اخبر في كل يوم شخصا واحدا على الاقل عن شئ تحبه او يعجبك او تقدره في شخصه

ما مدى تذكرك ان تخبر الغير بما تحبه او يعجبك او تقدره في شخصهم بالنسبة للكثيرين لا يحدث ذلك غالبا بدرجة كافية وفي حقيقة الامر فإنني عندما اسأل الناس عن قدر المجاملات الخالصة التي يحصلون عليها من الغير فإنني اتلقى اجابات على غرار نادرا جدا وبكل اسف لا اتلقى اي قدر منها على الاطلاق.

هناك العديد من الاسباب وراء عدم رغبتنا في الافصاح للاخرين عن المشاعر الايجابية التي نكنها تجاههم وقد سمعت اعذارا لذلك من قبيل انهم لا يحتاجون الى سماع ذلك مني فهم بالفعل يعرفونها وكذلك انها حقا تعجبني الا انني خجل جدا من الافصاح عن اي شئ لهم ولكن لو سألت المتلقي المحتمل لمثل هذه المجاملة عما اذا كان يستمتع بتلقي مثل هذه المجاملة الخالصة او الاستجابة الايجابية تكون الاجابة نعم احبها بنسبة تسعة من كل عشرة وسواء كان السر وراء عدم تقديم المجاملات يكمن في عدم معرفة ماذا يجب ان يقال او الحرج او معرفة الاخرين بالفعل لمواطن قوتهم وعدم حاجتهم لمن يخبرهم بها او ببساطة عدم الاعتياد على ممارسة ذلك فقد حان الوقت للتغيير.

ان إخبار شخص ما بشئ تحبه يعجبك او تقدره في شخصه يُعد من افعال الخير التي تتم دون مقابل وهو امر لا يتطلب الكثير من الجهد بمجرد ان تعتاده الا ان له عائدا ضخما .. يعيش الكثيرون معظم حياتهم وهم يتمنون ان يعترف بهم الغير وهم يشعرون بذلك بصفة خاصة تجاه والديهم او زوجاتهم او ازواجهم او اطفالهم او اصدقائهم ولكن حتى بالمجاملات التي تصدر عن غرباء تغمرهم بشعور طيب اذا كانت مخلصة .. ان اطلاع شخص على ما نشعر به تجاهه يضفي شعورا طيبا على من يقدم المجاملة ان ذلك يُعد علامة على الحب والعطف كما يدل على ان افكارك قد تم توجيهها الى الامور السليمة الموجودة في شخص ما وعندما تتوجه افكارك في اتجاه ايجابي فإن شعورا بالسكينة يغمرك.

بالأمس كنت في احد محال البقالة وشاهدت عرضا رائعا للصبر لقد تعرضت موظفة فحص المشتريات لهجوم قاس من احد الزبائن وكما هو واضح دون سبب وبدلا من الرد على الزبون بالمثل امتصت الموظفة غضب الزبون عن طريق الاحتفاظ بهدوئها وعندما جاء دوري لدفع ثمن مشترياتي قلت للموظفة لقد اعجبتني جدا الطريقة التي تعاملت بها مع هذا الزبون فحدقت في وقالت شكرا لك يا سيدي هل تعلم انك اول انسان يجاملني في هذا المتجر؟ لقد استغرق تعبيري لها عن مشاعري مجرد ثوان ومع ذلك فقد كان هذا الحدث اهم ما حدث في هذا اليوم بالنسبة لي ولها على حد سواء.
.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون