إيّاك وتكلف النقد

ان اصدار حكم او انتقاد شخص ما لا يدل على شئ معين عن هذا الشخص بل انه يدلك على حاجتنا نحن لأن نوجه النقد .. لو انك حضرت اجتماعا واستمعت الى النقد الذي يوجه الى الغير ثم بعدها عدت الى البيت وتأملت النفع الذي يعود علينا به كل هذا النقد في تحويل العالم الى الافضل فمن المحتمل ان تتوصل الى نفس النتيجة التي توصلت اليها وهي صفر .. ان النقد لا يجدي شيئا ولكن ليس هذا نهاية الامر فالاتسام بتوجيه النقد لا يؤدي فقط الى عدم حل اي شئ بل انه يسهم كذلك في وجود الغضب وانعدام الثقة في حياتنا وعلى اية حال فليس منا من يحب ان يوجه اليه الانتقاد وعادة ما يكون رد فعلنا على النقد ان نتخذ مواقف دفاعية او ننسحب .. ان الشخص الذي يشعر بأنه تعرض للهجوم قد يقوم بأحد امرين اما ان ينسحب ويتلبسه الخوف والخزي او يهاجم غضبه .. كم مرة وجهت فيها النقد لشخص ما ثم اجابك بقوله شكرا جزيلا لك على اظهار عيوبي انني اقدر ذلك حقا.

ان النقد تماما كالسب لا يزيد عن مجرد كونه عادة سيئة انه شئ نعتاد فعله والشعور الذي يتسبب فيه مألوف لنا تماما ان النقد يبقينا في حالة انشغال ويمنحنا شيئا نثرثر به.

ولكن اذا لاحظت لبرهة الشعور الذي ينتابك مباشرة بعد ان توجه النقد الى شخص ما لأدركت انك تشعر بقليل من الخزي كما لو انك الشخص الذي وجه اليك النقد والسر في صحة ذلك يكمن في انه عندما نقدم النقد فان ذلك اعلان لأنفسنا وللعالم انني اشعر بالحاجة لان انتقد .. ان ذلك ليس من الامور التي نشعر بالفخر في الاعتراف بها.

والحل يكمن في ان تضبط نفسك عندما تكون في حالة توجيه النقد ولاحظ مدى تكرارك لذلك ودرجة الشعور السئ الذي يوصلك اليه .. وطريقتي المفضلة في التعامل مع هذا الامر تتمثل في ان احوله الى لعبة اولا اضبط نفسي في حالة توجيه النقد ولكن مع ازدياد حاجتي لتوجيه النقد احاول ان اتذكر ان اقول لنفسي ها انا ابدأ من جديد ومن حسن الحظ فغالبا ما احول نقدي الى تقبل واحترام.



.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون