يدرك المديرون بشكل متزايد أهمية تعزيز التوازن الصحي بين العمل و الحياة للموظفين، مما يزيد من الرضا الوظيفي.
أهداف العمل (LEARNING OBJECTIVES)
وضّح الطريقة التي تؤدي بها التقدمات التكنولوجية والاقتصادات التنافسية إلى تآكل التوازن بين العمل والحياة، وكيف يمكن لمهنيي الموارد البشرية تعويض مطالب مكان العمل بالعمل دون توقف على مدار السنة.
النقاط الرئيسية (Key Points)

  • أتاحت التطورات في طريقة حصول الناس على المعلومات والتواصل فيما بينهم وإنجاز المهام بالمرونة في مكان العمل، ولكنها أدت أيضًا إلى تقليل التمييز بين العمل والأسرة.
  • إذا لم يكن لدى الموظفين وقت للاسترخاء وإعادة تجديد النشاط و الطاقة، فإن قدرتهم على القيام بوظيفتهم ستتناقص و سينخفض مستوى أدائهم.
  • بالإضافة إلى التوظيف والتدريب وعقود العمل والاعتبارات التنظيمية، فإن ضمان صحة الموظفين ورعايتهم في العمل يندرج ضمن إختصاص إدارات الموارد البشرية.
  • من الممكن أن تعمل الموارد البشرية على تغيير الثقافة التنظيمية، وفرض وقت الإجازة، وتقديم الوقت المرن، وتقديم المشورة للموظفين الذين يعملون بجهد أكبر لتجنب المخاطر المترتبة على ديناميكيات العمل والحياة غير المتوازنة.

المصطلحات الأساسية (Key Terms)

  • التوازن (balance): التوازن العقلي، الصحة النفسية. حالة من بقاء العقل واضح و هادئ و غير مضطرب.
  • الإرهاق (burnout):تجربة الإرهاق على المدى الطويل وتناقص الاهتمام، لا سيما في الحياة المهنية.

ثمن العمل دون توقف على مدار السنة (The Price of a 24-7 World)
لقد حسنت التكنولوجيا حياة الأفراد بطرق مختلفة عديدة. يمكن للناس أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة بسبب التقدم التكنولوجي. يستطيع الطالب الحصول على موارد هائلة من المعلومات لإكمال المهام، ويمكن للأم أن ترى وتتحدث إلى ابنتها التي تبعد عنها آلاف الأميال. وقد أتاحت التطورات في طريقة حصول الأفراد على المعلومات والتواصل فيما بينهم وإنجاز المهام بالمرونة في مكان العمل. فقد انفتحت الأسواق العالمية وسمحت الاتصالات بالوصول الفوري إلى الخبرات المحلية، الأمر الذي مكّن تدفقات الدخل وبناء العلاقات في أي مكان من العالم.
مع البريد الإلكتروني والرسائل النصية والمراسلة الفورية والفاكس، يمكن للناس التواصل على الفور. ومع التقدم الذي يشهده إستخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، أصبح بوسع الموظفين مغادرة المكتب ولكنهم ما زالوا يقومون بعملهم. وقد سمح هذا لعدد أكبر من الموظفين بإحضار اعمالهم معهم إلى المنزل. ورغم أن مثل هذه القدرة على الوصول تسمح لهم بقضاء المزيد من الوقت في بيوتهم، فإنها بذلك تعمل على طمس الخطوط الفاصلة بين العمل والحياة. فإذا أرسل المدير رسالة نصية في الحادية عشرة ليلًا، هل يجب على الموظف الإجابة عليه؟ فمتى يجب على الشخص أن يغلق الكمبيوتر المحمول ويمضي وقته مع الأصدقاء والأهل أو أن يسعى وراء مصالحه و اهتماماته الخاصة؟
كما تتيح التكنولوجيا أيضًا لبعض الموظفين بالعمل من منازلهم بدوام كامل، دون الحاجة الى زيارة مكان عملهم أبدًا. و بينما يلغي العمل عن بُعد الحاجة إلى الذهاب للمكتب، فإن القدرة على العمل من المنزل يمكن أن تجعل العمل يستهلك حياة الشخص. فالعمل الذي كان يستهلك أربعين ساعة عمل في الأسبوع أصبح يستهلك ستين ساعة في الأسبوع. و في هذا السيناريو، سيكون الشخص مضغوطًا و أقل فعالية على المستوى المهني.
أهمية التوازن بين العمل و الحياة (The Importance of Work-Life Balance)
كما هو الحال مع معظم الأشياء في الحياة، يعد الإعتدال هو الأساس. فالأشخاص الذين تربطهم صلات دائمة بوظائفهم يتعاملون مع أعراض التوتر والإرهاق. ومن المرجح أن يعاني الموظفون المكلفون بالعمل بشكل مفرط من المشاكل الصحية، و يكونوا أكثر عرضة للغياب والمرض، وأقل كفاءة، و أقل إجتماعية، و أشد صعوبة في العمل معهم. ومن مصلحة كل من الموظف وصاحب العمل تجنب هذه المخاطر من خلال الإدارة الذكية للموارد البشرية.