إن قيادة الرجال هي من أصعب أنواع القيادة فهي ليست بالمهمة السهلة لأنها تتطلب ممن يقوم بها أن يكون مؤهلا متفهما لمبادئها وقواعدها وأساليبها وأصولها، لذا فلابد أن يتمتع القائد بمميزات وصفات حسية ومعنوية وجسمانيه ونفسية تمكنه من أداء مهمته وصولا إلى ما يصبو إليه من أهداف، لذا فقد أجريت دراسات وأبحاث كثيرة لتحديد صفات وخصائص القائد، وغالبا ما كانت هذه الدراسات بعد إنجاز أو حصول حدث ما كالنجاح في مشروع اقتصادي ضخم أو عملية إدارية أو فنية أو تحقيق إنجاز سياسي أو نصر عسكري كبير، ولكن على الأغلب تجرى هذه الدراسات بعد الحروب والمعارك والعمليات العسكرية لان القيادة أكثر ما تتجلى في العمليات العسكرية أو الحروب، لذا فقد تكثفت هذه الدراسات بعد الحرب العالمية الثانية من اجل تحديد صفات وخصائص القادة، وكان أبرزها الدراسة التي أجراها الجيش الأميركي والتي توصل خلاها إلى تحديد ما يقرب من ثلاث عشرة صفة تمتع بها القادة الناجحون، ولكنها كانت نسبية ومتفاوتة من شخص لأخر، ولكن يجب الانتباه إلى أن توافر هذه الصفات في شخص ما لا يعني انه قائد ناجح بالمطلق، ولكن غياب هذه الصفات يحول دون نجاح القائد في مهمته، ومن ابرز الصفات والخصائص التي تدرس على أنها صفات القائد الناجح ما يلي:([1])

  1. المظهر:

ينبغي أن يظهر القائد بشكل مميز سواء في ملبسة أو تصرفاته أو أخلاقة بحيث يكون القدوة الحسنة لمرؤوسيه ويجب أن يعبر مظهر القائد عن ثقته بنفسه ونشاطه وحيويتة وفطنته، ويجب أن يوحي كذلك بالهدوء والاتزان والرصانة وعلية أن لا يكون سريع الغضب والانفعال لان ذلك يفقده القدرة على اتخاذ القرار الصائب وكذلك يفقده ثقة مرؤوسيه واحترامهم له. إن إحساس المرؤوسين وكل من هم حول القائد بثباته واتزانه، يترك لديهم انطباعاً عاماً بالثقة والأمان، إن كثرة الهياج وحدّة الطباع والتعوّد على التلفظ بألفاظ نابية، يفقد القائد ثقة المرؤوسين فيه، ويخلق حاجزاً بينه وبينهم، تظهر آثاره أثناء اختباره لرجاله في الشدائد والظروف الصعبة، إن القائد الذي لا يستطيع التحكُّم في أعصابه ليس عليه أن يطلب من الآخرين أن يتحكموا في أعصابهم، إن عمل القائد يتطلب منه أن يتكلم كثيراً مع المرؤوسين شفاهة، فإذا اتخذ القائد أسلوباً مهيناً في التعامل مع مرؤوسيه، فإنه قد يتعرض لاحتمالات مؤلمة منها الاحتكاك وقد تصل إلى العصيان.

  1. الشجاعة:

وهي الحالة العقلية التي تمكن الإنسان من السيطرة على الخوف وتمكنه من اجتياز المخاطر والصعاب، وتجعله يتقبل المسؤولية ويتصرف بالطريقة المناسبة في حالات التهديد.
والشجاعة أيضاً تعني الوقوف مع الحق حتى لو أدّت بصاحبها أن يواجه إجماعاً رافضاً لهذا الحق.
إن القائد الذي يتمتع بالشجاعة الروحية سوف يكون قادراً على تصحيح أخطائه، وسوف يفرض قراراته طالما أحس بأنه على صواب. ولكي يكتسب القائد الشجاعة يجب أن يدرس ردود فعله عند الخوف بتطوير قدراته النفسية لمواجهة هذا الخوف، ومحاولة الهدوء دائماً عند الأزمات، ويجب عليه أيضاً أن يكون مرتب التفكير وأن يبتعد عن تضخيم المواقف. كما يجب عليه أن يقف مع كل ما هو حق ضد أي إجماع مخالف وأن يتقبل اللوم والانتقاد والاعتراف بأخطائه في حالة الخطأ وهو ما يسمى بالشجاعة الأدبية والتي تكسب القائد ثقة ومحبة واحترام مرؤوسيه.
والشجاعة عنصر هام يجب توافره في القائد لأنه من خلاله يتمكن من إصدار القرار بثقة وجراءة.
3. الحزم:
وهو القدرة على اتخاذ القرار دون تردد وبشكل واضح وفي اللحظة المناسبة، وهو صفة هامة لا غنى للقائد أو المدير عنها لأنة سيمر بظروف وأحوال تفرض علية اتخاذ القرار بشجاعة وبحزم وبسرعة، يجب أن يكون القائد قادراً على إنجاز القرارات الفورية، وأن تتميز هذه القرارات بالوضوح والفعالية. في بعض الأحيان قد تكون هناك مواقف عديدة تستدعى أكثر من حلٍّ واحد، والقائد الحكيم يقوم "بفرز" هذه الحلول ومقارنتها ببعضها ثم يصل بهدوء إلى القرار الأفضل.
يمكن للقائد اكتساب صفة الحزم من الممارسة والخبرة المتراكمة، ويجب عليه أن يضع في اعتباره أن هناك آراء صائبة تنشأ أولاً لدى المرؤوسين، ولذلك يجب عليه أن يحرضهم على إبداء هذه الآراء في الوقت المناسب. إن الاقتراب الإيجابي مع الاقتصاد في الوقت والموضوعية والتحليل الموقوت والتقويم الحكيم للآراء التي تعد بواسطة الآخرين، كل هذا يساهم بدور فعال في القرار الحاسم الحازم الذي يتخذه القائد.
4. الصبر والاحتمال:
الصبر:هو القدرة العقلية والبدنيه على الاحتمال، وهو كذلك القدرة على تحمل المصاعب والتعب وقلة النوم والراحة وتحمل الإجهاد الشديد في أقسى الظروف وهي صفه تكسب القائد ثقة واحترام مرؤوسيه، ويمكن قياس الصبر بقدرة الإنسان على الصمود أمام الألم والتعب والمشقة، وهو بوجه عام مماثل للشجاعة. وتقدر كمية الاحتمال والصبر الذي يتحلى به القادة بقدر كمية الاحترام الذي ينالونه من مرؤوسيهم، إن افتقاد القائد للجلد سيجعله عنصر ضعف بدلاً من أن يكون عنصر قوة، كما هو مفروض أن يكون.
على القائد أن يظهر قدراً مقبولاً من الصبر والاحتمال؛ وكونه قدوة للآخرين فإنهم سوف يتبعونه في الاتجاه نفسه، وعلى القائد أن يطور خاصية الاحتمال عنده بإجراء تمرينات عقلية وبدنية عنيفة ومنتظمة، ويمكن أن يجري اختبارات ذاتية يمكنه عن طريقها قياس درجة الصبر التي وصل إليها. إن الضبط والربط الذاتيين ضروريان لتطوير الصبر والمحافظة عليه.
5. العدل:
يجب أن يتخذ القائد قراراته ويصدر أحكامه دون أي تحيز أو تمييز أو ظلم أو إفراط أو تفريط لان ذلك يصنع الرضا بين المرؤوسين ويزيد من محبتهم لرئيسهم ويبقي صورة القائد وسمعته طاهرة نقية في نظرهم، وللعدل أوجه إيجابية رائعة، والتي تبرز أحيانا في شكل مكافأة أو إطراء المرؤوسين، والقائد الناجح هو الذي يعمل على مكافأة المرؤوسين الذين يستحقون المكافأة فعلاً، إن القائد الذي يمارس أسلوب العقاب فقط سينتهي به الأمر إلى تدمير معنويات مؤسسته ومرؤوسيه، بالإضافة إلى ذلك، فان القائد الذي يمارس أسلوب المحسوبية والإيثار لا يقل أبداً عن القائد الذي يمارس العقاب كأسلوب وحيد، إذ النتيجة في الحالتين واحدة.
