أحلام اليقظة أداةٌ من أهم أدوات التمتع في الحياة، إذ يمكنك الانغماس فيها عندما تكون عالقًا في انكسار، أو غيرها من الأمور غير المحببة لك. تعكس ما تريده أنت في الحياة، وترمز إلى شيء تناضل من أجله. ولكن، في الوقت ذاته، قد تبقيك عالقًا في حياتك، دون أن تحرز تقدمًا حقيقيًا. لا يمكن للحالمين الذهاب إلى ما يريدون دون أن يصبحوا فاعلين

أحلام اليقظة غير المستقرة هي شكل من أشكال الهروب. فمن أجل الهروب من واقع ذكرياتهم وآلامهم العاطفية، يلجأ الحالمون إلى تكرار عالمهم الخيالي، ويعملون على تكوين نسخة مثالية من أنفسهم، ليعيشوا فيها حياة مثالية بعيدًا عن الواقع، في عالم افتراضي آخر. وبهذا، تحل أحلام اليقظة محل تفاعلات الحياة الحقيقية التي تتطلب الجهد و التداخل، و تنطوي على أناس مقربين مثل العائلة والأصدقاء. من شأن الإغراق في أحلام اليقظة أن يؤدي إلى تعطل حياة المرء بوظائفها الاجتماعية الطبيعية الفطرية.

لعب حلم اليقظه بجموحه اللامحدود دورًا محوريًّا مثل الدافع الأكبر لتحسين الواقع الحقيقي ، ليولد بذلك أكثر المفاهيم إثارة للشغف والرهبة على حد سواء.

اليوم أصبح العالم الافتراضي بديلا لأحلام اليقظة ثم تغول حتى أصبح بديلا الخرافة فقبل مواقع التواصل كنا نملك عالمين الواقع وعالم الخيال آخر نهرب منه نتتلذ بنسجه عكس عالمنا الحقيقي ثم نشأ ذاك العالم الأفتراضي حاملا تناقضات الواقع فيه وأمراضه وبهرجات الخيال لاهو خيال يسهل لنا أن ننفضه متى أفقنا ولا هو واقع نتحمل فيه مسؤولياتنا واخطائنا وعلاقاتنا..

عالمان كل منهم يحثك علي المكوث فيه او الهروب منه فتهرب من هنا لهناك علك تختطف بعض بقاياك...
و‏ما بين الواقعين الحقيقي والافتراضي نحن عالقون. .

لذلك قالوا إذا ضعفت النفس استسلمت للخرافة، وكلما نقص الإدراك استفحل الضعف، وتغوَّلت الخرافة، وتعلق الإنسان في واقعه الافتراضي.

‏ولاعزاء للخيال

وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدَلاءِ
تَجِئكَ بِمِلئِها يَومًا وَيَومًا تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