الموضوع: ما الذي يحدث في السعودية ؟؟؟

السعودية بلد مؤثر في محيطه والعالم لما له من ثقل إقتصادي يمس عصب الحضارة المعاصرة، وروحي يحرك مشاعر الملايين.
و المتابع للشأن السعودي يدرك أن الحياة في المملكة تتغير بوتيرة متسارعة وإن كان هذا التغيير يشابه حركة دوران الارض لاتشعر بها لكن ترى آثارها في تعاقب اليل والنهار.

بحكم نشأتي في السعودية الاحظ وبوضح أنها تتطور بشكل مذهل في جميع المجالات خاصة بعد تولي الملك عبد الله للحكم .

صحيح أن المملكة تسير وفق خطط واستراتيجيات تنموية وضعت منذ بدايات نهضتها وطفرة النفط لكن ما أشير إليه هنا هو تسارع خطى هذا التطور واتساعه ليشمل مجالات غير مطروقة من قبل .

السعودية تعيش طفرة إقتصادية لامثيل لها ستظهر آثارها في المستقبل القريب كالمدن الإقتصادية التي ستوفر الآف الوظائف وتدفع بالإقتصاد السعودي إلى الأمام نحو تنوع مصادر الدخل والمزيد من الإستقرار والرفاهية، وكذلك تشهد تحديثاً للبنية التحتية بما يؤهلها لتصبح أكبر بلد جاذب للإستثمارات في المنطقة .

التعليم كان له النصيب الأكبر من التطورات التي تشهدها المملكة فقد تضاعف عدد الجامعات تقريباً وهو نمو صاحبته جودة نوعية لعل من أبرز ثمارها جامعة الملك عبد الله التي حظيت بإهتمام وعناية خاصة من العاهل السعودي وهي بشهادة الخبراء ستحدث تغييراً كبيراً في نمط التعليم السائد ليس في المملكة فحسب ولكن في المشرق العربي بأكمله لما تهيأ لها من دعم مادي غير محدود وخبرات بشرية ذات كفاءة وتميز .

أيضاً من مظاهر التطور في المجال التعليمي عودة برامج الإبتعاث الخارجي وبأعداد مذهلة وميزانية تقدر بمليارات الدولارت إضافة إلى خطط طموحة لتطوير المناهج التعليمية وتحديثها من المرحلة الإبتدائية وحتى الجامعية وهي خطوة ذات تأثير لا يستهان به لاسيما في مجتمع شاب كالمجتمع السعودي.

كل ذلك في وقت يعاني فيه العالم من أزمة إقتصادية طاحنة .

لا أود في هذه العجالة أن أستعرض جميع مشاهد التغيير والتطور في مجالات التنمية الهائلة التي تشهدها بلاد الحرمين الشريفين لكن لابد من الإشارة إلى بعض المجالات المهمة ومن أبرزها :

الإهتمام بحقوق الإنسان وتشكيل جميعات وهيئات تعنى بهذا المنحى النبيل

الإنفتاح نحو الأجنبي بإتاحة المجال في الإستثمار والتملك بشكل غير مسبوق

التطور الكبير بل والمذهل في المؤسسات القضائية والعدلية والإتجاه بها نحو العصرنة ومواكبة المتغيرات الدولية والإستفادة من تجارب الدول الاخرى والشروع في استحداث أنظمة وقوانين لمواكبة المستجدات ، والعمل على تطوير الكادر البشري العامل في هذه المجال ولعل المطلع على وضع المؤسسات القضائية والعدلية في المملكة قبل سنوات قلائل يدرك معنى أسطري السابقة بشكل واضح.

إعطاء المرأة دوراً أكبر في المجتمع والإهتمام بتعليمها والسماح لها بالمشاركة والمساهمة في تطوير مجتمعها وتفعيل دورها المؤثر والحيوي من خلال التوسع في توظيفها في الحياة العامة خاصة في المجالات المناسبة لطبيعتها كأنثى .

ومن أهم هذه التغيرات ضم الرئاسة العامة لتعليم البنات إلى وزارة التربية والتعليم ، وضم عدد من علماء المذاهب الإسلامية إلى هيئة كبار العلماء ،وإقصاء بعض رموز التشدد من مناصبهم وإبراز أصوات المعتدلين من رجال الدين ممن لهم فهم متطور للشريعة ومقاصدها .

أما واسطة عقد هذه التغيرات فهو تراخي القبضة الدينية المتشددة وتهاوي مراكز هذه القوى ولا أعني بذلك الإبتعاد عن الدين أو التخلي عن ثوابت هذا البلد وخصوصيته وإنما أشير إلى تحجيم نفوذ االأصوات المتطرفة التي تود أن تفرض وصايتها على جميع مناحي الحياة .

يقيني ان القائمين على الأمر في المملكة لهم إعتقاد راسخ بالشريعة الإسلامية وإيمان لايشوبه شك في قدسية أحكامها ويدركون خصوصية وضع بلادهم وطبيعة مجتمعهم المحافظ ولذلك فإن الإتجاه نحو تحجيم الأصوات المتشددة لايعني التخلي عن الشريعة بأي حال من الأحوال وإنما هو في حقيقته خدمة للإسلام والمسلمين فمن قال أن الشريعة الإسلامية هي فهم مدرسة بعينها أو عالم ما ؟

إن كبح جماح التشدد الذي يحارب كل جديد ويريد أن نظل أسرى فقه القرون الوسطى مانعاً للتجديد الذي يرسخ مفهوم أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان هو واجب كل مسلم يعتز بهذا الدين الخاتم العظيم .

وإن مما يثلج الصدر أن محاربة هذا التشدد والتطرف تحظى بمباركة مجموعة خيرة من العلماء المسنيرين المدركين لسماحة الإسلام ووسطيته ومقاصد التشريع وروحه وجوهره وأيضاً يحظى بالدعم من مختلف شرائح المجتمع .

الدين الإسلامي أعظم وأسمى وأجل من ان يستوعبه فكر مدرسة أو مذهب ولذلك فإن تحديد نفوذ المؤسسة الدينية المتشددة لايشكل إبتعاداً عن الإسلام أو تراجعاً عن تحكيم الشريعة كما قد يظن البعض بفهم سطحي، وإنما هو إنفتاح على العالم يستصحب ثوابت الدين وكريم العادات والأعراف سعياً نحو الاخذ بأسباب الحضارة والتطور .

لقد عانت المملكة العربية السعودية من نتائج الفكر المتشدد الإقصائي داخلياً وخارجياً وتمثل ذلك في الأعمال الإرهابية التي روعت الآمنين في بلد يضرب به الأمثال في الإستقرار الامني أما خارجياًُ فقد شوه صورة البلاد وعرضها لحملات إعلامية لاتتوقف.

إن هذا التغيير الذي تقوده القيادة السعودية بمهارة وهدوء سينطلق حتماً بهذا البلد العملاق نحو آفاق أرحب علمياً وأقتصادياً وسياسياً وثقافياً وهو كما أسلفت تغيير طبخ على نار هادئة الأمر الذي يضمن له النجاح بمشيئة الله تعالى ويجنبه الآثار السالبة التي غالباً ماترافق حركات التغيير في المجتمعات الإنسانية .

إن الملك عبد الله يسعى لدولة حديثة متطورة ينعم مجتمعها بالنعم التي إمتن الله بها على عباده الإطعام من الجوع والأمن من الخوف ، مجتمع متمسك بدينه القائم على الوسطية والإعتدال ونبذ التطرف والتشدد ليقدم للعالم نموذجاً للدولة الإسلامية العصرية.

صادق أمنياتي وخالص دعواتي بالخير والتوفيق والتطور والنماء لهذه البلاد التي خالط حبها الجسد والروح .

*****

مقالة أعجبتنى ...

وصادفت لدي مشاعر صادقة بالحب والعرفان لهذه البلاد التي شرفت بأحب البقاع لله ورسوله ...

قالوا قديما ..(اختيار المرء .. يدل على عقله..)
لكن لم تذكر مصدر المقالة ..
ولم تنسبها لكاتبها!!
خصوصا عندما أشرت لإعجابك بها...
أشكرك

شكرلك على المساهمة ننتظر منك المزيد
عبد الرحمن

المشاركة أكثر من رائعة
جزاك الله خيراً
ثانياً : هذه المقالة أثارت لدى موضوع كثيراً ما أحببت أن أطرحه على اخواني بالمنتدى
لكن أتردد كثيراً لسبب أو لأخر
لكن بما أنك أثرت موضوع ما يجري في المملكة العربية السعودية
فأجد نفسي مدفوعاً لمصارحتكم بما يدور بداخلي
ويعلم الله أنني لا أقصد بذلك مجاملة أحد او مدح أحد

تعلمون يا أخوتي ما هي الميزة الرائعة في المملكة العربية السعودية ؟
طبعاً بعد الحرمين الشريفين؟

ولا أقصد البترول طبعاً

هذه كلها نعم نحمد الله عليها

لكن هناك نعمة غفل عنها الكثيرون

هذه النعمة هي حاكم هذا البلد المسلم

الملك عبد الله بن عبد العزيز

أحس الأن بأن البعض سيتهمني بمغازلة الملك لعلي أحصل على تأشيرة للمملكة أو هدية ملكية ....

لكني أشهد الله أنني اؤمن تماماً بان هذا الرجل نعمة أنعمها الله على هذا البلد المسلم الشقيق.

ولعل من عاش بالمملكة ولو فترة بسيطة يؤيدني الرأي...

أسأل الله تعالى أن يديم على المملكة وعلى بلاد المسلمين الخير والرخاء والقيادة الحكيمة فعلا لا قولا.

المصري بهاء الدين
شكرا جزيلا لك على هذه المشاركة المفيدة جدا عن منظورات التطور في المملكة ونرجو التقدم والازدهار لكل البلدان العربية والاسلامية