المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد إسماعيل
اخي علاء
لا يمكنني الحكم على موضوع والرد عليه من قراءة العنوان
اي اني قرأت موضوعك جيداً
لكن بعد قراءته مرة أخرى حسب رغبتك أؤكد لك ان الجهل لا يمكن اعتباره نعمة
طبعا أعي هذا جيدا فأنت أستاذنا الفاضل ومعلمنا
ولكني حبيت ان تقرأه مره أخري
وأشكرك علي الإستجابة ولي بعض الأسئلة
الجهل في الحالات الأتية نعمة أم نقمه
- جهل الساعة ( القيامة والبعث )
- جهل الموت (إنتهاء الأجل )
- جهل بالأقدار
- جهل .......
وهذه الآية اتت بخمس من غيبيات الله تعالى التي يجهل الإنسان بها ،
إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان: 34]
وجاء الجواب على قدر السؤال...
بالله لو هَبَّتْ الريح، وحملتْ معها بعض الرمال، أنعرف أين ذهبت هذه الذرات؟
وفي أي ناحية، أنعرف ورق الشجر كم تساقط منها؟
هذه كلها غيبيات لا يعلمها أيضاً إلا الله، أما نحن فلا نعلم حتى عدد النِّعَم التي أنعم الله بها علينا
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا... }
[إبراهيم: 34]
إذن: فهذه نماذج لما استأثر الله بعلمه؛ لأن الله تعالى قال:
{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[لقمان: 27]
فلله تعالى في كونه أسرار لا تُحصى..
أجَّل الله ميلادها...لنعلم أننا في كل يوم نجهل ما عند الله....
وكل يوم يطلع علينا العلماء والباحثون بجديد من أسرار الكون - هذا ونحن لا نزال في الدنيا...
فما بالنا في الآخرة، وفي الجنة إن شاء الله؟
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال: " فيها ما لا عين رأتْ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ".
والإنسان يكتسب المعلومات، إما برؤية العين، أو بسماع الأذن.....
، ومعلوم أن رقعة السمع أوسع من البصر؛ لأنك لا ترى إلا ما تراه عيناك..
لكن تسمع لمرائي الآخرين..
ثم أنت تسمع وترى موجوداً..
لكن هناك ما لا يخطر على قلب بشر يعني:
أشياء غيبية لم تطرأ على بال أحد، وفي ذلك يقول سبحانه:
{ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
[السجدة: 17]
وقد ورد في أسباب نزول مفاتح الغيب هذه، أن رجلاً من محارب، اسمه الحارث بن عمرو بن حارثة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
يا رسول الله: أريد أنْ أعرف متى الساعة، وقد بذرْت بذري، وأنتظر المطر فمتى ينزل؟
وامرأتي حامل، وأريد أن تلد ذكراً، وقد أعددت لليوم عُدَّته، فماذا أُعِد لغد؟
وقد عرفت موقع حياتي، فكيف أعرف موقع مماتي؟
هذه خمس مسائل مخصوصة جاء بها الجواب من عند الله تعالى
{ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ.
. } [لقمان: 34].
وعجيب أنْ نرى من خَلْق الله مَنْ يحاول أن يستدرك على مقولة الله في هذه الغيبيات الخمس،
كالذين حاولوا أنْ يتنبأوا بموعد قيام الساعة، وقد كذبوا جميعاً، ولو قُدِّر لهم الإيمان بالله، والعلم كما قاله الله في قيام الساعة ما تجرأ منهم أحد على هذه المسألة.وقلنا:
إن الحق سبحانه أخفى موعد الساعة لكي نستشعرها دائماً، وفي كل وقت..
حتى الذين لا يؤمنون بها ويشكُّون فيها، وإذا ما استشعرها الناس عملوا لها، واستعدوا لأهوالها.
كما أخفى الله عن الإنسان ساعة موته ومكان أجله، وجعل الموت يدور على العباد على غير قاعدة.
فمنهم مَنْ يموت بعد دقائق من مولده،
ومنهم مَنْ يعمر مئات السنين،
كما أنه سبحانه لم يجعل للموت مقدمات من مرض أو غيره..
فكم من مريض يُعافى، وصحيح يموت، ..
كما يقولون: كيف مريضكم؟ قال: سليمنا مات، ..
وصدق القائل:
فلا تَحْسَب السُّقْم كأْسَ الممات .... وإنْ كَان سُقْماً شَديد الأثَر
فرُبَّ عليل تَرَاهُ اسْتفَاق ..... ورُبّ سِلَيم تَرَاه اسْتتر
كذلك الموت لا يرتبط بالسِّن:
كم بُودرت غادة كعَابٌ ...... وغُودِرَتْ أمُّها العَجُوزُ
يجوُزُ أنْ تبطئ المنَايَا ..... والخُلْدُ في الدَّهْرلا لا يَجُوزُ
إذن: أخفى الله القيامة وأخفى الموت؛ لنظل على ذُكْر له نتوقعه في كل لحظة،
فنعمل له، ولنتوقع دائماً أننا سنلقى الله
فنعد للأمر عُدته؛ لأن مَنْ مات فقد قامت قيامته؛
لماذا؟
لأنه انقطع عمله، ولا يمكنه تدارك ما فاته من الإيمان أو العمل الصالح، فكأن قيامته قامت بموته.
وقلنا: إن عمر الدنيا بالنسبة لك هو مقدار عمرك فيها،
وإنْ كان عمر الدنيا على الحقيقة من لَدُن آدم - عليه السلام - إلى قيام الساعة،
لكن ماذا استفدتَ أنت من عمر غيرك؟
............................
إذن: لا ينبغي أن تقول::
إن الدنيا طويلة؛ لأن عمرك فيها قصير، ثم إنك لا تعلمه، ولا تستطيع أنْ تتحكم فيه
مما يفيد أن جهلك بالشئ يعطيك دفع للهمة في الفعل وزياده العلم
ومواقف كثيرة عندما تعرفها بعد جهلا تحمد الله انك لا تعلم بها