ظروف العمل Working Conditions :
هناك محكات أساسية تستخدم لتقييم ظروف العمل فى أى بحث أو دراسة لهذه الظروف وهى ..

  • محك الأداء Performanc Criteria .
  • المحك الفسيولوجى Physiological Criteria .
  • المحك الذاتى أو النفسى Psychological Criteria .
  • حوادث العمل Accedence Criteria .

والمحكات الثلاثة الأولى هى التى تُستخدم عادة فى المجال ، بينما يقتصر استخدام المحك الرابع على بعـض الحـالات فقـط .

  • محك الأداء : يُعتبر هذا المحك من المحكات الشائعة فى مجال علم النفس الصناعى والتنظيمى ؛ وعلى الرغم من أن عائد أو ناتج العمل يعتبر من أكثر قياسات الأداء عموماً ، إلا أن هناك محكات أخرى للأداء تكون مفيدة فى أحياناً كثيرة فى المجال وخاصة تلك المرتبطة بالعمليات الإنسانية الأساسية ؛ ومن هذه المحكات نجد : الأداء البصرى ، الأداء الحركى ، والأداء العقلى . وعندما تدرس تأثيرات دوام فترات العمل ، فإن انخفاض الأداء ربما يستخدم كمحك .
  • المحك الفسيولوجى ( الجسدى ) : يتم إنجاز أى عمل إنسانى عادة بواسطة عمليات فسيولوجية ، فكلما قام الفرد باداء عمل ما وخاصة إذا كان ذا طبيعة جسدية ، تحدث عمليات مُحددة من التغيرات المتعددة فى حالته الفسيولوجية . فإذا كان العمل شديداً أو طويلاً بدرجة كبيرة ، فإن مقدرة الفرد الفسيولوجية لأداءه سوف تتدهور ، ويرجع هذا التدهور فى الأداء الى مايطلق عليه التعب الفسيولوجى physiological fatigue .

وهناك عدة قياسات فسيولوجية أُستخدمت كمؤشر للتغير الفسيولوجى فى الكائن الحى ، وتتضمن : دقات القلب ، ضغط الدم ، إستهلاك الاكسوجين ، معدل التنفس ، إستهلاك الدم والمقاومة الكهربائية للجلد . وبالطبع فإن التغيرات الفسيولوجية التى تحدث أثناء العمل تكون أكبر إلى حد واضح فى حالة اداء أعمال ذات طبيعة فسيولوجية فى مقابل الأعمال ذات الطبيعة العقلية على الرغم من أنه بالطبع تحدث بعض التغيرات الفسيولوجية أثناء القيام بالاعمال العقلية ، إلا أنها بالطبع تُعتبر تغيرات قليلة وحتى الآن لا تُعتبر ذات قيمة عملية بوصفها محكاً لتأثير الاعمال الفعلية .
جـ- المحك النفسى : من المعروف أن العمل يُصاحب بردود فعل ذاتية subjective أو نفسية psychological ، وهناك عدة ابعاد لردود الفعل هذه . ومن أكثر هذه الابعاد المعروفة : الملل ، التعب الذاتى أو النفسى psychological fatigue . ونقصد بالملل bordom ، عادة ما يرتبط بالعمل غير الجذاب بالنسبة للفرد الذى يؤديه ، وعادة ما يرتبط الملل بالاعمال البسيطة نسبيا والأعمال المكررة . ويجب التركيز على أن رد فعل العامل للعمل هو الذى يدفعه لوصف العمل بالعمل الممل ، لأن الملل هو رد فعل اتجاهى للفرد ، وحيث لا يوجد عمل ممل فى حد ذاته.
الظروف الفيزيقية للعمل :Physical Working Conditions:
سوف نتناول بعض العوامل الفيزيقية الهامة لبيئة العمل ، وهى الضوء ، الجو أو المناخ أو الضوضاء .
أ-الاضاءة Illumination
دلت نتائج الابحاث والتى اجريت على 21 عملاً صناعيا ، ومكتبياً على أن العينين تؤديان اعمالاً هامة خلال ثلثى يوم العمل . والواقع فإن الإضاءة الجيدة تساعد العامل على رفع مستوى انتاجه مع بذل مجهود أقل ، فكثيراً ما تتوقف الكفاية الانتاجية على سرعة الأداء البصرى والدقة فى التمييز بين الاشياء أو الملاحظة المتتابعة . فالإضاءة السيئة يمكن أن تثير فى نفوس العاملين مشاعر الانقباض ، كما يمكن أن تُؤدى إلى ارهاق البصر وزيادة التعب وزيادة الأخطاء ، لذلك كله يجب أن يكون الضوء فى مكان العمـل ضوء كافيا وثابتنا وموزعا توزيعاً عادلاً ، ولا يحدث ولا يؤدى إلى الزغللة glare .
وتختلف شدة الإضاءة باختلاف نوع العمل واختلاف العامل ؛ فكلما كان العمل دقيقاً ، احتاج بالطبع إلى كمية كبيرة من الضوء فنحن نتفق جميعاً على أن قراءة نص مكتوب يتطلب إضاءة أكثر من عملية نقل حقائب القمامة إلى عربة نقل القمامة . ويتركز الإهتمام فى هذه الحالة فى تحديد كم الاضاءة اللازم لإداء عمل ما (Mc Cormick & Ilgen, 1981, p. 353)
والواقع أن القدرة على عمل تمييز بصرى هو نتيجة لثلاث فئات عامة من المتغيرات هى :

