كن ممتنا عندما تكون في حالة طيبة وكن متقبلا للأمور عندما تكون في حالة سيئة

ان اسعد انسان على وجه البسيطة لن يظل سعيدا مدى الدهر في واقع الامر فإن جميع السعداء لهم نصيبهم من تدهور حالتهم النفسية المشكلات خيبة الامل والحزن ونجد غالبا ان الفرق بين الشخص السعيد والشخص التعيس لا يكمن في مدى شعورهما بالتعاسة ولكن بالأحرى في طريقة تصرفهم حيال تعاستهم كيف يفسرون مشاعرهم المتغيرة؟

بالنسبة لمعظم الناس يكون تأثير ذلك عكسا فعندما يشعرون بالتعاسة يشمرون عن سواعدهم ويهرعون الى العمل وهؤلاء ينظرون لسوء حالتهم النفسية بجدية ويحاولون اكتشاف وتحليل علتهم ويحاولون اجبار انفسهم على الخروج من هذه الحالة التي تؤدي الى تعقيد المشكلة بدلا من حلها.

عند ملاحظتك للأفراد الذين يتمتعون بالسكينة ومن هم على شاكلتهم ستجد انهم يشعرون بالامتنان عندما يكونون في حالة طيبة لأنهم يدركون ان المشاعر الطيبة والسيئة تأتي وتذهب .. انه سيأتي وقت لا يشعرون فيه بأنهم على خير حال وهذا الامر بالنسبة للأفراد الذين يشعرون بالسعادة امر لا بأس به فهكذا طبيعة الامور فهم يتقبلون تماما حتمية وقوع المشاعر العابرة ولذا فعندما يشعرون بالإحباط او الغضب او التوتر فإنهم يتفهمون تلك المشاعر بنفس الدرجة من الانفتاح والحكمة كما عليه الامر مع مشاعر السعادة وبدلا من محاربة تلك المشاعر والإجابة بالذعر نتيجة شعورهم بهذه المشاعر المتردية نجدهم يتقبلونها مدركين انها سوف تمر مع الوقت وبدلا من التعثر ومحاربة تلك المشاعر السلبية يكون هؤلاء كيسين في تقبلهم لها وذلك يمكنهم من الخروج بكياسة ورقة من المشاعر السلبية تلك الى حالة نفسية ايجابية .. ان من اكثر الناس سعادة شخصا تأتي عليه اوقات يشعر فيها كذلك بالاكتئاب وعلى ما يبدو فإن الفرق قد اصبح يتمثل في شعوره بالارتياح تجاه شعوره بالاكتئاب .. ان الامر كما لو انه لا يهتم لانه يعلم انه عندما يحين الوقت سيعود ثانية الى شعوره بالسعادة ان الاكتئاب بالنسبة له ليس الا امرا غير ذي بال.

في المرة التالية التي تشعر فيها بالاكتئاب حاول الاسترخاء بدلا من محاربة هذا الشعور وانظر ان كان بإمكانك ان تكون هادئا ومتقبلا للأمور بدلا من الذعر ولتعلم انه اذا لم تحارب مشاعرك السلبية وكنت كيسا ومتقبلا للأمور فإن ذهاب هذه المشاعر حتمي كحتمية غروب الشمس في المساء.


.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون