لا تكن واقعيا ولا خياليا

ان ادراكك للسرعة التي يمكن ان يتضخم بها تفكيرك السلبي والمتزعزع حتى تفقد السيطرة عليه يُعد من الاساليب الفعالة كي تصبح اكثر سكينة .. هل لاحظت ذات مرة مدى الانقباض الذي تشعر به عندما تنغمس في التفكير؟ ولزيادة الطين بلة فكلما انغمست في تفاصيل ما يضايقك كلما ازداد شعورك سوءا فكل فكرة تؤدي الى اخرى ثم اخرى حتى تصل الى درجة تصبح فيها قلقا بدرجة غير معقولة.

على سبيل المثال قد تستيقظ في منتصف الليل وتتذكر مكالمة تليفونية يجب القيام بها في الغد وبعدها بدلا من الشعور بالارتياح من تذكرك لهذه المكالمة الهامة تبدأ في التفكير في كل شئ يتحتم عليك القيام به في الغد وتبدأ في تخيل مكالمة محتملة مع رئيسك في العمل مما يزيد من شعورك بالضيق وعاجلا تبدأ بالقول لنفسك لا اصدق انني منشغل الى هذا الحد .. عليّ أن أُجري خمسين مكالمة هاتفية في اليوم وعلى كل فحياة من هذه؟ ويستمر الامر حتى تشعر بالاسى لنفسك وبالنسبة للكثير من الناس فلا يوجد حد لما قد تستغرقه نوبة التفكير تلك وفي واقع الامر فقد اخبرني زبائني بأنهم يقضون العديد من الليالي والايام في هذه التخيلات العقلية ولا حاجة بنا لان نقول: انه من المستحيل ان تشعر بالسكينة عندما يكون رأسك ممتلئا بالقلق والضيق.

ان الامر الهام هو ان تشعر بما يحدث في عقلك قبل ان تكون هناك فرصة لافكارك كي تكون لها قوة دافعه وكلما اسرعت في اكتشاف نفسك وانت تبدا في الانغماس في افكارك كلما كان من السهل التوقف عن ذلك .. وفي المثال الذي اشرنا اليه هنا قد تستطيع ان تلاحظ انغماسك في التفكير عندما تبدأ في تفحص قائمة الامور التي ينبغي عليك القيام بها في الغد وبعدها بدلا من الانغماس في القلق بشأن الغد تقول لنفسك ها أنذا ابدأ من جديد ثم اقتل هذا الانغماس في مهده .. عليك ان توقف قطار افكارك قبل ان ينطلق ومن ثم عليك ان تركز ليس في درجة انشغالك بل في مدى سرورك لتذكرك المكالمة التليفونية التي تحتاج لاجرائها واذا كان ذلك في منتصف الليل اكتب ذلك على ورقة ثم اخلد ثانية للنوم بل ربما تفكر في الاحتفاظ بورقة وقلم بالقرب من فراشك لاستعمالها في مثل هذه اللحظات.

قد تكون بالفعل شخصا مشغولا جدا ولكن تذكر ان ملء رأسك بالافكار عن مدى انشغالك يؤدي الى زيادة المشكلة وذلك بأن يجعلك تشعر بالتوتر اكثر مما انت عليه بالفعل .. جرب هذا التمرين البسيط في المرة القادمة التي تبدأ فيها بالتفكير بقلق بشأن جدول اعمالك وسوف تندهش لمدى فاعليتها.

.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون