من غير المعقول أن يكون جميع العاملين في أية منظمة هم بمستوى قيادي أو إداري واحد، أو أنهم يقومون بنفس الوظائف والأدوار، فلابد من وجود رئيس ومرؤوس وقائد وجندي، ولكل واحد منهم وظيفته واختصاصه بناء على تسلسل هرمي منظم محكم مدروس يبين لكل واحد منهم ماله وما علية ، وينظم علاقات العمل ويرتبها ليعرف كل واحد من العاملين من هو مرجعة الأعلى ، ومن هم بإمرته ، أي يعرف ممن يتلقى الأمر بالتنفيذ ويعرف لمن يصدر أوامره بالتنفيذ ، وهذا التسلسل هو أساس العمل الناجح المتقن الذي يؤمن الاستقرار الإداري والوظيفي ويساهم في بلوغ الهدف وتحقيق الغايات بكل سهولة ويسر ، ففي كل منظمة ومهما كان حجمها لا بد من وجود تنظيم هرمي - - (chain of command) يبن مستويات القيادة والإدارة فيها ،وأكثر ما يتجلى هذا السلم الهرمي وضوحا في المؤسسة العسكرية – أي مؤسسة – لأنها تتصف بالنظام والدقة وضرورة انجاز الواجبات وتحقيق الأهداف ،ويساعد على كشف مواطن التقصير والخلل ،لمحاسبة المقصر ومكافئة النشيط المتحمس للعمل .
إن مستويات الإدارة أو القيادة تختلف من منظمة إلى أخرى وحسب حجمها فقد تكون ثلاثة مستويات وقد تتألف من مستويين وذلك حسب حجم المنظمة وحجم العمل الذي يمارس فيها ، ولكن اجمع الفقه الإداري في اغلب دراساته على أنها ثلاثة مستويات وكذلك الحال فان الدراسات العسكرية وظروف العمل العسكري تبين لنا أن مستويات القادة هي ثلاثة (عليا ، متوسطة ، دنيا ) ،

1. الإدارة العليا (القيادة الاداريه ):
يشغل هذا المستوى من السلم الإداري /القيادي الأشخاص المعنيين بالتفكير والتخطيط ولديهم القدرة على التحليل والإبداع والترتيب، ورسم السياسات العامة وبالتالي اتخاذ القرارات ، أي بمعنى أخر هم أصحاب (المهارات الفكرية) ويسمى هذا المستوى ب(التخطيط الاستراتيجي ) لان القرارات التي يتخذها من هم في هذا المستوى لها تأثير على المنظمة ككل .
2. الإدارة الوسطى ( الإدارة الإشرافية) :
ويتولاها الأشخاص الذين لديهم مهارات الاتصال والتحفيز والقدرة على التنفيذ ، لان هذه الفئة هي المعنية بتنفيذ القرارات الصادرة عن المستويات العليا من السلم الإداري ، وهم أيضا مسئولون عن إنجاز الخطط ، وتتضمن هذه الفئة وجود المشرفون الذين يراقبون تنفيذ عمليات المنظمة من خلال تعاملهم المباشر مع العمال ، وهذه الفئة هم أصحاب (المهارات الإنسانية).
3. الإدارة الدنيا (الإدارة التنفيذية ):
وهي تتكون من الأشخاص(العمال ) ( operatives ) الذين يقومون بتنفيذ الأوامر الواصلة لهم من الإدارة الوسطى ، وهم في الغالب أصحاب كفاءات فنية ومهنيين وحرفيين ، وهم أصحاب (مهارات فنية ).
أما من حيث الأنشطة التي يقوم بها كل مستوى من هذه المستويات فهي كما يلي:

  • الإدارة العليا تقوم بممارسة عملية التخطيط والرقابة والتنظيم والقيادة وصنع القرارات والاتصالات والتوظيف، ومتابعة الأمور المالية بدقة، وهذه الأنشطة تختلف من منظمة إلى أخرى وهي ليست ثابتة إنما هي سمة عامة لهذا المستوى التنظيمي.
  • أما المستوى المتوسط فيقوم بوظائف الرقابة والتنظيم والإشراف وأحيانا التخطيط ولكن بمستوى اقل من مستوى المديرين أو القادة في أعلى السلم الإداري .
  • تقع على عاتق الإدارة الدنيا عملية التنفيذ أكثر من أي نشاط أخر .

إن هذه النشاطات وممارستها تختلف من منظمة إلى أخرى ويلعب حجم المنظمة دور كبير في تحديد الممارسات والنشاطات والواجبات لكل مستوى من مستويات الإدارة .
وكما هو حال الإدارة فكذلك القيادة فهي مستويات ، وتزداد أهميه مستويات القيادة في المؤسسات العسكرية التي يزداد فيها التشابك والتعقيد
وتحتاج إلى المزيد من الدقة ولا تسمح بتداخل الواجبات والمسؤوليات لان ذلك يؤدي إلى تخبط الخطط وفشل التنفيذ وعلى الأغلب فان الخبراء يرون أن القيادة ثلاث مستويات هي :
1. المستوى التعبوي المباشر (القيادة المباشرة):
ويمارسه القادة الميدانيين والين يمارسون القيادة وجها لوجه وبشكل مباشر ويتعاملون مع الميدان وينفذون ( التكتيكات ) أثناء العمليات الحربية، ويجب أن يمتاز القادة هنا بالمهارة والاحتراف والشجاعة والحنكة والإبداع والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في المواقف الطارئه.
2. القيادة العملياتيه (القيادة العليا ):
وهم القادة الذين يعملون بمستوى عملياتي اكبر وأعلى من المستوى السابق ويتم في هذا المستوى ممارسه عمليات التخطيط والتدريب وتوزيع المعلومات وتنقيحها .
3.القيادة التنفيذية (ألاستراتيجيه):
ويمارسها القادة الذين يخططون على المستوى الاستراتيجي المستقبلي البعيد المدى ،العالي المستوى وهم يمتازون بالقدرة على التخطيط والتحليل وبعد النظر والذكاء واستشراف المستقبل والواقعية .([2])


[1]) ) للمزيد من المعلومات يمكن الرجوع الى : طارق خير وآخرون ، مصدر سابق ، ص14.
أيضا : عبد المعطي محمد عساف ، مصدر سابق ، ص ص 144 ،145.
أيضا :Stephen Robbins & Mary coulter , management , prentice – hall of India private limited , new Delhi ,1998,p6 .

[2]) ) للمزيد من المعلومات راجع :اكرم ديري ، مصدر سابق ،ص 13-17 .