امنح نفسك النجاح
المشــــــــاركـــة

إن كل شخص في العالم بشتى أصنافهم يسعى وينشد النجاح و لا يحبذ أو يرضى لنفسه سوى ذلك رغم الإخفاقات والفشل الذي قد تصيب بعض الأشخاص في حياتهم, لكن النجاح يحتاج إلى سلوك محدد يتبعه طالب النجاح. وكثير من الكتاب والمختصين في مجالات السلوك الإنساني والإداري ربما لم يتطرق كل اؤلئك الدارسين والباحثين والمختصين لكل أنواع السلوكيات الإنسانية والسبب بسيط جدا وهو التجديد والتغير الدائمين في معظم ذلك السلوك البشري, يتباين هذا السلوك بحسب التباين والتنوع البيئي الذي يتأثر به الإنسان بشكل مباشر وغير مباشر.
إن النجاح هو أسمى وأعلى وسام يناله الشخص خلال مشواره مع الحياة وقد عرضت ثلاثة عناصر تساهم في منح نفسك النجاح تتلخص على التوالي في تحليل نفسك, تحرير عقلك, المبادرة, وهنا العنصر الرابع ربما يساهم في منحك مزيدا من النجاح وهو المشاركة.
المشاركة من مفهومها العام هو الاشتراك والتفاعل مع الآخرين مع المجتمع مع اهتماماتك مع ذاتك.
ولو أن شخص ما أراد أن يعيش لوحده بعيدا عن الناس وبعيدا عن المجتمع لا يسألهم حاجة ولا يقدم لهم منفعة ولا يركن إليهم في فعل يقوم بكل شيء يخصه بنفسه هو ويترك الآخرين يؤدون ما يخصهم دون أن ينظر إليهم أو يهمهُ أمرهم وحاجتهم, ترى هل سيصمد هذا النوع من الأشخاص طويلا..؟ وكم من الوقت سيقبل به المجتمع من حوله على حاله هذا..؟
ولو سألنا أحدا بوجود هذا النوع من السلوك لا شك بأن الجواب سوف يكون بالطبع النفي ولن نجد جوابا غير ذلك. وهذا هو بالفعل المنطق لا يمكن لأيا كان أن يعيش هذا النوع من الحياة. فالله سبحانه وتعالى حين خلق الكون جعله مترابطا يشد بعضه بعضا تترابط جزيئاته مع بعضها وفق علم لا يعلمه إلا الله وكذلك هو الإنسان تربطه بالكون وبمن حوله علاقة لا جدوى من هدمها.
الكثير من الكلام حول هذا الموضوع خلاصتها أنه لا تستقيم حياة أي شخص كان دون انخراطه في محيطة ومجتمعة لكي يكون هذا الانخراط ممتعا ونافعا يهدف نحو تعزيز فرص النجاح فإنه يجب أن تكون مشاركتك للمجتمع مشاركة إيجابية وفعاله ولكي تمنح نفسك النجاح وتكون قادرا على المشاركة فإنه يتوجب عليك أن :-



1- تؤمن بوجود التباين والاختلافات بين البشر. أن الناس ليسو متساويين في التفكير والآراء والميول والطباع والاعتقادات, لكنهم مختلفين ومتباينين في ذلك أيما تباين وهذا هو الواقع الذي يجب أن تؤمن به وتأقلم نفسك معه حتى لا تنصدم حين تواجه من يخالفك الرأي ويجابهك في الاعتقاد.

2- تقبل الآخرين. ما دمت مؤمن بوجود الآخرين وتراهم أمام عينييك وتسمعهم بإذنيك فإنه يحب عليك قبولهم كما هم .فهل أنت مؤمن بوجود الاختلاف والتباين..؟ وهل أنت مؤمن بوجود غيرك يعيش على هذه الأرض..؟ إذا تقبلهم ولا تحاول أن تغير فيهم دون إذنهم ورضاهم , فكلما تقبلت الآخرين تقبلك الآخرين وكلما ابتعدت عنهم ابتعدوا عنك وأعلم أنه لا قيمة لأفعالك وتصرفاتك ومهاراتك وقدراتك ما لم ترى تلك التصرفات والأفعال والمهارات والقدرات قد تحولت إلى واقع يعيش فيه الآخرين.


3- ثق بالآخرين. لن تتقبل الآخرين ما لم تثق فيهم ولن تنجح ما لم تشارك الآخرين ولن تكون مشاركتك للآخرين إيجابية ومفعمة بالنجاح ما لم تتقبل الآخرين ولن تتقبل الآخرين ما لم تثق بهم وبقدراتهم ومهاراتهم وسلوكهم وبهم كأشخاص يعيشون إلى جوارك, تعلم أن تثق بالآخرين من أجل أن تق بما يقدمونه وبما يشاركونك به . إنك إن فقدت ثقتك بالآخرين ستفقد حتى في ترحيبهم لك وستفقد حتى ثقتك بهم وهم ينادونك بصفاتك وتفوقك.

4- حب الآخرين. إن للحب معنى جميل جدا وإحساس عظيم جدا لا يتلذذ به إلا من يتذوق حلاوته حب الآخرين ولكن من قلبك, اجعل حبك يلامس مشاعر الآخرين ويصل إلى قلوبهم حتى تلقى منهم الحب والمشاعر الدافئة, إنك دون أن يحبك الآخرين ويتقبلونك سوف يلاحقك ازدرائهم ولن تنعم بالرضاء منهم. تعلم إن الحب يجعل أصحابه يتجاوزون ويتغاضون عن بعض السيئات والسلبيات في من يحبون, واعلم أن بداخلك حصوات صغيرة جداً من السلبية لا يراها فيك إلا الآخرين, تلك الحصى الصغيرة سوف تكون جبالا شاهقة من دون الحب. فحب الآخرين كي لا تتحول حصاك إلى جبال.


5- قدم أفضل ما لديك. لا تستصغر ما تقدمه لأن ما تقدمه للآخرين هو ذاتك أنت فكلما كان ما تقدمه للآخرين عظيم كنت عظيم, وكلما كان كبير كنت كبير, وكلما كان هزيل كنت كذلك, فماذا تريد أن تكون وما هي الصورة التي تحب أن يراك الآخرين بها. تعود أن تعطى أفضل ما لديك, وإذا لم تستطع اعتذر لهم, ولا تقدم لهم إلا ما تحب أن تراه فيك.

6- تعلم شكر الآخرين. ما دمت تعيش مع الناس وبين الناس فإنك سوف تعطيهم وسوف تأخذ منه, سوف تعلمهم وسوف تتعلم منهم. تعلم إن أعظم جزاء ينتظره الشخص حين يقوم للآخرين هو شكرهم له وامتنانهم لفعلة. تعلم شكر الآخرين حتى على أبسط شيء, وحتى إن كنت قادرا أن تفعله بنفسك, شكرك للآخرين يسلبهم قدرتهم على الامتناع والرفض لك.
هذه هي أهم مقوماتك لكي تشارك الآخرين ولكي تكون مشاركتك مثمرة ونافعة وتنحك فرصة أخرى للنجاح عش مع الآخرين لأجل نفسك ولأجل الآخرين.
إشراقه
إنه بإمكانك أن تضاعف فرص نجاحك في الحياة بالكم من المجتمع الذي تشاركه .
الزبير 14\4\2010