من أجل أن ينجح العنصر البشري في مهمته بالمنظمة علينا أن نضع العامل المناسب في المكان المناسب , و أن نستمر في تدريبه بهدف استمرار صلاحيته و أن نحقق له الرضا الوظيفي .
إن الهدف من اختيار العاملين هو التحقق من وجود الصفات العلمية و العقلية و البدنية و الخبرات و الميول التي تتطلبها الوظيفة .
و يتخذ تعيين العامل عدة خطوات تتمثل في :

  • ترجمة أهداف المنظمة إلى برامج تنفيذية و بناءها التنظيمي و الوظائف التي يحتاجها كل ذلك .
  • تحديد مواصفات كل وظيفة .
  • الترشيح للوظائف سواء بمعرفة الموظفين و العاملين أو الاتحادات و النقابات و المعاهد و المتطوعين و مقدمي طلب التوظف و الإعلان .
  • تقدم المرشحون بطلبات التعيين .
  • اختبار صلاحية المتقدمين للوظيفة .
  • الموازنة بين المتقدمين و اختيار الأصلح ..

و بعد التعيين يتم توجيه الموظف و تعريفه بأهداف المنظمة و فلسفتها و نظام العمل بها و قوانينها .
تكون هناك عادة فترة اختبار للحكم على صلاحية الموظف الجديد.
ترتب الوظائف عادة في مجموعات متشابهة وفقا للموقع الجغرافي أو للجنس أو الأجور و عادة ما ترتب وفقا لمستويات واجباتها و مسؤولياتها و أهميتها خاصة في الحكومات و المنظمات الكبرى .
إن تقييم العامل يهدف أساسا إلى التحقق من مدى الوصول إلى الهدف المطلوب من العمل و يتم ذلك من خلال مقارنة الخطة بنتائج التنفيذ و الكشف عن معوقات التنفيذ التي أسهمت في تدني الإنتاج و كشف عوامل النجاح و تدعيمها و مساعدة العامل على فهم نفسه و عليه فمن المهم جدا إشراك العامل في تقييم نفسه من خلال الاجتماعات مع المشرف عليه و في اجتماعات اللجان , و أرى أن ذلك غير متاح في منظماتنا و مؤسساتنا حيث يغيب العامل تماما عن عملية التقييم و تتدخل في هذه العملية عوامل غير معتبرة في عملية التقييم .
كما ينبغي تحسين ظروف العمل و تطوير التدريب و تعديل شروط شغل الوظيفة في ضوء ما تسفر عنه عملية التقييم و أيضا مكافأة المجدين و محاسبة المقصرين .
بعد اختيار العامل المناسب فإنه بحاجة للتدريب للإلمام بالمعلومات و الخبرات التفصيلية اللازمة للعمل كما أن العمل ذاته حينما يتطور يحتاج على تدريب العاملين الجدد و القدامى و ينبغي أن يتفق التدريب فعلا مع احتياجات العمل و ينبغي تحديد الطريقة المناسبة للتدريب و ينبغي أن يسهم الموظف المتدرب في إنجاح التدريب من خلال إحساسه بالجوانب التي يحتاج للتدريب عليها و يشترك ي ابتكار وسيلة التدريب و في عملية التقييم و نقد الذات .
و من المهم جدا العمل على رفع الروح المعنوية للموظف و رفع مستوى الرضا الوظيفي لديه و مراعاة الفروق الفردية في التقييم و الترقية .
و الأساس في الترقية يتمثل في الاختيار مع مراعاة ما تتطلبه العدالة من حيث الأقدمية فيما بين الصالحين للوظيفة و مراعاة الكفاءة , و لكن أعتقد أن الواقع العملي غالبا ما يخالف هذه الأسس حيث تغلب الانطباعات الشخصية و العوامل الشخصية هي التي تلعب الدور الأبرز في الترقيات و عادة ما نرى من يشتكون من التعسف في الترقيات .
الوصف الوظيفي :
يعد الوصف الوظيفي المرجع الأول في التوظيف و الترقية و تقييم أداء الموظف , و هو يعبر عن كل متطلبات و صفات و مهارات و خبرات كل وظيفة .
و يتكون الوصف الوظيفي من :
اسم الوظيفة و مرتبتها و درجتها و القسم التابعة له و التنسيق و العلاقات الوظيفية و ملخص الوظيفة و المتطلبات الشخصية و المهام و المسؤوليات و الواجبات و حدود الصلاحيات و السلطات المالية و المتطلبات العلمية و الخبرات و المميزات الخاصة .

  • و أرى أن هذه المكونات لا يتم استيفائها في إعلانات الوظائف حيث تتسم توصيفات الوظائف في الواقع العملي بالغموض و لا يتم الالتزام بهذه الشروط .

في حين ينبغي أن يتسم الوصف الوظيفي بالوضوح و عدم الازدواجية و يتسم بالشمولية و أن تكون الصفات و المؤهلات و الخبرات معقولة مع وجوب لإغفال شاغلي الوظيفة الحاليين تماما و أن تشغل واجبات و مهام الوظيفة ساعات عمله اليومية و أرى أن هذه الجزئية لا يتم مراعاتها في الواقع العملي , و ينبغي أن يكون الموظف مطلعا على الوصف الوظيفي و لديه نسخة منه .
و فيما يتعلق بالمميزات الوظيفية فينبغي أن يدرس الراتب بعناية في ضوء مسؤوليات وواجبات الوظيفة و الصفات و المتطلبات الشخصية المطلوبة و استطلاع السوق و معرة الرواتب المناظرة لنفس الوظيفة , و يجب أن تكون هناك زيادة سنوية في الراتب تتراوح ما بين 2- 8% , و لكن في مؤسسات القطاع الخاص لا يتم مراعاة هذه الأمور حيث تتم الزيادات بشكل عشوائي .
و ينبغي الاهتمام بمميزات الوظيفة الخاصة و المادية و المعنوية و ضرورة وضع نظام متوازن و شامل للحوافز و المكافآت , و يجب تحديد الراتب للوظيفة و ليس للموظف و كذلك بالنسبة للترقية و التكليف .
و هناك عوامل تحكم صناعة الراتب و المميزات و من أهمها حجم المنظمة و ظروفها و حجم الواجبات و المسؤوليات و عمق و تعدد الصفات و المهارات الشخصية و المؤهلات و الخبرات المطلوبة و ندة التخصص و الوظيفة و ووضع الوظيفة في السواق و عدد ساعات العمل .
من المهم جدا أن يعطى الموظف حقوقه فور استحقاقها دون تأخير لأن من شأن ذلك أن يحقق رضا عال للموظف و ينعكس ذلك إيجابا عليه و على العمل .و يجب الحذر من تعيين أو ترقية موظف على وظيفة مؤهلاته و خبراته و قدراته أعلى من (أو أقل من ) المطلوب في الوصف الوظيفي لأن ذلك فيما بعد قد يثبط همته و قد يقلق الإدارة بمطالباته فيما بعد و أتفق تماما مع هذه التوصيات و التنبيهات .