أن الفساد قديم قدم الزمن ولقد دكر في القرآن الكريم في غير مرة فلقد وردة مشتقات الفعل( فسد)( 51مرة)
وعلى الوجه الاتى:
الفساد (8)مرات ،فسادا (3)مرات ،المفسد(مرة واحدة) ،المفسدون (مرتين)،مفسدين والمفسدين (18)مرة ،يفسدون(5)مرات ،لفسدت (مرتين)،لفسدتا(مرة واحدة) ،افسدوها (مرة)،لتفسدن (مرة)،تفسدوا(8)مرات ليفسدوا(مرة).


و ذكرت كلمة الفساد والإفساد في القرآن الكريم في خمسة عشر سورة في ثلاثين موضع كلها تتعلق بالعلاقات الأخلاقية،منها ستة مواضع في سورة البقرة وان الفساد اقترن بالإنسان قبل الخليقة حيث علمت الملائكة أن الإنسان سيكون مفسد في الأرض قال تعال ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرضي خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمد ك ونقدس لك قال إني اعلم مالا تعلمون ) .
وان الفساد منتشر بين بعض من يتولى امر المسلمين فقال تعالى (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب لفساد) .
كل هذه الاشارات التي تخص القساد تنذر وتوعد المفسدين في الارض وكلها زواجر النهي عن اتباع سبل الفساد
ولقد ورد في قصة سليمان مع بلقيس ملكة سبأ في سورة النمل في قوله تعالى (قالت ياأيها الملؤا إني القي إلي كتاب كريم * انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم *الا تعلو على وأتوني مسلمين ) الاية( 29-31).
فحاولت بعد أن شاورت اهل الحل والعقد في مملكتها أن ترشي سيدنا سليمان بإرسال هدية إليه تحسبه ملكا كسائر الملوك ،بسم الله الرحمن الرحيم (قالت أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون *و انى مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون )(النمل الاية34-35).
فجاء الجواب كالصاعقة من سيدنا سليمان وذلك في قوله تعالى (فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما الله خير مما أتان الله خير مما أتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون )(النمل الاية 36).
وقد ورد في تفسير الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره أن سليمان ابى قبول الهدية لأنه تبين أن القصد من الهدية أن تصرفه عن محاولة ما تضمنه الكتاب (وأتونى مسلمين) فكانت الهدية رشوة لتصرفه عن بث سلطانه عن مملكتها .
كما نهى الله عز وجل عن سرقة الأموال العامة بالنهى عن الغلول والمقصود به سرقة غنائم الحرب قال الله عز وجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )سورة آل عمران الاية 161.
و أورد بن عاشور في تفسيره أن ضيغة (وما كان لنبي )صيغة جمود تفيد مبالغة النفي وان من يغلل انه سوف يأتي مشهر مفضوح بالسرقة يوم القيامة .
أما ما ورد في سنة المصطفي عليه السلام في النهي عن الفساد ومظاهره فتناول قبول العامل للهدايا فقد ورد في صحيح البخاري عن ابي حميد الساعدي قال "استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجل من بني اسد يقال له ابن الاتبية على صدقة فلما قدم قال:هذا لكم وهذا اهدي إلي فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم قال :"مابال العامل نبعثه فيأتى فيقول هذا لك وهذا لى ،فهلا جلس في بيت أبيه وامه فينظر أيهدى اليه أم لا .والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء الا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته أن كان بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أوشاة تعير تم رفع يديه حتى راينا عفرتي أبطه الا هل بلغت ثلاثا".
كما نهى صلى الله عليه وسلم عن الرشوة فقد روى الامام احمد والطبراني عن أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش".
كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغلول فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال :قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فدكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال "لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يارسول الله اغثني فأقول :لا أملك لك شيء قد أبلغتك ،لا ألفين أحدكم يجىءيوم القيامة علي رقبته فرس له حمحمة يقول يارسول الله اغثني فأقول :لا املك لك شيء قد أبلغتك ،لاألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يارسول الله اغثني فأقول :لااملك لك شيء قد بلغت ،لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح يقول يا رسول الله اغثني: فأقول لا أملك لك شيء قدبلغت ،لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على راسه رقاع تخفق يقول يارسول الله أغثني: فأقول لااملك لك شيء قد بلغت " متفق عليه.وهذا لفظ مسلم .
كما نها الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشفاعة وهي في مفهومنا (الواسطة) خصوصا في حد من حدود الله أو في شيء يقاضل بين الناس ويميز بينهم لشرفهم أو لجاههم اوغيره فقد أورد البخاري أن عائشة رضي الله عنها قالت أن قريشا اهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا :من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجتري عليه الا اسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أتشفع في حد من حدود الله ؟تم قام فخطب فقال "ايها ال،انما ضل من كان قبلكم انهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه واذا سرق الضعيف فيهم اقاما عليه الحد،وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محد يدها"
وسار الخافاء الراشدين على نفس النهج في محاربة الفساد والنهي عنه ولعلى اشهر ما ورد في ذلك ما سنه الخليفة الفاروق عمر رضي الله عنه من مبدألايزال موضع اعجاب العدو قبل الصديق وهو مبدأمن اين لك هذا؟وعلى هذا اجبر عدد من عمالة في الاقاليم عاى التنازل عن شطر اموالهم لبيت مال المسلمين.
أن ما دكر من ادلة من القرآن والسنة وألاثر يدل على امرين مهمين :
1. أن الاسلام ينهى عن الفساد بكافة اوجهه لما يلحقه من ضرر بالناس وبالصالح العام ويتوعد من يقوم به ويدعو إلى محاربته
2. الوجود الزماني للفساد حتى في عصر النبوة وهو خير العصور كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خير القرون قررني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "وان هذا لا يقدح في سيرة الصحابة رضوان الله عليهم الذين وردت الاحديث أو السور حيث انههم على اخطاءهم يؤجرون لاننا لولا اخطائهم ما تعلمنا النهي عن الفساد .