مفهوم كفاية الأداء الإداري في الوحدات الاقتصادية الحكومية الإنتاجية :
إن مفهوم كفاية الأداء يكشف عن أسلوب تصرف الوحدة الاقتصادية بمواردها المختلفة وهي تحاول أن تنجز الأهداف(الدباغ،عبد الخالق،1989: 101).
وقد جاء في مفهوم دراسة كفاية الأداء بأنها مرحلة من مراحل الرقابة والتخطيط فهي مرحلة من مراحل الرقابة باعتبارها تكشف الانحرافات عن الأهداف الموضوعة ، كما أنها مرحلة من مراحل التخطيط باعتبارها أداة ترشيد لاتخاذ القرارات التخطيطية من قبل ما يعرف بالتغذية العكسية ( كداوي ، عبد الكريم 1999 : 206 ) .
وان عنصر الكفاية يقيس العلاقة بين المدخلات والمخرجات أو بين المخرجات وأحد عناصر المدخلات . وان أية عملية كفوءة هي التي تنتج اكبر كمية ممكنة من السلع والخدمات بأدنى كمية من المدخلات ، أو أنها التي تنتج الكمية المطلوبة من المخرجات بأدنى مستوى من استهلاك المدخلات ( هاشم ، 1989 : 457 ) .
ويرى (Eric.l , Kohler ) أن مفهوم الكفاية ( Efficiency ) يرتبط بمفهوم الإنتاجية (Productivity ) باعتبارها مؤشرا لقياس الكفاية التي تتمتع بها الوحدة الاقتصادية في عملية تحويل المدخلات المختلفة إلى مخرجات تتمثل بالسلع أو الخدمات . وان الإنتاجية تمثل العلاقة بين المخرجات والمدخلات التي استخدمت في الحصول عليها. وبالنظر لمحدودية الموارد البشرية والمادية والمالية المتاحة لأي وحدة اقتصادية للحصول على اكبر العوائد من استخدامها فيوجه الاهتمام إلى زيادة الإنتاجية التي تعني الوصول إلى علاقة افضل بين المخرجات والمدخلات وذلك من خلال وسائل تعظيم المخرجات أوتقليل المدخلات ، ويستنتج من ذلك أن مفهوم الكفاية وزيادة
الإنتاجية يعنيان شيئا واحدا إذا ما كان الهدف هو قياس كفاية نشاط إنتاجي معين (الموسوي ، 1988: 11ـ12).
وأن الإنتاجية لوحدها لا تعني الكفاية لكونها تعني أية علاقة بين المخرجات والمدخلات وليست افضل علاقة ، وأن مصطلح الكفاية يصبح اكثر دقة وشمولية من سائر المؤشرات الأخرى للتعبير عن كم ونوع أداء الوحدة الاقتصادية
( الدباغ،عبد الخالق: 1989 :102).
وعرفت الكفاية الإنتاجية بأنها الاستمرار في تحسين قدرة عنصر الإنتاج في المساهمة بزيادة الإنتاج كماً ونوعاً بالامكانيات المتاحة نفسها ( فليح ، 1980 :79).
أما ( هاشم ) فعرف الكفاية الإنتاجية بأنها تعني استخدام الموارد المادية والبشرية بالحد الأدنى وبأحسن النوعيات وفي الوقت المحدد لإنتاج اكبر كمية ممكنة من السلع والخدمات أو تحقيق الخطط المقررة لإنتاج السلع والخدمات بالنوعيات والوقت المقرر بأدنى مستوى من المدخلات المادية والبشرية والخدمية ( هاشم ، 1989 : 460 ) .
ووصف ( Daft ) كفاية الأداء بانها قدرة الوحدة الاقتصادية على تحقيق أهدافها من خلال استخدام الموارد المتاحة بطريقة كفوءة وفعالة ( 120 : 1992 ,Daft ) .
أما ( كداوي ، عبد الكريم ) فعرفا كفاية الأداء بأنها أداة تستخدم للتعرف على نشاط المشروع الصناعي مستهدفة قياس النتائج المتحققة ومقارنتها بالأهداف المرسومة مسبقا بغية التعرف على الانحرافات وتشخيص مسبباتها مع اتخاذ الخطوات الكفيلة لتجاوز تلك الانحرافات وغالبا ما تكون المقارنة بين ما هو متحقق فعلا وما هو مستهدف في نهاية فترة زمنية معينة هي سنة في الغالب ( كداوي ، عبد الكريم ،206:1999 ) .
ومن خلال ملاحظة التعاريف اعلاه لكفاية الأداء الإداري يلاحظ بانها لا تتعدى عن كونها أداة تعبر عن الاستغلال الأمثل للموارد المادية والبشرية والمالية المتاحة للوحدة الاقتصادية ، لتحقيق افضل المخرجات وبأدنى قدر ممكن من المدخلات وبأقصر وقت متاح .
وان المداخل التي يمكن من خلالها تحقيق كفاية الأداء تتمثل بما يأتي :
أ ـ تحقيق الأهداف المخططة في الأوقات والكلف والنوعيات المقررة لها .
ب ـ العمل على تحقيق الأهداف المخططة بكلف اقل من الكلف المقررة في الخطط المرسومة أو العمل على إنتاج كمية اكبر من السلع والخدمات من الكمية المقررة في الخطة باستخدام الموارد نفسها المخطط استخدامها وذلك من خلال ترشيد الأنفاق وتقليل الهدر والضياع .
ج ـ اعتماد معايير فنية واقتصادية ومالية محكمة تنسجم مع طبيعة ومقومات النشاط الاقتصادي الذي تمارسه الوحدة .
د ـ العمل على تلافي أسباب مختلف أنواع الانحرافات الكمية والنوعية والزمنية والقيمية والفنية والتوزيعية من خلال وضع أنماط ومعايير ومعاملات فنية لأداء الإنتاج .
هـ ـ اعتماد نظام حوافز بما يحث القائمين على أمور الإنتاج على تنفيذ الخطط الإنتاجية بأعلى درجة من الكفاية وان يتميز هذا النظام بالاستقرار لفترة طويلة نسبيا ( الجبوري ، 1995 : 40 ـ 41 ) .
و ـ العمل على احداث تطوير مستمر في طرق ووسائل وعمليات التشغيل والمناولة وفي ترتيب الآلات وفي الظروف البيئية للعمل ( الإضاءة والتهوية والحرارة وغيرها ) ( هاشم ، 1989 : 59 ).