6. النزاهة:
وهي استقامة الخلق والتحلي بصفا ت الأمانة والعفة ونظافة اليد واللسان والجوارح، وهي صفة لا غنى للقائد عنها لأنه بغير الأخلاق لا ينجح في عمله ولا يحقق أهدافه، أن النزاهة وصحة المبادئ الأخلاقية والصدق والأمانة تصبُّ جميعاً في مبدأ الاستقامة، وفي عالم العسكريين فإن أرواح آلاف
الرجال توضع في أيدي قلة من القادة، وهؤلاء القادة يجب أن يتمتعوا باستقامة غير قابلة للشك. ويجب أن توضع الأمانة والإحساس بالواجب والمبادئ الأخلاقية فوق كل اعتبار، إن التقارير التي ترد من القادة إلى القيادات الأعلى يجب أن تشمل الحقائق الصحيحة، لأنه في بعض الأحيان تكون تقارير معينة تبدو غير مهمة، ولكنها تكون ذات تأثير خطير يظهر أثره فيما بعد. إن تقدير المواقف والتخطيط على المستويات العليا لا يمكن أن يكون صحيحاً وذا فائدة بدون معلومات دقيقة وأمينة، والتي تأتي من المستويات الأدنى. ولعله لا يغيب عنا أن صفة الأمانة كانت السند الهائل لرسول هذه الأمة (صلوات اللّه عليه وسلامه) قبل وبعد الرسالة التي كلَّفه اللّه تعالى بها، وقد حض عليها الإسلام وشدد في تطبيقها واعتبر خيانة الامانه هي من صفات المنافقين، ويكفي ان نعلم ان الجبال لم تستطع حمل الامانه لثقلها، فالإنسان النزيه المستقيم هو من يحافظ على ما اؤتمن عليه من مسؤولية وما كلف به من عمل.
7. ألمعرفه:
ينظر المرؤوسين لقائدهم بأنه كنز معلومات وبأنه يعرف كل شيء عن كل شيء لذا ينبغي على القائد أن يثقف ويعلم نفسه بكل أنواع العلوم والمعرف ويتابع كل جديد وخاصة في مجال عملة وتخصصه من تطورات وصناعات، بالإضافة إلى هذا فإن المناقشات الجدية والبحوث والخبرات تساهم أيضاً في توسيع مدارك القائد وإثراء معرفته الشخصية وكذلك ما يتعلق بتخصصه وعمله.
8. اللباقة وحسن التعامل:
اللباقة هي كيفية التعامل مع الآخرين بأسلوب مهذب ومحترم. يجب أن يتمتع القائد بالقدرة على التعامل مع الآخرين باحترام وأدب وكياسة ولباقة، لأنه كما يعامل الناس يعاملوه، والإنسان الفطين هو الذي يضع نفسه مكان الآخرين أثناء تعامله معهم، لان الآخرين بالمقابل سيتعاملون معه بالأسلوب نفسه. وهذة الطريقة غير صعبه وممكنه التحقيق، إن استخدام هذه الطريقة يكون مجدياً وفعالاً في أوقات الأزمات والمحن والبعض يرى – مع الأسف - أن القائد المهذب مع رؤسائه هو مجرد متذلل ومنافق، وهذا الكلام غير صحيح، إذ عادة ما يكون القائد الهادئ والثابت والمهذب قادراً على اكتساب احترام الآخرين دون شعور بالحرج، وفي بعض الأحيان قد يكون مطلوباً أن تصدر الأوامر بطريقة جافة، ولكن في أغلب المواقف فإنه من المفضل إتباع الأسلوب المهذب.
وفي هذا الإطار يقول احد الخبراء:" لا يبحث القائد الحقيقي عن السلطة حبا في السيطرة وهو لا يضغط أرادات الرجال بغيه تحطيمها وإنما يبحث في سبل مساعدتها لتصبح قادرة على خدمه هدف نبيل ".([2])
9. الإيثار:
وعكسها الأنانية القاتلة التي تعمي الإنسان عن رؤية إلا مصلحته متناسيا مصالح الآخرين ولا يأبه إلا بمنفعته الخاصة على حساب مرؤوسيه وأتباعه، والقائد المنكر لذاته هو ذلك الشخص الذي يتجنب أن يرتفع على حساب الآخرين، ومن بديهيات الأخلاق أن تكون راحة ورضا المرؤوسين أولاً وقبل راحة القادة.
إن القائد الحقيقي المنتمي هو ذلك الشخص الذي يضع نفسه في آخر سلم الأولويات ويشاطر المرؤوسين الأوقات الصعبة والأخطار.

10. الولاء والوفاء والإخلاص:
الولاء هو الإخلاص لله وللوطن وللامه والرؤساء والمرؤوسين والأقران، ومن المتعذر قياس كمية الاحترام والثقة التي يوليها القادة والمرؤوسون للقائد
المخلص، والعكس صحيح بالنسبة للقائد غير المخلص، إن السمعة الطيبة للقائد الذي يحمي مرؤوسيه تنتشر هنا وهناك وفي كل مكان.
إن ولاء القائد قد يُفهم خطأً بأنه رجل "إمّعة"، والقائد الجيد هو الذي لا يقحم آراءه الشخصية داخل مجال الواجب المحدد له، ولا يعطي لمرؤوسيه أثناء إصداره للأوامر انطباعاً بأنه غير راضٍ عن هذه الأوامر، بل يجب عليه دائماً أن يصدر الأوامر بطريقة تتمشى مع الروح التي أصدر بها قائده المباشر هذه الأوامر، بل عليه أن يؤيدها ويساندها بكل قوة. وكقائد يجب أن يعكس فى كل تصرفاته الإخلاص والولاء لمرؤوسيه ومؤسسته التي يعمل بها ورؤسائه ووطنه. لذا يجب أن يكون إيمان القائد عميقا بربة ووطنه وأمته وقضيته التي يدافع عنها ويخلص لها أيما إخلاص لأنه بذلك يكسب ود احترام الآخرين، ويكون ولاءه وإخلاصه حافزا لهم للإقتداء بة وطاعته، وعلى القائد ان يعلم بان معنى قاد هو (خدم ) خدمه السلطة التي أعطته حق القيادة وخدمه مرؤوسيه والهدف المقدس الذي يجمعه معهم وهذا ما يتطلب من القادة فهما عميقا وطاعة وتضحية بالنفس.([3])
11. الحماس:
وهي الرغبة الصادقة والاندفاع العقلاني المدروس للقيام بالمهام وتحمل الأعباء العمل وهو إظهار الإخلاص والحمية في أداء المهام وهي تتطلب الهمة العالية والمعنويات ألمرتفعه التي يجب أن يتمتع بها القائد في كل وقت وحين، وهذا يتطلب من القائد أن يكون متفائلاً ومندفعا، ولذلك فعلى القائد أن يتقبل المهام والتحديات بروح طيبة ويقرر أن ينفذها على أكمل وجه ممكن. إن أكبر خطوة نحو الحماس تنبع من تفهم المرؤوسين لمهامهم وواجباتهم وإدراك المطلوب منهم بعناية وتروي، ويجب إن نعلم ان النجاح هو سر الحماس.
12. الهدوء وضبط النفس:
إن القلق والهيجان يؤديان إلى نتائج سيئة لا تحمد عقباها، لذا على الرئيس او المدير أو القائد أن يضبط أعصابة ويتصرف برباطة جاش وخصوصا لحظة اتخاذ القرار وأمام المرؤوسين.
13. الإيمان بالهدف والغاية:
المسئول الذي لا يؤمن بالهدف وبما يرغب بتحقيقه لا يحبط نفسه بل يحبط همة مرؤوسيه وبالتالي تفشل المهمة، وهنا نورد قول احدهم:" بان القيادة ليست مجرد اندفاع أو طلاقه لسان أو شجاعة أو مهارة أو جمع عدد كبير من المنفذين، إنها جمع الرجال وتشغيلهم ومعرفه امكاناتهم واستغلالها ووضع كل منهم في المكان الذي يلائمه وبث فكرة القوة والمساواة بينهم وتوزيع المسؤوليات عليهم وإشراكهم جميعا في خدمه المصلحة العامة على أن يبقى كل فرد منهم ضمن اختصاصه ".([4])
14. التواضع:
إن كثرة الحديث عن ( الأنا) هي مقتلة القائد وهي كلمة غير محببة لدى المرؤوسين لان فيها إحساس بالغطرسة والتعالي ونسب النجاحات إلى الذات فقط دون احترام مشاعر الآخرين وتعظيم أجازاتهم ، ويكفي أن نعلم أن شخصا واحدا لا ينجز ولا يحقق كل النجاحات .
15. الواقعية:
إن تحقيق الأهداف لا يكون بالتنظير والشعارات بل لابد للقائد أو المدير أن يعرف إمكانية مؤسسته وقدرات موظفيه والعاملين معه وبناء على ذلك يتصرف.


16. الطيبة ودماثة الخلق والرحمة:
هناك قول لخبير في القيادة:" إذا أردت أن تعرف قيمة الرئيس فارجع إلى نظرات رجالة لا إلى وصف رؤسائه" الطيبة بغير ضعف خلق حسن لا يجدر بالقائد التخلي عنه ، وكذلك دماثة الخلق وحسن المعشر تساعد على تسهيل المهمة وتحقيق الأهداف بسبب ما تولد من رغبة لدى المرؤوسين للعمل والإنتاج ،أما الرحمة فهي ضرورة لان من لا يرحم لا يرحم ، لان الاهتمام بدقائق تفاصيل حياة المرؤوسين هو سبب تخفيف الهموم والمشاغل والمشاكل التي يعانون منها وخصوصا العائلية والأسرية ، والقائد كما أسلفنا بحاجه إلى فيض الحب الذي يبذله الآخرين تجاهه لأنه يشكل الدافع له نحو المزيد من العطاء والبذل.
17. الفعالية:
ان تنفيذ القرارات ومتابعتها وتذليل الصعاب أمامها من قبل القائد هي مؤشرات لفاعليته وتفاعله مع المهمة، وكذلك فان الفعالية في تنفيذ المهام الصعبة هي من اكبر الدوافع للمرؤوسين للعمل وخاصة عندما يغرس القائد في نفوسهم أن لا مستحيل أمام العزيمة القوية.
18.القدوة الحسنة :
وبغيرها لا يحظى القائد بالثقة والاحترام من قبل أتباعه وأعوانه ومرؤوسيه ولا يمكن أن تتحقق الأهداف النبيلة إذا لم يكن القائد قدوة لمرؤوسيه في الأعمال الجليلة والحسنة.([5])
ويقول احد الخبراء:" يتمتع القائد بحق القيادة بفضل امكاناته ومعلوماته وأمر القيادة الذي يحمله لكنه لا يستطيع القيام بواجبة ويخدم الجماعة التي يقودها إلا إذا صقل في نفسه الصفات التي تجعله أهلا لمركزة ".([6])
أما صفات القيادة ألعسكريه وكما يراها علما النفس – بعد ان قاموا بدراسة وتحليل حياة كثير من القادة العسكريين لاستخلاص هذة الصفات – فهي كما يلي:([7])
1. أن يتمتع القائد بالكفاءة والقدرة في العمل.
2.أن يكون مستعدا دائما للعمل مقبلا علية بحماس وان يبذل الجهد المستمر فيه.
3.أن يكون حازما أهلا للثقة.
4.الرغبة في تحمل المسؤولية.
5. أن يكون مستعدا دائما لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
6. أن تكون لدية القدرة على ضبط النفس والهدوء وخاصة في المواقف ألعصبيه.
7.أن يكون لدية القدرة على تدريب وتعليم الآخرين.
8.أن تكون لدية الشخصية القوية المتماسكة المتكاملة.
وفي هذا السياق يقول القائد ( مونتغمري) عن الصفات التي يجب أن يتمتع بها القائد العسكري:" أن القائد يجب أن يتحلى بصفات كثيرة مثل الإقدام والصبر والشجاعة والتي تنفخ الثقة بالجنود ، ولكن ألصفه التي يحتاج إليها فوق كل شيء هي الشجاعة الأدبية كذلك الحزم ، ورباطه الجأش ..... ويجب أن يكون القائد مطلعا إطلاعا تاما على رجالة حتى يضع كل منهم في المكان اللائق بة .... " .
أظهرت بعض الدراسات صفات رئيسيه أخرى لا غنى عنها للقائد للتكامل شخصيته وتنضج مواهبه وهي: ([8])

  1. يجب ان يتصف القائد بالذكاء أكثر من مرؤوسيه.
  2. طلاقه اللسان وسلامة التعبير.
  3. قوة ألشخصيه وحب تسلم مسؤوليات القيادة.
  4. سعه الأفق وعمق التفكير وصواب الرأي.
  5. الاتزان العاطفي والنفسي والنضج العقلي والتحليل السليم للأمور.

إن الدراسات والأبحاث التي تناولت موضوع صفات القائد الناجح كثيرة ومتعددة وكل واحدة منها ركزت على جانب معين، ومن ضمن الصفات التي تناولتها بعض الدراسات أيضا أن القائد وحتى يستطيع أن يمارس سلطته بنجاح فأنة لابد ان يمتلك الصفات والخصائص التالية:

  1. بعد النظر
  2. أن يكون شخصا خلاقا
  3. المرونة
  4. عاطفي
  5. ملهم
  6. مبتكر
  7. شجاع
  8. تخيلي (imaginative)
  9. اختباري (experimental)
  10. يبدءا التغيير
  11. قوي الشخصية

يبدو أن هذه الصفات تلتقي مع صفات القائد التي ذكرناها سابقا وهذا يدلنا دلالة قاطعة أن هذه الصفات هي من العوامل المساعدة للقائد في أداء عملة بنجاح، ولكن فرق (daft ) بين صفات المدير وصفات القائد حيث اعتبر بان المدير يجب أن يتمتع بعدد من الصفات سنذكرها لاحقا، وأيضا لاحظ ( هوايت )([9]) ومن خلال دراسته لتاريخ الرؤساء الإداريين الناجحين أن كل واحد منهم يلجاء إلى طريقة مختلفة عن الأخر في تصريف شؤون منظمته، ومع ذلك فقد حققوا نجاحات إدارية هامة، فمنهم من يلجاء إلى دفع عجلة العمل بسرعة وشدة ومنهم من يديرها برفق وأناة ومنهم من يفضل طريقة الأوامر، ومنهم من ينجح عن طريق بث الخوف في قلوب مرؤوسيه، ومنهم من يلجاء إلى بث الثقة وحسن التفاهم ، ومن من يلجاء إلى العصبية والمزاج الحاد ، ومنهم الصبور الذي يمتاز بطول البال ،...... الخ ولكن رغم ذلك فان فقهاء الإدارة اتفقوا على ان القائد والإداري الناجح لابد ان يتصف بصفات تميزه عن الآخرين والتي أهمها:([10])
1. القدرة على السيطرة على الآخرين.
2.الذكاء وسعة الأفق.
3. التواضع والبساطة .
4. الإحساس بالمسؤولية.
5. الذكاء الاجتماعي (القدرة على تكوين علاقات اجتماعية طيبة مع الناس).
6.حب التعاون .
7.الصدق والنزاهة والعدالة.
8. القدرة على اكتشاف قدرات الآخرين.
9. اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
10. المعرفة الفنية بالعمل الذي يديره.

