تمهيد:
سبق أن أوضحنا بان القيادة هي الفن الذي نستطيع من خلاله التأثير في الآخرين من اجل تحقيق الأهداف المرسومة بطريقه نحصل معها على ثقة واحترام وطاعة وتعاون المرؤوسين ، ولكن ها الفن لة طرقة وأساليبه وأنماطه في الممارسة وقد اختلفت النظريات والدراسات التي كانت تهدف إلى بيان أنماط ألقياده وأساليبها ولكنها في الغالب توصلت إلى عدد من الأنماط اعتمادا على الأسلوب الذي تمارس من خلاله القيادة ، ولكن يجب الانتباه الى انة يمكن ان يمارس القائد أكثر من نوع في ذات الوقت ،ولكنة يميل إلى نمط يكون هو السمة الغالبة على طريقته في التعاطي مع هذا الفن يصنف على أساسة وهذه الأنماط هي كما يلي([1]) :
1. القيادة الديمقراطية:
عند معرفتنا لمعنى كلمة ( الديمقراطية ) والتي تعني حكم الشعب للشعب، فإننا ندرك ان هذا النوع من القيادة مبني على المشاركة في اتخاذ القرار فيما بين الرئيس والمرؤوس، حيث ان الرئيس لا يحتكر السلطة في اتخاذ القرار لنفسه وذلك لأنة يدرك خطورة ذلك، مما يدفعه لشورى واخذ رأي الآخرين حيث أن المشاركة والمشاورة في الرأي لها من الحسنات الشيء الكثير

اقلها الخروج بالرأي الاصوب والأحسن وبأقل التكاليف والجهد، أضافه إلى تحميل المرؤوس للمسؤولية، ان هذا النوع من القيادة يؤدي إلى زيادة ثقة المرؤوسين بقائدهم وزيادة حبهم له، ويشعرهم بقيمتهم وأهميتهم، وبأنهم عنصر فاعل في إنجاز المهمة ويزيد من التالف والاندماج وتفهم المشاعر والاحترام المتبادل بين طرفي العملية، ان هذا الأسلوب من القيادة مبني على العلاقات الإنسانية المحترمة السليمة التي تهدف الى إشباع الحاجات وتحقيق الرغبات وحل المشكلات، ولهذا النمط فوائد جمة من الصعب تحديدها ولكن من أبرزها:
ا.الوصول إلى الرأي الصائب والقرار الصحيح.
ب. زيادة رغبة الأفراد في العمل وإقبالهم على الإنتاج بنفس مطمئنة، وزيادة ثقتهم وولائهم لقيادتهم.
ج. ان المشاركة في صنع القرار تشعر المرؤوسين بأنهم رقم هام في العملية الإنتاجية وبأنهم جزء من الحل .
د. الشعور بالمسؤولية وغرس قيم التعاون والتآزر والالتفاف حول القيادة .
ه. عدم أضاعه الوقت في البحث عن البدائل والحلول للمشاكل الإدارية والقيادية داخل المنظمة.
ز. إن نتيجة ذلك كلة هو زيادة الإنتاج وتحسين مستوى الأداء وبالتالي تحيق الأهداف المنشودة.
2. القيادة الأوتوقراطيه ( المتسلطة):
وهي المبنية على الأنانية في اتخاذ القرار مع حرمان المرؤوسين من المشاركة في المسؤولية، وترتكز على التهديد والإكراه والقسر والخوف والإجبار واستعمال العنف والتلويح بالعقوبة في حالة التقاعس او التردد في التنفيذ، وهذا النوع من القيادة معرض للخطر لأنة مبيني على الفردية التي لا تنتج الرأي السديد لان فيها استبدادا بالرأي الواحد الذي لا يحقق الغايات المنشودة، وهو نمط مبني على الشك وعدم الثقة، ويرى كثير من البحثين بان هذا النمط لم يعد يتلائم مع الإدارة المعاصرة والقيادة الحديثة، ويصنف الباحثون القادة في هذا النمط الى الأنواع التالية:
ا.الاتوقراطي المتشدد( المستبد):
وهو الذي يستخدم التهديد والوعيد والتخويف والعنف ضد مرؤوسيه، إضافة إلى صرامة أوامره وشدتها لدرجة العنف.
ب. الاتوقراطي الايجابي (الخير):
وهو الذي يحاول ان يستخدم أسلوب المدح والثناء والتلويح بالعقاب في حالة الإخلال بالأوامر ومخالفتها.
ج. الاتوقراطي المراوغ ( المناور):
هو الذي يستخدم أسلوب الخدعة والمناورة بإشعاره المرؤوسين بأنهم جزء من صناعه القرار ولكنة في النهاية لا يطبق إلا ما يراه هو وما يريده هو لا غيرة.
3. القيادة السلبية (التسيبيه، الفوضوية ):
في هذا النوع يفتقر القائد إلى الحماس والدافع لإنجاز العمل ، حيث يترك حرية التصرف لمن هم دونه ويفوض كل صلاحياته او اغلبها إلى المرؤوسين في اتخاذ القرار وتحديد الأهداف ، ولهذا النوع من القيادة سلبيات كثيرة لأنة يؤدي إلى تعدد المرجعيات وتضارب الآراء وتخبط أساليب التنفيذ ، وهذا النوع قد يصلح عند التعامل مع مستويات عقلية وتعليمية عالية ضمن مؤسسات الأبحاث العلمية ومراكز الدراسات ، إلا أنة غير محبذ لأنة يساعد على التنصل من المسؤولية ويشجع على الفوضى الإدارية .
وتضيف بعض الدراسات نمطين آخرين من أنماط القيادة وذلك اعتمادا على مصدر السلطة وهما([2]):

