
وفي الشرع ذكرت كلمة الفساد والإفساد في القرآن الكريم في خمسة عشر سورة في ثلاثين موضع كلها تتعلق بالعلاقات الأخلاقية،منها ستة مواضع في سورة البقرة وان الفساد اقترن بالإنسان قبل الخليقة حيث علمت الملائكة أن الإنسان سيكون مفسد في الأرض قال تعال ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرضي خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ك ونقدس لك قال إني اعلم مالا تعلمون ) .
وان الفساد منتشر بين بعض من يتولى امر المسلمين فقال تعالى (واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب لفساد)
ووفقا لهذا المدخلالفساد ظاهرة لا ترتبط بفترة تارخية معينة الا انه يأخذ اشكال متغيرة بتغير الفترات التلريخية ومتنوعة بتنوع الامم والفساد بذلك نوع من السلوك الذي ينحرف عن مستوى السلوك السائد والذي يعتقد انه مقبول في مجال معين مثل المجال الإداري فهو سلوك منحرف مقرون بهدف معين يتمثل في المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة وبدلك يكون الفعل الفاسد بمثابة سلوك معادي سواء كان رسمي أو غير رسمي بحيث يضمن للشخص الذي يقوم به بميرات واضحة كالمكاسب المادية والترقية السريعة وبذلك يترتب على جميع السلوك الفاسد خسارة مادية أو ادبية أو مالية للجمهور من ناحية والتنظيمات من ناحية أخرى و يمكن تعريف الفساد الإداري بانه انحراف عن قواعد العمل الملتزمة والمعتمدة في الجهاز الإداري وهو انحراف الافراد عن النظام القائم المعتمد في المؤسسات الحكومية
كما عرف البنك الدولي الفساد الإداري عل انه الاستخدام السيئ للقوة والسلطة لتحقيق منافع خاصة . كما عرفه البعض انه استغلال الموظفين الحكوميين مديرين وتنفيذيين بشكل فردي أو جماعي للسلطات الممنوحة لهم لتحقيق مصالح شخصية مادية ومعنوية غير مبالين بالقوانين والأنظمة والقيم الأخلاقية ومتجاهلين الأهداف العامة للجهاز الحكومي .
ويعرفه آخرون انه إخلال الموظف بواجبات وظيفته والخروج من مقتضى الواجب في أعمال وظيفية والإخلال بالتفة المشروعة في هذه الوظيفة .
والبعض يعرف الفساد الإداري على انه النشاطات التي تتم داخل جهاز إداري والتي تؤدي إلى انحراف داخل الجهاز عن هدفه الرسمي لصالح أهداف خاصة سواء كانت بصيغة متجددة أو مستمرة وسواء كان ذلك بأسلوب فردي أو جماعي منظم .
يتضح من التعريفات السابق أن الفساد الإداري سوء استخدام السلطة لغرض شخصي وهو ظاهرة واسعة ومعقدة وله أنواع عديدة ويمكن تصنيف أنواع الفساد الإداري إلى ثلاثة أنواع كالأتي :
• الفساد الروتيني وهو ما يتعلق بالزيادة المبالغ فيها بالاجراءت التي يكون هدفها الظاهر هو المصلحة العامة في حين أن هدفها الخفي هو إجبار الموظفين على تقديم المزايا والمبالغ للقائمين على تلك الإجراءات المطولة والبطيئة لانجاز إعمالهم التي هي حق مكفول بالقانون .
• الفساد الناتج عن ممارسات غير الأمنية للسلطات التقديرية الممنوحة للموظف وهو ما يظهر في إشكال عديدة كما هو الحال في القرارات القائمة على اعتبارات شخصية متحيزة أو منح تسهيلات ومزايا لبعض الموظفين وحرمان البعض الأخر منها استناد للسلطات التقديرية للمدير أو الموظف وهذا النوع يرتبط بتجاوز الموظف لحدود التصرف الأمين والنزيه والموضوعي في سلطات وظيفية .
• الفساد الذي يتضمن مخالفة القانون أو إساءة سلطاته العامة وهو ما يظهر في مخالفة الموظف الواضحة لنصوص القانون ليحصل على مكاسب شخصية أو جماعية كما هو الحال في إرساء عقد على شركة خلاف لأسلوب العطاء الأدنى الذي فرضه القانون أو توزيع الأراضي بطريقة غير قانونية .