انظر الى المشكلات على انها مصدر محتمل لتعلم شئ جديد

الكثير منا سيتفقون على ان المشكلات هي احد مصادر التوتر في حياتنا وذلك حقيقي الى حد ما الا ان تقييم المسألة بشكل ادق يشير الى ان القدر الاكبر من التوتر في حياتنا يرجع الى الطريقة التي نفسر بها مشكلاتنا وليس للمشكلات في حد ذاتها وبمعنى اخر ماهي الدرجة التي ننظر بها الى حجم المشكلة؟ هل ننظر اليها على انها حالة طوارئ ام على انها مدرس نتعلم منه شيئا ما؟

ان المشكلات تأتي في اشكال واحجام ودرجات مختلفة من الخطورة الا انها جميعا تجتمع في شئ واحد انها تقدم لنا شيئا نتمنى لو اختلف عما هو عليه الان وكلما كافحنا ضد مشكلاتنا رغبنا في ذهابها عنا وكلما بدت اشد سوءا زاد التوتر الذي تصيبنا به.

ومن المثير للسخرية ومن حسن الحظ كذلك ان العكس صحيح ولكن عندما نتقبل المشكلات كجزء محتوم من حياتنا او انها قد تعلمنا درسا ما يكون الامر كمن ازاح عن صدره عبئا ثقيلا .. تأمل في المشكلات التي ناضلت ضدها لوقت ما هل تعاملت مع اي منها حتى الان؟ ان كنت مثل غالبيتنا فقد تكون ناضلت ضدها ومثلتها في مخيلتك وحللتها مرارا وتكرارا الا انك لم تتمكن من الوصول لأي شئ فإلى اي شئ قادك كل هذا النضال؟ ربما قادك لمزيد من الارتباك والتوتر.

والان تأمل هذه المشكلة بأسلوب جديد حاول ان تعانق المشكلة بدلا من مقاومتها ومحاولة اقصائها عنك وقرب المشكلة من قلبك ثم اسأل نفسك ماهو الدرس او الدروس القيمة التي يمكن ان تعلمني اياها هذه المشكلة؟ هل يمكن ان تعلمك ان تزيد من حذرك او صبرك؟ هل تتعلق بالجشع والحسد والاهمال او النسيان؟ او بأي شئ على نفس درجة قوة ما سبق؟ مهما كانت المشكلات التي تواجهك هناك فرصة لأن تنظر اليها بأسلوب ألطف ينطوي على رغبة صادقة في ان تتعلم شيئا منها .. عندما تنظر للمشكلات من هذا المنظور تجد انها قد اصبحت آلية وايسر .. جرب هذه الاستيراتيجية واعتقد انك ستوافقني الرأي في ان المشكلات ليست بحالات طوارئ كما نعتقد وغالبا ما تنقشع المشكلات من حياتنا بمجرد ان نعلم الفائدة المرجوة منها.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون