تأسيساً على أهمية التدريب نجد أن هناك ضرورة قصوى وملحة لتبنى المؤسسات والمنظمات والشركات والهيئات بصفة عامة والبنوك والمؤسسات المالية بصفة خاصة مدخل القدرات الوظيفية المعيارية أساس التدريب والتنمية كأحد الإتجاهات المعاصرة في مناهج التدريب والتنمية وذلك لما لهذا المدخل من إمكانيات كبيرة في تطوير وتنمية القدرات البشرية ومن ثم رفع المستويات بفاعلية وكفاءة اللازمين لتحقيق المزايا التنافسية والتي حلت محل مفاهيم المزايا النسبية في ظل التحديات وإفرازات العولمة والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والمعلوماتية التي انتظمت العالم في الآونة الأخيرة.
فقطاع البنوك والمؤسسات المالية على وجه الخصوص وما يمثله من الثقل والدور المحوري الكبير والمتعاظم في منظومة الحياة الاقتصادية، نجده أحوج ما يكون لتطوير وترقية وتفعيل مستويات الأداء فيه، وذلك ليس فقط لمواكبة إيقاع الأداء في المؤسسات المالية والمصرفية الإقليمية والعالمية من حولنا فحسب، ولكن أيضاً لمساعدة ومساندة بقية قطاعات الاقتصاد القومي والتي تمثل حركة رؤوس الأموال فيها محور النشاط، في البقاء والانطلاق لمواكبة إيقاعات ومتطلبات الحياة العصرية للمجتمع، إلى جانب ذلك فإن المؤسسات التدريبية بأنواعها المختلفة لفي حاجة ماسة هي الأخرى لإعادة ترتيب وتوفيق أوضاعها بما يتناسب ونوع وطبيعة ومستوى الخدمات التدريبية التي يستوجب تقديمها لتلك المؤسسات والمنشآت من خلال تبنى مدخل القدرات الوظيفية المعيارية أساس التدريب والتنمية، الأمر الذي يمكن أن يجعل منها قوة إسنادية كبيرة لهذه المؤسسات في إطار إفرازات تحديات العولمة المشار إليها، وبما يوقيها سلبيات تقديم خدمات غير مواكبة أوسلبيات انصراف تلك المؤسسات والمنشآت عنها إلى حيث تتوفر لها تلك الخدمات التدريبية المواكبة من خارج البلاد[1].

الجدول رقم (1-2) يوضح المقارنة بين المدخل التقليدي ومدخل القدرات الوظيفية المعيارية :
جدول (1-2)
مقارنة بين المدخل التقليدي ومدخل القدرات الوظيفية المعيارية

مدخل القدرات الوظيفية المعيارية
المدخل التقليدي للتدريب
* تركز محتويات التدريب على المضامين المتعلقة بالأداء المعياري
وما يتطلبه ذلك من مزيج من الخبرة والمهارة والمعرفة والإتجاهات المعيارية
* تركز محتويات التدريب على المعرفة والمعلومات
* يتم التعلم من خلال الممارسة والتطبيق في بيئات عمل مشابهة
ومن ثم فإنه يتميز بكونه عملياً ويمكن قياس نتائجه
* يتم التعلم من خلال إلقاء الدروس والمحاضرات
وبالتالي فإنه يتصف بالانطباعية والجمود وردود
الأفعال والنظرية
* يتم تصميم البرامج التدريبية من داخل المنشأة حيث تحدد
الأهداف ومحتويات التدريب بمشاركة شاغلي الوظائف
والمشرفين
* يتم تصميم البرامج التدريبية خارج المنشأة بواسطة
المدربين الذين يحددون الأهداف والمحتوى
* يتم تقييم التدريب على أساس مستوى الأداء الفعلي فهي
الوظيفة
* يتم تقييم التدريب على أساس قياس حجم المعرفة
المكتسبة بواسطة الاختبارات
* تكون نتيجة التقييم هل أضحى المتدرب قادراً على القيام
بمهام الوظيفة وفقاً للمستويات المعيارية للأداء أم أن ذلك
لم يتحقق بالمستوى المطلوب بعد
* غالباً ما تكون نتيجة تقييم المتدرب منطقي إما
ناجحاً أوغير ناجح
* يكون دور المدرب بمثابة مساعد أومعين للمتدرب
لإستكمال قدراته اللازمة لمستوى الأداء المعياري في الوظيفة
* يكون المدرب هومصدر المعرفة اللازمة لإستكمال
جوانب النقص لدى المتدرب
* يتم التعلم في نطاق الوظيفة والعمل
* يتم التعلم خارج نطاق العمل