تفرض فلسفة العمل أو إطلاق مشروع من خلال المنزل معطيات جديدة يجب التعامل معها حيث لابد من وجود فصل بين حياة العمل وحياة الأسرة خاصة وانه سيكون هناك قاسم مشترك وهو المنزل مما يعني ضرورة عدم وجود تداخل بينهما بالشكل الذي يؤثر بالسلب عليهما. ومن المؤكد أن الأمر لن يكون صعبا حيث كل ما هو مطلوب عملية تنظيمية لتحديد ساعات العمل المناسبة للمشروع وبالطبع في إطار المكان الملائم الذي سيخصص من المنزل والذي يتناسب مع طبيعة العمل مع مراعاة أن لا تؤثر ساعات العمل الخاصة بالمشروع على سير الحياة الطبيعية للأسرة داخل المنزل أو بمعنى أخر مراعاة أن لا تتسبب أعمال المشروع في حدوث تقصير من جانب صاحبه بشأن واجباته تجاه المنزل والأسرة الأمر الذي يستلزم ضرورة تحديد ساعات محددة لأعمال المشروع تشمل مهمة الاتصال بالعملاء أو استقبالهم في إطار المكان المخصص لذلك في المنزل.

إن نجاح سير العمل في المشروع المنزلي يتوقف إلى حد كبير على القدرات والمهارات الشخصية التي يمتلكها صاحب المشروع إلى جانب مسألة مهمة أخرى - وان كانت لا ترتبط بالعامل السابق - وتتمثل في طبيعة المساحة التي سيتم اقتطاعها من المنزل لتخصص لأعمال المشروع. فلابد وان يكون هناك أسلوب عمل يتماشى مع طبيعة الشخص صاحب المشروع حيث قد يفضل البعض العمل في مكان منعزل بعيدا عن محيط الأسرة لتوفير الهدوء المطلوب خاصة إذا كانت الأعمال الخاصة بالمشروع تتطلب ذلك مثل أعمال الترجمة أو الأعمال المرتبطة باستخدام الحاسب الآلي. وفي كل الأحوال - وبغض النظر عن طبيعة العمل الخاص بالمشروع - فلابد من مراعاة أن تتوافر في المكان المخصص للعمل المستلزمات التي تسهم في إنجاز العمل بالشكل المطلوب. ولابد من الأخذ في الحسبان الأموال الإضافية التي قد يتطلبها المشروع لتجهيز المكان الذي سيتم تخصيصه من المنزل لتنفيذ أعمال المشروع حيث قد تتسبب بعض المشاريع في إحداث ضوضاء تؤدي إلى إزعاج باقي أفراد الأسرة أو المنازل المجاورة وهو ما يتطلب توفير تجهيزات تتضمن عمليات تغليف الحوائط بخامات قادرة على امتصاص الأصوات.