وقبل أن نسير قُدمًا في بسط المفاهيم والأفكار ذات الصلة بإدارة التوظيف أحرى بنا أن نميط اللثام عن ماهيتها وتعريفها، وهو ما يحاول النهوض به على النحو التالي..
تُعرّف إدارة التوظيف ببساطة بأنها عملية تعيين واختيار الموظفين، ويتضمن ذلك أنشطة جمة مثل: وضع إعلانات الوظائف؛ للعثور على الأشخاص، ومراجعة نماذج الطلبات، وجدولة المقابلات.
لكن إدارة التوظيف لا تقتصر على تعيين واختيار الموظفين، صحيح أن هذا هو الهدف النهائي لها لكنه ليس الوحيد، كما أنه ليس مطلوبًا لذاته؛ حيث تسعى هذه الإدارة إلى العثور على نوعية معينة من الموظفين؛ كيما تضمن الوصول إلى مستوى معين من الأداء، والجودة المطلوبة في الإنتاج.
وهي معنية، علاوة على ما فات، بالعثور على الموظفين الذين يمكنهم العزف على اللحن العام نفسه في المؤسسة ككل؛ لا يعني هذا أن إدارة التوظيف ترفض الاختلاف أو التنوع وإنما هي تريد أن تصنع من عمل المؤسسة ككل سيمفونية واحدة، وأن يعمل الجميع على تحقيق الأهداف نفسها.
أنواع التوظيف
ومن أجل فهم أعمق لماهية إدارة التوظيف، والمهام التي تنهض بها، سنحاول الإشارة إلى بعض أنواع التوظيف التي تنخرط هذه الإدارة في أدائها، تلك التي هي عبارة عما يلي..
التوظيف الداخلي
تنظر إدارة التوظيف إلى الموظفين على أنهم رأس مال الشركة الحقيقي، وهي تحاول الاستحواذ على أكبر عدد من المواهب للعمل في الشركة، بالقدر نفسه الذي تعمل به على الاستفادة من الموظفين الداخليين، والاستفادة من مهاراتهم الاستفادة المثلى.
ولأجل هذا تحدد تلك الإدارة بعض الموظفين الموجودين بالفعل لدى الشركة لأداء بعض المهام الجديدة، هي لم تأت بموظفين من الخارج، وإنما استعانت بموظفين حاليين لإنجاز مهام معينة أو لتولي مناصب بعينها.
التوظيف الخارجي
لكن التوظيف الخارجي؛ أي جذب الموظفين من الخارج للعمل لصالح الشركة، هو أيضًا أحد أنواع التوظيف الشهيرة؛ حيث تعمد إدارة الموظفين إلى إمداد الشركة بالمواهب من الخارج، وهناك الكثير من الأسباب التي قد تدفعها لذلك، كأن تغادر موهبة من المواهب الشركة، ويمسي لزامًا الحصول على بديل لها.
لكن لهذا التوظيف الخارجي تجليًا آخر؛ إذ تعمل إدارة التوظيف على مساعدة الموظفين النازحين في الحصول على وظائف جديدة خارج الشركة، وقد تكون هناك بعض المنافع التي تتوخى الشركة تحقيقها جراء هذا الصنيع.
التوظيف في حالات الطوارئ
يتطلب التوظيف الطارئ شركة خارجية؛ كيما تساعد الشركة في الحصول على ما تريده من موظفين في أسرع وقت ممكن.
وربما يُنظر إلى الاضطرار للتوظيف في حالات الطوارئ إلى أنه عيب أو خلل في إدارة التوظيف؛ إذ كان من واجبها أن تعمد إلى التخطيط الوظيفي كيما لا تقع في حرج أو ضيق.
وعلى الرغم من وجاهة هذا الطرح وأهمية التخطيط الوظيفي إلا أن هناك الكثير من العوامل/ الظروف التي قد تطرأ ولم يكن ممكنًا حساب حسبانها، ومن ثم الاستعداد لها
الاستحواذ على المواهب
لو أردنا تلخيص عمل إدارة التوظيف في كلمة واحدة لقلنا: الاستحواذ على المواهب؛ حيث إن الموظف الموهوب، المؤهل والمدرب كفاية، هو أثمن ما يمكن للشركة أن تحوز، وبالتالي فإن مجال المنافسة الحقيقي بين الشركات هو في الحصول على الموظف المؤهل.
صحيح أن الشركات تتنافس على الحصة السوقية، الاستحواذ على العملاء.. إلخ، وكلها أمور مهمة ومحورية، لكن ذلك كله لن يتحقق من تلقاء نفسه، وإنما لا بد من موظفين أكفاء ينهضون بهذه المهام، وهذا أحد تجليات أهمية إدارة التوظيف.