  • الفروق الفردية .
  • طبيعة المهمة البصرية.
  • الاضاءة . وسوف يكون تركيزنا فى هذا الجزء من الدراسة على الفئتين الثانية والثالثة .


توزيع الإضاءة:
يُعتبر عامل توزيع الضوء فى الحجرة أو مكان العمل من العوامل الحاسمة للإضاءة . أن الإجراء النموذجى هو أن يكون الضوء موزعا بطريقة موحدة فى كل المجال البصرى ، فإن اضاءة مكان العمل بمستوى أشد مقارنة بالمناطق المحيطة سوف يؤدى إلى اجهاد للعين eyestrain بعد مدة . والسبب فى ذلك هو الميل الطبيعى للعين لأن تتجول حولها . وعندما يرفع العامل عيناه من منطقة شديدة الإضاءة إلى منطقة أخرى عاتمة أو قليلة الإضاءة ، فإن إنسان العين سوف يتسع أو يتمدد dilate ، أن عودة العين مرة أخرى إلى منطقة الضوء الشديدة يجعل انسان العين يتقلص contract . أن النشاط المستمر هذا لإنسان العين يمكــن يــؤدى إلــى إجهاد العين .

ب-الجو أو المناخ Atmosphere
هناك العديد من المُتغيرات التى يمكن أخذها فى الاعتبار عند مناقشة موضوع الجو أو المناخ المحيط بنا ؛ فبالإضافة إلى مُتغيرات الحرارة والرطوبة ، هناك أيضاً متغير تدفق الهواء ، ومتغير الضغط الجوى ، متغير تركيب الهواء ، كما أن هناك متغير درجة حرارة الأشياء المحيطة بنا والتى على الرغم من أنها لا تعد ظروف جوية إلا أنها ترتبط بموضوع الجو . وتقصر أغلب المراجع العلمية عند تناولها موضوع الجو المحيط بوصفه أحد ظروف العمل مناقشتها على الحرارة والرطوبة .
الحرارة – والرطوبة:

وكمقدمة لدراسة أثر الحرارة والرطوبة بوصفهما أحد الظروف التى تُؤثر فى العمل ، لا بد من الإشارة إلى عملية التمثيل الغذائى أو عملية الأيض metabolic process . فالجسم يحاول دائماً المحافظة على حالة من التوازن أو الأتزان الحرارى فى البيئة ، لذلك ، فتحت الظروف التى نعتبرهـا حارة ، يحاول الجسم أن يُبدد dissipate أو ينقل حرارته إلى البيئة ؛ وتحت الظروف الجوية الباردة ، يحاول الجسم أن يحتفظ بحرارته.. وتُسـمى هذه العملية بعملية الهوميوستازى وهى تعنى التوازن بين الخلايا الحية ، أو الكائن ، والبيئة المحيطة به ، والتى قد تتضمن عوامل مثل ثبات درجة الحرارة - توازن الأملاح والماء - توازن الحمض القلوى- استهلاك الاكسوجين وإخراج ثانى أكسيد الكربون ومستوى السكر فى الدم.
تأثير الحرارة على الأداء:
نحن نعرف آثار اليوم شديد الحرارة والرطوبة حتى لو لم نكن نبذل نشاطاً جسدياً . ويُزيد العمل الجسدى الأمر سوءاً وذلك لأن الحرارة الزائدة يمكن أن تؤدى إلى ضغط الحرارة heat stress والسكته الدماغية الحرارية heat strocke ، بل يمكن أن تؤدى إلى الموت ؛ لذلك فمن المرغوب فيه أن نوفر ظروف العمل التى تقع الحرارة فيها فى حدود معقولة والتى يمكن تحملها ، ولابد أن نأخذ فى الاعتبار كمية العمل ومدته.
الـبرودة:
يصاحب البرد عادة عدة تغيرات فسيولوجية منها إنقباض الأوعية الدموية لشرايين الدم السطحية وبالتالى تقليل تدفق الدم لسطح الجلد مما يؤدى إلى انخفاض درجة حرارة الجلد ، وتعتبر هذه الإستجابة ، إستجابة حامية من جانب الجسم ليقلل من فقدان الحرارة . وقد أرجع الباحثون الانخفاض فى الأداء وخاصة فى المهام النفس - حركية إلى هذا الانخفاض الفسيولوجى لدرجة حرارة جلد اليدين .
جـ-الضوضاء Noise
لقد كُتب الكثير عن الآثار المختلفة التى تُحدثها الضوضاء فى المجال الصناعى وخاصة على أداء وسمع العاملين . ولقد شاع مصطلح التلوث الضوضائى فى العصر الحديث والذى تنتشر فيه مصادر الضوضاء فى كل مكان . أن التكنولوجيا التى اخترعها الإنسان هى مصدر هذا النوع من التلوث وذلك نتيجة لاختراع الآلات المختلفة ، كالقطارات والطائرات والسيارات ، وغير ذلك من الآلات فى العصر الحديث . ولذلك ، ليس مستغربا ان تكون الضوضاء مصدر شكوى من كل الناس . ان الضوضاء تصيبنا بالتوتر والتيهج ، وتُعيق نومنا وتحدث تغيرات فسيولوجية ، أهمها فقدان السمع ؛ أما عما إذا كانت الضوضاء قادرة على التدخل فى الكفاية الإنتاجية فى العمل ، فإن هذا لا يزال محل شك وذلك لتعارض الشواهــد على ذلك .
أثر الضوضاء على الأداء:

يتفق أغلب الباحثين أن للضوضاء أثرا على السمع ، ولكنهم يختلفون فيما يتعلق بأثر الضوضاء على الأداء ، فقد أتفقت نتائج العديد من الدراسات على حقيقة أن التعرض لمدد طويلة للضوضاء ولمستويات مرتفعة تؤدى إلى درجات من فقدان السمع .
ضبط أو التحكم فى الضوضاء Noise Control
بعد أن اتضح فى الأجزاء السابقة من هذا التناول للضوضاء بوصفها أحد ظروف العمل ، وما ظهر لها من آثار فسيولوجية سواء قصيرة الأمد أو بعيدة الأمد ، وأيضا ما ظهر لها من آثار نفسية على العاملين الذين يتعرضون لها ، وما ظهر من آثار للضوضاء أيضا على أداء العمال وخاصة فى ازدياد نسبة الأخطاء فى الأداء ، كان لابد من أن يهتم العاملون فى مجال علم النفس الصناعى والتنظيمى بضبط والتحكم فى الضوضاء فى مكان العمل . وبالطبع لم تهدف محاولات ضبط الضوضاء إلى منعها تماما وإنما إلى تخفيفها إلى مستويات مناسبة لأنواع الأنشطة المختلفة والتى تحقق رفاهة العمال وتحسن من أدائهم .
فبالنسبة للظروف ذات الضوضاء العالية جداً ، يجب أن تتجه جهود ضبط الضوضاء إلى التقليل من الضوضاء إلى المستويات التى لا تسبب فقـدان السمـع . ومـن الوسائل التى يمكن بها ضبط والتحكم فى الضوضاء نجد :

  1. بناء وتصميم آلات أقل ضوضاء .
  2. إستخدام بعض المرشَّحات ووسائل لصد الصوت baffles .
  3. تزييت الآلات ، وإستخدام مواد عازلة لتغليفها - مثل السنادات المطاطية.
  4. إستخدام مواد عازلة ( حوائط ، أسقف ، أرضيات ).
  5. نقل الآلات المسببة للضوضاء المرتفعة إلى أماكن منعزلة بعيدا عن باقى أماكن الأعمال ، وتغليف حوائطها بمواد عازلة ، وهذا وإن كان لن يقلل من الضوضاء بالنسبة للعاملين على هذه الآلات ، إلا أنه سوف يقللها بالنسبة لباقى العاملين ، ويمكن للعاملين على هـذه الآلات أن يستخدموا وسائل حامية للأذن وذلك مثل سدادات الأذن ، أو كاتمات صوت (غطاء سميك للأذنين ).