  1. القيادة الرسمية: وهي المستمدة من الوظيفة الرسمية التي يشغلها الفرد.
  2. القيادة غير الرسمية: وهي التي تتكون من داخل المجموعات دون ان ترتبط بالوظيفة الرسمية وهي تلقائية نتيجة لتمتع شخص ما من بين هذة المجموعة بصفات وخصائص وسمات معينة تؤهله لشغل منصب القيادة.([3])

يضيف بعض الخبراء والباحثين أنواع أخرى من أنماط القيادة وأنواعها وهي كما يلي : ([4])

  1. القيادة ألتدعيميه ( النمط الإنساني ) : وفي هذا النمط يعطي القائد مزيدا من الحرية في التصرف والمشاركة للمرؤوسين في اتخاذ القرار .
  2. النمط الأكاديمي: وهذا النمط يرجح الباحثين إمكانية نجاحه في المؤسسات العاملة في مجال البحوث العلمية ،حيث يفضله الباحثون من أطباء ومهندسون وقضاه ومحامين وأساتذة جامعات ورود فضاء ..... الخ حيث يرغبون بدرجة عاليه من الاستقلال الأكاديمي للبحث العلمي.

ترجح نتائج الدراسات والأبحاث إلى أن نمط القيادة الديمقراطية او الشورية هو المتفوق على بقية الأنماط، إلا أنة لا يمكن التسليم بأنة الأفضل.
أما أنماط القيادة العسكرية الناجحة وكما حددها علم النفس العسكري فهي([5]) :

1.القيادة الارغامية (القيادة ألمطلقه أو المستبدة ):
وهي القيادة التي يرغم بها القائد مرؤوسيه على طاعته وامتثال أوامره معتمدا على سلطه مركزة وقوته ، وفي الغالب فان المرؤوسين يطيعون أوامر القائد وهم غير مقتنعون بها ، بل أنهم يجبرون أنفسهم على طاعتها خوفا من العقاب او رغبة في المكافاءه ، ولها النوع الكثير من السيئات ، التي يمكن ان نلخصها بما يلي:
ا. انخفاض الروح المعنوية لدى المرؤوسين.
ب. عدم الرضا عن القائد، بل هناك شعور عدائي تجاهه.
ج. ضعف القدرات والكفاءات بسبب حالة الإحباط التي يعيشونها.
د.ضعف الإنجاز والتهرب من العمل .
2. القيادة الاقناعيه:
وهي القيادة التي يحصل بها القائد على طاعة مرؤوسيه بسبب محبتهم لة ، وينفذون الأوامر الصادرة إليهم وهم مقتنعون بها وعن رضا واقتناع وليس عن رهبه وخوف . ومن حسنات ها النوع من القيادة ما يلي:
ا. الارتياح والرضا والمحبة تجاه القائد.
ب.ارتفاع الروح المعنوية.
ج. الإخلاص للعمل والتفاني في إنجازه.
د. إيجاد الكفاءة العالية التي تزيد من الإنتاج والعمل مناجل تحقيق الأهداف.
ه. الحماس والاندفاع للواجب والعمل دون مراقبه.
ورغم كل ذلك فان القيادة العسكرية كغيرها تعتمد على براعة القائد وقدراته وكفاءته في استيعاب مرؤوسيه ومعاملتهم بالطرق السليمة والصحيحة لتي يضمن بها إقبالهم نحو العمل ومحبتهم لة عن قناعة ورضا ورغبة، مستخدما
أساليب الإقناع لا الخوف والرهبة، أضافه إلى أن قدرات القائد وكفاءته وإمكانياته وشجاعته تولد لدى مرؤوسيه الثقة به والاقتناع أكثر من أي شيء أخر.


[1]) ) احمد عبد الله خريسات ، أساليب ونظريات القيادة ، مجله الأقصى ، العدد 776، 1987 ،ص 40 – 42.

  • للمزيد أيضا : زهاء الدين عبيدات ، مصدر سابق ، ص ص44 ،45 .
  • نواف كنعان ، مصدر سابق ، ص 103 – 212 .
  • إبراهيم عبد العزيز شيحا ، مصدر سابق ، ص201 -203 .
  • أيضا : صامويل هيز ، وليم توماسن مصدر سابق ، ص 46 -51.


[2]) ) نواف كنعان ، مصدر سابق ، ص102.

[3]) ) محاضرات مطبوعة في الإدارة العامة لطلاب الكلية العسكرية .

[4]) ) للمزيد راجع : علي محمد منصور ، مصدر سابق ، ص 216 – 219 .

[5]) ) للمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع الى :محمد جمال الدين محفوظ، مصدر سابق ، ص ص 289 ،290. ،