تخير معاركك بحكمة

ان عبارة تخير معاركك بحكمة تعد من العبارات المأثورة في تربية الاولاد الا انها كذلك على نفس الدرجة من الاهمية كي يحيا الانسان حياة راضية وهذه المقولة تعني ان الحياة مليئة بالفرص وان نختار ان نضخم شيئا ما او ان ندعه في حال سبيله مدركين انه لا يهم في واقع الامر واذا انتقيت معاركك بحكمة فستكون اكثر فاعلية في اختيار تلك الفرص الهامة فعلا.

وبالتأكيد فستكون هناك بعض الاوقات التي ترغب او تحتاج فيها لان تجادل او تواجه او حتى تقاتل من اجل شئ تؤمن به ومع ذلك فإن الكثيرين يجادلون .. يواجهون ويقاتلون على كل شئ دون تمييز وهم يحولون بذلك حياتهم الى سلسلة من المعارك على امور تعد نسبيا من صغائر الامور .. ان هناك قدرا هائلا من الاحباط في مثل هذا النوع من الحياة حتى اننا نفتقد الى تمييز الامور الهامة فعلا.

واذا كان هدفك بوعي او بدون وعي ان يكون كل شئ في صالحك فإن اقل تضارب او خلل في خططك سوف تحوله الى امر ذي بال كبير وفي كتابي لا يعد ذلك سوى وصفة للتعاسةوالاحباط.

والحقيقة ان الحياة نادرا ما تكون على الحال التي نريدها كما ان الاخرين لا يتصرفون بالطريقة التي نرغبها وبين لحظة واخرى تكون هناك جوانب من الحياة نرغبها ولا يرغبها الاخرون وسوف يكون هناك دائما من يختلف معك او من ينجز الامور بشكل مختلف عنك وكذلك امور لا تنجح واذا ما ناضلت ضد مبادئ الحياة تلك فستقضي معظم حياتك وانت تخوض المعارك.

اما لكي تحيا حياة اكثر سكينة فعليك ان تقرر عن وعي اي المعارك تستحق الدخول فيها وأيها يفضل تجنبه واذا لم يكن هدفك الاساسي ان تتم الامور على خير وجه ولكن ان تحيا حياة خالية من التوتر نسبيا فستجد ان معظم المعارك تبعدك عن الشعور بالطمأنينة .. هل من المهم حقا ان تثبت لزوجتك انك على حق وهي على خطأ او ان تصطدم بشخص ما لانه ارتكب خطأ طفيفا؟ هل يهم تفضيلك لمطعم او فيلم ما للدرجة التي يستحق ان تجادل بشانهما؟ هل يبرر خدش بالسيارة ان ترفع دعوى على من تسبب في الى المحكمة؟ هل يجب ان تناقش مسألة رفض جارك ركن سيارته على جانب اخر من الشارع على مائدة العشاء مع عائلتك؟ ان هذه الامور والآلاف غيرها من الامور الصغيرة هي ما يقضي الناس حياتهم في التطاحن بشأنها .. تأمل في قائمتك التي تضم مثل هذه الامور فإذا كانت مماثلة لقائمتي فيما مضى فربما ترغب في اعادة تقييم اولوياتك .. واذا كنت لا ترغب في القلق بشأن صغائر الامور فمن المهم ان تختار معاركك بحكمة اما اذا وجد العكس فسيأتي يوم يندر فيه ان ترغب في الدخول في معارك على الاطلاق.


.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون