أدركنا فيما سبق بان السمات الوراثية قد لا تكون وحدها سببا كافيا في نبوغ القائدة وبروزه كقائد ناجح يقود منظمته إلى بر الأمان وشواطئ النجاح ، لذا فأنة لابد من توافر مقومات وعناصر أخرى تشكل جزء من شخصية القائد وتلعب دورا مساعدا - وقد يكون رئيسيا – في نجاحه وتفوقه في مهامه القيادية المنوطه بة وصولا الى غاياته وأهدافه التي يسعى هو ومن يعمل بإمرته إلى تحقيقها .
وخير ما يساعد القائد وينمي من مهاراته القيادة هو التدريب والتعليم القيادي الذي أصبح – ألان – لا غنى عنة للقادة والمديرين وذلك بسبب التطورات والمستجدات المتغيرة في البيئة المحيطة للقائد والمدير، فعصر العولمة والانفتاح والسرعة والتطور الهائل في نظم الاتصالات والمواصلات والنظم المعرفية وظهور الحاسوب الذي أصبح يدخل في كل عمل مهما كان صغيرا أو كبيرا إضافة إلى تزايد الاعتماد المتبادل بين بني البشر... كلها عوامل أصبحت تفرض على القائد – المدير – ان يصبح مؤهلا ومدربا ليكون في النهاية قادرا على تحقيق الأهداف وبلوغ مبتغاة.
إن عملية " التدريب " للقادة هي عملية مستمرة ومتصلة ليس لها حدود تقف عندها او وقت تنتهي بنهايته، وهي متنوعة في أساليبها وأنماطها ومواضيعها، والتغير المستمر في البيئة المحلية والدولية المحيطة بالمنظمة يلعب الدور الأكبر والهام في تنوع واستمرار عملية التدريب، وتنبع أهمية العملية التدريبية للقادة من كونها وسيلة الإنتاج الرئيسية للقادة الناجحين المؤهلين والمناسبين لإدارة منظماتهم نحو النجاح، ونجاح العملية التدريبية يتوقف على وجود عدة عناصر مساعدة لتحقيق الغاية من التدريب، وابرز هذه العناصر هي:
1.وجود المدربين الأكفاء القادرين المؤهلين الذين تتوفر لديهم القدرة على التدريب وتطبيق البرامج المعدة لذلك بكل ما يستطيعون من طاقة وقدرة ، بالإضافة إلى الخبرة والتجربة والممارسة .
2. توفر البرامج التدريبية المتطورة المسايرة لركب العلم والمعرفة ، المبنية على الأسس العلمية السليمة .
3. توفر البيئة المناسبة للتدريب ،والأجواء المريحة التي تضمن الاستيعاب والإدراك والفهم السريع للمادة المطروحة للنقاش .
4. استخدام أساليب التدريب الحديثة المتجددة المتنوعة التي تضمن التشويق والإثارة والاهتمام من قبل المتدربين ، والابتعاد عن الروتين الممل والأساليب التقليدية القديمة .
5. ضمان تفاعل واندماج المتدربين وتفاعلهم مع البرامج المطروحة ، من خلال إشراكهم في التدريب وتوكيل مهمة المساعدة في التدريب لهم لتعويدهم على سلوكيات قيادية جديدة ، تضمن تخريجهم كقادة بعد انتهاء فترة التدريب .
6. إجراء الاختبارات المخططة المدروسة المبنية على أسس سليمة تضمن تطوير مهاراتهم ، وتكشف عن قدراتهم القيادية التي اكتسبوها ، وأيضا تستخدم للتمييز بينهم ومعرفة قدراتهم.
7. توفير واستخدام المعدات التدريبية المساعدة والتي تصور بيئة المنظمة التي سيعمل بها المتدرب بعد انتهاء فترة التدريب المخصصة .
8. الواقعية في التدريب والبعد عن التصورات الخيالية الغير محتملة، من خلال طرح المعاضل والمواقف القيادية الطارئة التي قد يواجهها القائد في أثناء أدائه لعملة وتركة يتخذ القرار المناسب وبسرعة ودقة لحل هذه المعضلات والمواقف الطارئة .
أما الوسائل والطرق والأدوات التي من الممكن ان يستخدمها القائد لزيادة مهاراته القيادية وزيادة كفائتة وتحسين أدائه فهي:
1. إن ولوج العالم اليوم فيما يعرف ب " عصر العولمة " يفرض على من يريد أن يتبوءا مهمة القيادة والإدارة أن يستخدم الوسائل العصرية التي تساعده على الاتصال والتواصل مع العالم ، حيث أصبح من الصعب ان تعيش المنظمة ومهما كان حجمها بعيدا عن الواقع الدولي والإقليمي على الأقل ، لذا فان إتقان مهارات الحاسوب والانترنت، أصبح من الضروريات لا من الكماليات القيادية ، لان بيئة الأعمال اليوم لا تستغني عن استخدام شبكة الانترنت ، ولا تخلو منظمة من جهاز الحاسوب،وذلك بسبب ما يوفره هذا الجهاز الصغير من إمكانيات هائلة تساعد القائد على حل مسائل كان يتطلب حلها الجهد الكبير والمال الوفير ،ناهيك عما توفره من دقة للنتائج واختصار للوقت ،وغزارة في المعلومات القادمة من مصادر مختلفة ومتنوعة ، والقيادة بشقيها المدني والعسكري يجب ان تكون منفتحة على عصر العلم والمعرفة ودلك ان قائد الغد العسكري يواجه أيضا الفرضية القائلة " بان الميادين السياسية والاقتصادية والصناعية والعسكرية تتقارب معا بصورة أوثق ، وكن – مع الأسف – فان المادة المطبوعة موجهه نحو تحقيق الأهداف الصناعية ومن الخطاء ان يعتبر القائد العسكري مثل هذه المادة غير قابله للتحويل إلى المحيط العسكري ".([1])
2. ينبغي على القائد أن لا يكتفي بامتلاكه لسمات القائد وخصائصه سواء كانت وراثية او مكتسبة كأساس لنجاحه ، بل علية حضور الدورات التدريبية المستمرة والمكثفة والمتطورة لكي تساعده على تنمية مهاراته وتطويرها وتحسين أدائه .
3. المكتبة القيادية والإدارية يجب ان تكون هي المكان الأول الذي يقضي فية القائد معظم وقته للإطلاع على أحدث الأساليب والأنماط والتطورات في مجال عملة ،بالإضافة الى إطلاعه على الدراسات والأبحاث الخاصة بعملة ، لان الثقافة هي السلاح الرئيسي لحماية القائد من أن يكون فريسة الوقوع في الزلل والخطاء .
4. التفاعل والمشاركة المستمرة بالندوات والمؤتمرات وحضور المحاضرات الخاصة بعمل القائد والتي تطرح من خلالها المواضيع والأفكار الكثيرة والمتنوعة التي تساعد في تنمية المهارات القيادية الفاعلة وتطوير والمواهب وزيادة الخبرات والخروج بما هو جديد.
5. الانضمام إلى الأندية والمؤسسات التي تعنى بمهارات القيادة والاتصال والتي تنمي مهارات فن التحدث والاستماع والتفكير لأنها أصبحت من أساسيات القيادة الحديثة. ([2])
6. الاختلاط والتفاعل مع الأشخاص ذوي الخبرة والمعرفة والأقدم والأكثر معرفة وتبادل الآراء وإجراء الحوارات معهم والاستماع إلى نصائحهم وأرائهم في مجال مهارات القيادة والإدارة .
7. يلعب التعليم الأكاديمي والخبرة الدراسية دورا لا يمكن إنكاره في مجال تنمية المعارف والمهارات القيادية، لأن الأساس الأكاديمي هو القاعدة العريضة للبناء المعرفي التراكمي لاحقا عند الإنسان .


[1]) ) للمزيد انظر : صامويل هيز ، وليم توماس ، مصدر سابق ، ص 112.

[2]) ) انتشرت في العالم اليوم ما يعرف بأندية الخطابة الدولية والمعروفة ب" التوست ماسترز " والتي تعتبر بيئة ثقافية تساعد على تطوير مهارات الاتصال والقيادة إضافة إلى تعليم فن التحدث والإصغاء والتفكير ،حيث تعتبر منظمة ( التوست ماسترز) منظمة تطوعية غير ربحية توفر التدريب على مهارات القيادة والاتصال مجانا في أنحاء العالم المختلفة ، ويوجد في الأردن حاليا تسعه أندية مسجلة في المنظمة الدولية . " صحيفة الرأي ، العدد13287، تاريخ 17/2/2007 ، ص5.