أما من وجهة نظر (دافت ) فان القائد الإداري يجب أن يتمتع بالصفات التالية ([11]):
1. استشاري
2. مثابر
3. يحل المشاكل
4. متشدد
5. عاقل
6. محلل
7. منظم
8. هادف
9. سلطوي
10. موازن
11. قوة السلطة
من خلال الفروق في الصفات والتي وضعها (daft) بين القائد والمدير نرى أنة يضع بذلك فروقا بين القيادة والإدارة، فالإدارة عنده ليست القيادة، والقيادة ليست الإدارة، ولكن إذا اجتمعت القيادة والإدارة في شخص واحد لاشك أنة سيكون شخصا ناجحا وسيعمل على قيادة مؤسسته إلى بر الأمان، " ولكن إذا ما دققنا في عناصر كل من القيادة والإدارة نجد أنة ليس هناك فرق أساسي بين الإدارة والقيادة من حيث الغايات والمضامين العامة وإنما يمكن الخلاف في الأساليب والطرق والممارسات التي يستخدمها كل من القائد أو المدير لتحقيق أهدافه، فالقائد يعتمد على إقناع الآخرين بالطرق والوسائل الصحيحة والسليمة من اجل تحقيق الأهداف، بينما المدير يعتمد على ما تخوله إياه الوظيفة الرسمية من صلاحيات وسلطات، لذلك نجد أن مهمة القائد قد تكون أيسر من مهمة المدير في تحقيق أهدافه، لان المرؤوس في القيادة يؤدي وظيفته عن قناعة شخصية بالعمل والهدف بينما في الإدارة فان المرؤوس يهتم بأداء العمل أكثر من اهتمامه بتحقيق الهدف، ولكن يبدو أن بعض المفكرين في مجال الإدارة ذهبوا الى القول بان القيادة هي جوهر العملية الإدارية، وقلبها النابض وأنها مفتاح الإدارة ...... إن القيادة تجعل الإدارة أكثر ديناميكية وفاعلية وتعمل كأداة محركة لها لتحقيق أهدافها " ([12]).
والإدارة الفعالة تتحقق من خلال الاستخدام الحكيم لأعمال الإدارة وتكييف الطرق الفنية الجديدة، وبهذة الأدوات المساعدة أو بدونها، وتعتبر الإدارة عم استخدام الأفراد والمواد في الإنجاز الاقتصادي والفعال لمهمة ما، وهكذا فالإدارة تضم شيئا من العلم في فن القيادة ، فكل قائد مدير إلى حد ما ، وان استخدام الممارسات الاداريه من جانب القادة العسكريين يعود في أساسه إلى أقدم تاريخ عسكري مدون فمنذ زمن الفراعنة تطلب حشد قوة ألامه العسكرية وتزويدها بالتجهيزات وإمدادها بحاجاتها وتدريبها وتحريكها في المناورات وتفويضها بالقتال تطلب طرازا رفيعا من المهارات الاداريه وقامت الثورة الصناعية بمجرد تأكيد هذة المتطلبات ".([13])


[1]) ) للمزيد راجع : حلمي أللوزي ، مصدر سابق ، ص 53.
أيضا : ج. كورتوا ، لمحات في فن القيادة ، مصدر سابق، ص 19 .
أيضا: جلال منزلاوي ، مصدر سابق .

[2]) ) ج . كورتوا ، الطريق الى القيادة ، مصدر سابق ، 16 .

[3]) ) للمزيد : انظر المصدر السابق ، ص 16.

[4]) ) ج. كورتوا ، مصدر سابق ، ص11.

[5]) ) للمزيد من المعلومات في هذا المجال يمكن مراجعة :
- إبراهيم عبد العزيز شيحا ، مصدر سابق ، ص 204 – 208.

  • مجلة الكلية العسكرية ، العدد 19 ، 1982، ص 30 -32.
  • مجلة الأقصى، العدد 764، آذار 1986 ، ص 52 -57.
  • ايضا : ج. كورتوا ، الطريق الى القيادة ، مصدر سابق ، 24.


[6]) ) المصدر السابق ، ص 20.

[7]) ) محمد جمال الدين محفوظ ،مصدر سابق ، ص 278.

[8]) ) للمزيد يمكن الرجوع الى : ماهر محمد صالح حسن ، مصدر سابق ، ص 23 .

[9]) ) يعتبر ( ليونارد هوايت ) هو الرائد الأول لعلم الإدارة العامة ، وهو الذي قام بإدخال مادة الإدارة لأول مرة في المناهج الأميركية ووضع أول كتاب مدرسي ( مقدمة في دراسة الإدارة العامة ) عام 1929

[10]) ) محاضرات في الإدارة العامة ، مصدر سابق .

[11]) ) Richared l . Daft , 2000 , p503

[12]) ) زهاء الدين عبيدات ، مصدر سابق ، ص ص 42 ،43 (بالتصرف) .

[13]) ) صامويل هيز ، وليم توماس ، مصر سابق ، ص 109 .