يتساءل الكثيرون عن السبب فى انفصال الاقتصاد الورقى ( الاسهم ) الذى يرتفع تدريجياً ، عن الإقتصاد الحقيقى فى امريكا ، بالرغم من مؤشراته السلبية من معدل بطالة تاريخى ، وإنكماش إقتصادى ، و غيرها.
يرجع ذلك فى رأيى إلى الاسباب الثلاثة التالية:
اولا : زيادة ضخ الاموال فى الاقتصاد بدرجة غير مسبوقة مع خفض الفائدة للصفر ، إلى حد الوصول ل" مصيدة السيولة Liqudity Trap " كما عرفها "كينز" و تفضيل الناس الاحتفاظ بالكاش فى صورة سائلة او شبه سائلة فى صورة اسهم ( قد توزع ارباحاً ) ، عن الاقتراض وإنشاء المشروعات او شراء الاصول العقارية. يعنى بإختصار ، معظم ضخ الاموال يذهب للبورصة.
ثانيا : الانباء المتواترة يومياً عن توقع التوصل لعقار او لقاح يقضى على الكورونا ، وعودة النشاط الاقتصادى قريباً لطبيعته. وكما سبق القول : البورصة مرآة لتوقعات المستثمرين .
ثالثا : وهو الاهم ، قيام الحكومة المركزية بتقديم حزم مالية فى صورة قروض أو زيادة رأسمال للشركات المتعثرة الكبرى التى تقود البورصة هناك (Blue chips) مثل شركة بوينج و سيتى جروب .
هذه الاموال :
ا) توفر للشركة السيولة اللازمة لتسيير اعمالها.
ب) تحتفظ بالعمالة بدلاً من تشريدها.
ج) عودة هذه الاستثمارات للدولة لاحقاً فى صورة ارباح الاسهم بعد ارتفاع قيمتها .
د) عائد آخر ايجابى ، و هو سداد هذه الشركات لضرائب بعد الازمة ، تساعد فى خفض عجز الموازنة.
ه) إنتعاش البورصة لأسباب حقيقية ، وهو حل مؤقت يزول بزوال الاموال المخصصة لهذا النشاط.