اذا ألقى اليك شخص ما بالكرة فلا يتحتم عليك ان تلتقطها

علمني صديقي العزيز بنجامين شبلد هذا الدرس القيم وعادة ما ينبع صراعنا الداخلي من القاء انفسنا في غمار مشكلات شخص اخر .. القاء شخص ما اليك بشئ يؤرقك وشعورك بوجوب تحملك لهذا الشئ والاستجابة له على سبيل المثال افترض انك مشغول جدا ثم يتصل بك احد الاصدقاء ويخبرك بصوت محموم ان امي تقودني الى الجنون ماذا علي ان افعل؟ فبدلا من ان تقول انا اسف جدا ولكن ليس لدي ما اقترحه عليك تلتقط تلقائيا الكرة وتحاول حل المشكلة ثم بعدها تشعر بالتوتر او النقمة لأنك تأخرت عن جدول اعمالك وان الجميع يطلبون منك اسداءهم خدمة ما .. ان من السهل ان تفقد قدرتك على ادراك مشاركتك الارادية في المآسي التي تمر بها في حياتك.

ان تذكر انه لا يتحتم عليك التقاط الكرة عندما يلقي اليك بها شخص ما يُعد طريقة فعالة لتقليل التوتر في حياتك فعندما يتصل بك صديقك عليك ان تلقي بالكرة اي ترفض المشاركة ببساطة لانه يحاول اغراءك بالانغماس فيها واذا لم تتعود على الانخراط في مشكلات الاخرين فإن صديقك سوف يتصل بشخص اخر لينظر ان كان سيقبل الانغماس في مشكلته.

وهذا لا يعني الا تمسك مطلقا بالكرة بل يعني فقط ان يكون لك الخيار كما لا يعني كذلك الا تهتم بأصدقائك او انك ممن يحجم عن مساعدة الغير .. ان نظرة اكثر سكينة للحياة تتطلب منا ان نعرف حدود قدراتنا واننا مسئولون عن الجزء الخاص بنا فقط والكثيرون منا يُقذف اليهم بالكرة مرات عديدة في اليوم في العمل ومن اطفالنا واصدقائنا وجيراننا والباعة بل وحتى من الغرباء ولو اني التقطت الكرات التي تُقذف في ناحيتي فمن المؤكد ان افقد صوابي واعتقد ان نفس الامر سيحدث لك ومفتاح الامر ان ندرك عندما نلتقط كرة اخرى وذلك حتى لا نشعر بأننا ضحية وحتى لا نشعر بالنقمة او بغرقنا في بحر من المشاكل.

ان امرا غاية في البساطة من قبيل الرد على الهاتف وانت مشغول جدا حتى تتكلم يُعد شكلا من اشكال التقاط الكرة فبردك على الهاتف تكون بذلك تشارك بشكل ارادي في حديث قد لا يكون لديك الوقت والطاقة او الحالة المزاجية المناسبة له في الوقت الحاضر وعدم الرد ببساطة على الهاتف يمثل اضطلاعك بالمسئولية عن سكينتك .. وتنطبق نفس الفكرة عندما يهينك شخص ما او ينتقدك عندما يوجه شخص ما اليك فكرة او تعليقا بإمكانك ان تسقطه وتمضي في استكمال يومك.

ان فكرة عدم التقاط الكرة لمجرد ان شخص ما القاها تُعد وسيلة رائعة للتجربة واتمنى ان تقوم بتجربتها فقد تجد ان التقاطك للكرة قد يكون اكثر مما تعتقد.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون