كما تهتم بمعرفة تفاصيل شخصية/خبرات/كفاءات الباحث عن العمل، فتأكد يقينًا أنّ الباحث عن عمل هو كذلك يبحث عن تفاصيل سياسات/بيئة العمل/أسلوب الإدارة أو القيادة للشركة التي تقدّم عليها.

قد تستغرق المقابلة الشخصية مدةً تزيد عن ٣٠د وربما تصل لساعة أو أكثر بحسب طبيعة الفرصة وطبيعة إجراء المقابلة،
وقد تجد أنه طوال تلك المدة ومسؤول التوظيف هو من يستمع ويلقي الأسئلة فقط دون أن يعطي حرية ومساحة للباحث عن العمل بالسؤال عن أمور دقيقة في تلك الشركة.
صاحب الخبرة قد لا يواجه مشكلة بتوجيه الأسئلة لمسؤول التوظيف والتحاور معه عن طبيعة سياسات الشركة الداخلية وبيئة العمل وغير ذلك لأهليَّتِه، ولعلمه بأنّ هذا حقٌ من حقوقه، فهو يعلم أنه قد ينتمي لهذا الكيان؛ لذا من حقه أن يستفسر عن كل شيء.

إلّا أنّه في الوجه المقابل، تجد من لا يملك خبرة عملية - حديثي التخرج كمثال - لا يسأل كثيرًا، لأنه يخشى بأنّ ذلك قد يحرمه من الفرصة الوظيفية التي تقدّم عليها، فتجده يلتزم الصمت ويستمع فقط، وأضف على ذلك إذا لم يُعط مسؤول التوظيف مساحة لحديث التخرج بطرح الأسئلة والتحاور.

قد يقول أحدهم: حديث التخرج عليه أن يرضى بأي فرصة، دون أن يتشرط أو يفرض آرائه!

في حين أنّ القبول بأي فرصة لعدم وجود خبرة موضوع، وإعطاء الفرصة لطرح أسئلة دقيقة وعميقة موضوع آخر!
فكونه يسأل لا يعني أنّه يتشرط، وكونه يسأل لا يعني أن يرفع من معايير قبوله لفرصة ما.
والحديث يطول في هذه النقطة.

أجريت مقابلة شخصية قبل مدة - وكان حديث تخرج - وفي النهاية سألت المتقدم هل لديك أسئلة تود أن تسألها؟
قال: لا، شكرًا
قلت: أكيد؟
قال: نعم
قلت: لا تتردد، واضح عندك أسئلة، خذ راحتك

فابتسم، وشعر بشيء من الأمان وبدأ يسأل أسئلة دقيقة.
في نهاية المقابلة، كان إنطباعه عن الشركة إيجابيًا للغاية، وشعر بسعادة مغمورة، وأستطيع الجزم بأنه نقل تجربته لمحيطه الشخصي مما ينعكس إيجابًا لصالح الجميع.

الخلاصة:
من حقّ الباحث عن العمل أن يسأل، لا سيما حديث التخرج، فـ حين تتيح الفرصة للسؤال والحوار، سيزيد ذلك من نسبة انتماء وولاء الشخص في حال قُبل للعمل، لأنّ هذا مؤشر جيد سيلاحظه الشخص. وإن لم يُقبل - بغض النظر عن السبب - ستجده ينقل تجربته لمن يعرف فتزداد سُمعة الشركة حُسنًا، وتترك أثَرًا إيجابيًا حميدًا لديه.
وإن لم تُعطى الفرصة للسؤال، فاطلب ذلك، فهذا مجرد حق تمتلكه.