الشروط الأساسية لبناء التحالف الاستراتيجي :

في عالم كثرت فيه المخاطر والأزمات يجبرنا للتعاون مع غيرنا , فالتعاون يسيطر على هذه التحديات ويضمن توفير الاحتياجات من المهارات والموارد والخبرة اللازمة لاختراق السواق الدولية, إذن قبل التطرق والتفكير في التحالف الاستراتيجي يجب التفكير في الشروط الأساسية لبناء التحالف الاستراتيجي التي تساعدنا على تحقيق مختلف الأهداف بطريقة مضبوطة ودقيقة.

أشار " سبيكمان " ( SPEkAMAN ) وزملاؤه إلى عدة متطلبات لتكوين التحالف منها :
- ضرورة فهم قدرات أطراف التحالف المزمع تكوينه .
- فهم ثقافة واستراتيجية كل شركة
- تحديد وتشكيل رؤية كل طرف وتوصيلها للأطراف الأخرى بشكل سهل وواضح حتى يمكن بناء الرؤية المشتركة بينهم .
- تكوين أو وضع تصور للتوقعات أو النتائج الممكن تحقيقها من وراء تكوين التحالف .

وحسب كل من ( TERPSTKAR & SARATHY ) فإن المعايير التي تأخذها الشركات الدولية في الإعتبار عند اختيار شركاء التحالف هي :
- أن يكون لدى كل طرف ميزة تنافسية – إنتاجية أو تكنلوجية أو تسويقية .
- أن تكون مساهمات كل طرف متوازنة .
- أن يتفق الطرفان على الاستراتيجية العالمية المزمع اتباعها .
- أن يكون احتمال تحول أحد الأطراف إلى منافس قوي في المستقبل إحتمالا ضعيفا .
- أن يكون من المفضل التعاون مع الطرف الآخر بدلا من منافسته .
- أن يكون هناك توافق بين الشركتين على مستوى الإدارة العليا لكل منهما .

أ) الأهمية و التبريرات لبناء التحالف الاستراتيجي:
بناء التحالف الاستراتيجي يسمح باستغلال الإجراءات أو التدابير التالية:
* تحقيق تكامل تكنولوجي مريح.
* يسمح بدخول أسواق جديدة.
* تقليص وقت الابتكار و الإبداع.
* يتم فيه نقل التكنولوجية.
* خلق ظروف كإبراز أفكار جديدة و منتجات جديدة و تحسين جودة المنتجات.
* يسمح بفتح أفاق تجارية جديدة ككسب قنوات تجارية جديدة وتغطية افضل للسوق.
* تسهيل عملية المواصفات.
* تدعيم المصداقية و تخفيض التكاليف و تقليل المخاطر.

" كما أن التخطيط يساعد على تحقيق التوازن بين الأهداف و مصالح الجماعات ذات التأثير الاستراتيجي, كما يؤدي إلى وضوح الرؤية المستقبلية لكافة العناصر المتعلقة بالأنشطة, و يتضمن الإعداد مسبقا والاختيار بين البدائل المتعلقة بالاهداف و الإستراتيجيات و الإجراءات و القواعد و البرامج والموازنات" [1].

ولا يكفي التعبـير عن أهمـية التحالف إلا إذا اتسم بالاستراتيجية ، لأن عملية التحالف ليست شـيئا عابرا ولا رغبة في العمل مع الآخرين فقط ، بل يمثل التحالف نظرة شمولية ذات أبعاد متعددة تسمح للمؤسسة بإدراك الأهـداف المنتظرة إدراكا جيدا ، وتحدد الوسائل الضرورية لتحقيق ذلك ، فالتحالف الاستراتيجي هو سند حقيقي للمؤسسات المتحالفة للاستمرار في النشاط والتوسع مستـقبلا [2].

ب) طبيعة التحالف الاستراتيجي:
سوف نوضح كيف تكون طبيعة التحالف الاستراتيجي حتى يكون البناء جيد وقوي.

* حسب النشاط: سياحي, زراعي, مالي , خدماتي, صناعي, إنتاجي, تجاري.
* حسب البعد الزمني : قصير الأجل, متوسط الأجل, طويل الأجل.
* حسب النطاق:محلي, وطني, دولي, إقليمي, عالمي.
*حسب المخاطر السياسية:محدودة, متوسطة, كبيرة.
*حسب الأهمية النسبية: تقليدي, عملي, استراتيجي, تشغيلي.

ج) معيار اختيار الشريك في التحالف الاستراتيجي:
حتى يكون بناء التحالف قوي لابد من حسن اختيار الشريك بالنظر في المعايير التالية:

*أن يكون لكل طرف ميزة تنافسية إنتاجية أو تكنولوجية أو تسويقية أو مالية, و كثيرا ما يقارن التحالف بالزواج, حيث يعتبر اختيار الشريك المناسب من أهم القرارات التي يواجهها المتحالفون وهذا لتفادي مختلف الصراعات و النزعات.

* احتمال تحول أحد الأطراف إلى منافس قوي في المستقبل مستبعدة أو ضعيفة.
* أن تكون مساهمات كل الأطراف متوازنة.
* الاتفاق المسبق على الاستراتيجية المزمع اتباعها.
* دراسة نقاط الاختلاف و التشابه بين ثقافة المؤسسات و هذا لتجنب المخاطر.
* استخراج فكرة واضحة على التحالف في المدى و المتوسط.
* دراسة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية و البيئية الخاصة بكل شريك .

* فهم نقاط الضعف الحقيقية للشريك كذلك يجب فهم نقاط القوة ( يجب الحذر من التحايل السطحي والانطباعات الخاطئة).
* معرفة كل متغيرات التسيير لشريك من اجل مقارنة درجة كفاءتها مع تلك الخاصة بك( التنظيم,هيكل اتخاذ القرار, الأهداف الاستراتيجية ,...) محاولة معرفة إذا كان التحالف مفيد لكلا الجانبين.
* البعد النسبي ( حذار من التحالف بين الكبار والصغار).




[1] فريد علي محمد شوشة " الادارة الاستراتيجية". القاهرة. دار النهضة العربية.طبعة الاولى1995. ص:105

[2] علاش أحمد, منصورى الزين, " التحالف الاستراتيجي "مرجع سابق .