كنوع من المتعة اقبل أي نقد يوجه اليك وسوف ترى هذا النقد يبتعد عنك

اننا غالبا ما توجه الينا انتقادات وننظر الى الامر كما لو كان حالة طوارئ ونجاهد في الدفاع عن انفسنا كما لو كنا في معركة .. والنقد في الحقيقة ليس اكثر من ملاحظات الاخرين لسلوكياتنا وتصرفاتنا واساليب تفكيرنا في الامر وهذه الملاحظات غالبا لا تتفق مع نظريتنا لأنفسنا انها فعلا قضية هامة.

وعندما نرد على اي انتقادات توجه الينا دفاعيا فذلك يؤلم كثيرا حيث اننا نشعر اننا هدف للهجوم ونحتاج لأن ندافع عن انفسنا او نوجه نقدا مضادا الى هؤلاء الذين ينتقدوننا اننا في هذه الحالة نملأ عقولنا بأفكار قاسية ومؤلمة إما نحو انفسنا او نحو من ينتقدوننا وجميع ردود الافعال التي نقوم بها تستنفد كميات هائلة من طاقتنا الذهنية.

وهناك اجراء في غاية الإفادة لك في هذه الحالة وهو ان تتقبل الانتقادات التي توجه اليك وانا هنا لا اريدك ان تصبح متقبلا لكل المظالم التي تحدث في حقك ولا اريدك ان تصدق كل ما يقال لك ولكنني اقصد انه في معظم الاحيان عندما نتقبل الانتقادات التي توجه الينا فإننا بذلك نهدئ من شدة الموقف ونعطي من ينتقدوننا فرصة لإشباع رغبتهم في التعبير عن وجهة نظرهم وهذا ايضا يتيح لك الفرصة كي تعرف شيئا عن نفسك عن طريق رؤيتك لقدر ولو ضئيل من الحقيقة في موقف اخر والاكثر اهمية من كل هذا ان تقبل انتقادات الاخرين التي تتيح لك الفرصة كي تظل اعصابك هادئة.

ومن المرات التي تقبلت فيها الانتقادات التي تم توجيهها اليّ كان ذلك منذ عدة سنوات عندما قالت لي زوجتي انك تثرثر كثيرا في بعض الاحيان واتذكر جيدا انها حين قالت لي ذلك شعرت ببعض الضيق قبل ان اتقبل انتقادها وقد اجبتها بقولي انت محقة انني فعلا اتحدث كثيرا في بعض الاوقات وبعد هذا اكتشفت شيئا غير حياتي فعندما اتفقت معها فيما قالته لي استطعت ان اعرف ان لها وجهة نظر جيدة فانا فعلا اتحدث اكثر من اللازم والغريب في الامر الاستجابة لوجهة نظرها جعلتها تشعر بالراحة فبعد لحظات قالت لي هل تعرف ان الاسترسال في الحديث امر سهل بالنسبة لك .. انني اشك في انها كان من الممكن ان تقول لي ذلك لو انني ثرت عليها ولم اتقبل ملاحظاتها ومنذ ذلك الوقت عرفت ان التصدي للانتقادات لا يبعدها عني بل في الحقيقة ان رد الفعل السلبي تجاه النقد غالبا ما يجعل الاشخاص الذين يوجهون النقد يشعرون انهم على صواب في تظرتهم لك.

حاول تجربة هذا الاجراء واعتقد انك ستكتشف ان تقبل الانتقادات له عائد اكبر مما يكلفك.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون