امتص سخط الآخرين بإظهارهم أنهم على خلق


من الأسئلة التي يمكن ان توجهها الى نفسك هل اريد ان اكون على حق؟ او هل ارغب في ان اكون سعيدا؟ وفي كثير من الاحيان اذا وجد احدهما فسيؤدي الى استبعاد وجود الثاني.

ان كوننا على حق والدفاع عن مواقفنا يستهلك قدرا كبيرا من الطاقة ويبعدنا عمن حولنا .. ان الحاجة لان تكون على حق او الحاجة لان يكون شخص اخر على خطأ تشجع الاخرين لان يتخذوا مواقف دفاعية وممارسة الضغوط علينا حتى يستمروا في دفاعهم ومع ذلك فإن الكثيرين وانا منهم في بعض الاحيان يستنفدون قدرا كبيرا من الوقت او الطاقة في محاولة اثبات او توضيح اننا على حق او ان الاخرين على خطأ والكثيرون بوعي او بدون وعي يعتقدون ان عليهم ان يظهروا للاخرين صحة مواقفهم وعرضهم لقضية ما او وجهة نظرهم وانهم بفعلهم لذلك فإن الشخص الذي يصححون له الامور سوف يقدر ذلك او على الاقل سوف يتعلم امرا جديدا ولكن ذلك برمته يعتبر خطأ في خطأ .. ولتفكر في هذا الامر هل حدث ان فعل شخص ما نفس الشئ معك ثم قلت له شكرا جزيلا لك على كونك على حق وانا على خطأ .. الآن فهمت انك رائع يا هذا او هل تعرف شخصا قدم لك الشكر او حتى وافقك عندما صححت له الامور او اظهرت صوابك على حسابهم؟ كلا البتة الحقيقة هي اننا جميعا نكره تصحيح الغير لنا فجميعنا يرغب في ان يكن الاخرون الاحترام والفهم لمواقفنا .. ان انصات واستماع الاخرين لنا من اهم الرغبات التي يحتويها قلب الانسان وأولئك البشر الذين يتعلمون كيفية الانصات للاخرين هم اكثر من يكن لهم الاخرون الحب والاحترام اما من اعتادوا تصحيح الغير منهم غالبا ما يتجنبهم الاخرون ويبغضونهم.

والمسألة لا تتمثل في انه من غير المناسب ان تكون على حق مطلقا .. تحتاج فعلا لأن تكون او ترغب في ان تكون كذلك ربما تكون هناك بعض المواقف الفلسفية التي لا ترغب في التزحزح عنها كما هو الحال عند سماعك لمقولة عنصرية وهنا يكون من المهم ان تعبر عما تعتقده وفيما سوى ذلك فغالبا ما تكمن المسألة في طغيان ذاتك كي تحول ما قد يكون لقاءا سلميا الى الرغبة او الحاجة في ان تكون محقا.

ومن الاستراتتيجيات الرائعة والمخلصة كي تصبح عطوفا ومسالما بصورة اكبر ان تعتاد على السماح للاخرين بأن ينعموا بمتعة كونهم على حق فلتمنحهم الزهو والفخر بانفسهم .. كف عن تصحيح الاخرين ومع صعوبة تغيير هذه العادة فانها تستحق كل جهد يبذل من اجل ذلك كما انها تتطلب الممارسة فعندما يقول شخص ما انني اشعر انه من المهم ان .... فبدلا من ان تندفع وتقول لا ان الاهم من ذلك ان .... او غير ذلك من مئات الطرق التي نحور ونحرر بها الحوار مع الاخرين بدلا من كل ذلك اترك الفرصة للاخرين لإثبات انهم على حق فبذلك يصبح من حولك اقل في توجهاتهم الدفاعية واكثر حبا لك وسوف يقدرونك بدرجة تفوق تصورك حتى اذا لم يعرفوا السر وراء ذلك وسوف تكتشف متعة مشاهدة سعادة الاخرين والمشاركة فيها .. ان عطاء ذلك أجزل بكثير من الصراع بين الذوات الأنانية بين الافراد وليش عليك ان تضحي بمعتقداتك الفلسفية الراسخة او اعمق آرائك إخلاصا ولكن من هذه اللحظه فصاعدا فليكن الغير معظم الوقت على حق.
.

.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون