التصالح مع العيوب


لم اصادف حتى الان هذا الشخص الذي يدعو الى الكمال المطلق ينعم في الوقت نفسه بحياة مليئة بالطمأنينة الداخليه .. ان الحاجه للوصول الى الكمال تتصادم مع الرغبة في تحقيق السكينة الداخلية ففي كل مرة نتعلق فيها بالحصول على شيء ما في صورة معينة افضل مما هي عليه حاليا فاننا نخوض غمار معركة خاسرة وبدلا من الشعور بالرضا والقبول تجاه ما نملك فاننا نركز على ماهو خطأ في شيء ما وحاجتنا لاصلاحه .. ان تركيزنا على ما هو خطأ يتضمن عدم رضانا وسخطنا ..

وسواء كان العيب يتعلق بنا مثل دولاب غير مرتب او خدش بالسيارة او انجاز غير كامل او بضعة ارطال نرغب في انقاصها .. او بعيوب غيرنا مثل مظهر شخص ما او سلوكه او الطريقة التي يسلكها في حياته فان مجرد التركيز على العيب يبعدنا عن هدفنا في ان نكون رقيقي القلب دمثي الخلق .. ان هذه الاستراتيجية لا تتعلق من قريب او بعيد بالتوقف عن بذل قصارى جهدك ولكن الافراط في التعلق والتركيز على عيوب الحياة .. انها تتعلق بأنه مع وجود طريقة افضل لانجاز الامور لا يعني ذلك انك تستطيع ان تستمتع وان تقدر الطريقة التي عليها الامور حاليا.

والحل هنا يتمثل في اخراج نفسك من غمار الانغماس في الاصرار على ان تكون الامور على غير ماهي عليه الان .. وذكر نفسك برفق بأن الحياة على ما يرام في وضعها الراهن ومع غياب حكمك على الامور فان كل شيء سيكون على ما يرام ومع البدء في التخلص من الحاجة للوصول الى درجة الكمال في كل جوانب حياتك سوف تبدأ في اكتشاف وجود الكمال في الحياة ذاتها.

.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون