نشرت جريدة الرياض الإقتصادي هذا المقال الرائع :

في هذه الزاوية نستضيف احد النماذج الوطنية المضيئة في القطاع الخاص. والتي ترفع من الالتزام والإنتاجية والفعالية في بيئة العمل شعاراً لها تتلمس به طريق النجاح وتحقيق الطموحات الشخصية والوطنية

* ضيفنا لهذا الأسبوع هو عايض محمد الدوسري والذي يحمل مؤهل الكفاءة المتوسطة ويعمل مساعد مشغل آلات في شركة مصنع الزلفي لأسلاك اللحام المحدودة بمحافظة الزلفي.
انضم الدوسري إلى العمل قبل نحو السنتين. كان ذلك عبر تقديمه لطلب وظيفة إلى مكتب العمل وفي البداية كان متردداً بالعمل في القطاع الخاص بسبب الصورة النمطية في أذهان الشباب عن هذا القطاع من انه قطاع ذو عمل شاق دون مردود مادي مجزٍ. مع ذلك قرر الدوسري الانخراط بهذا العمل، ويقول في هذا الجانب "منذ الأيام الأولى انسجمت مع أجواء العمل ومع زملائي العاملين. كما أنني أحببت العمل مع الآلات والمكائن المتعددة وبدأت بالتدرب والعمل عليها والتعامل معها رغم تخوفي في البداية من قدرتي على التعامل مع تلك التقنيات".
ويضيف الدوسري العمل في القطاع الخاص بالجيد جداً. مشيراً إلى أن أهم الشروط التي يحتاجها القطاع الخاص في الموظف ان يكون صابراً ومنضبطاً.
منوهاً إلى أن الدورات التدريبية ستساهم في تقدمه وتطوره بالشكل المطلوب وبحسب تخصصه وذلك بالطبع سيكون استثماراً من جهة العمل إلى الموظف.
وحول تسرب الشباب السعودي منذ الأيام الأولى لانخراطهم في العمل يقول الدوسري "من الضروري ان لا يحكم الشاب على العمل أو بيئة العمل منذ الأشهر الأولى. لأن ذلك يحتاج إلى صبر وتروٍ كيف لا وذلك مستقبله الوظيفي الذي يبنى عادة على أول محطة توظيف. كما أن الجميع يعلم أن القطاعات الخاصة ميدان مفتوح لكل شخص جاد ويرغب بالعمل كما انها تفتح المجال لكل شخص لديه القدرة على الإبداع".
وبالنسبة للمشرفين على تدريب الدوسري في بدايات انخراطه في العمل يقول عنهم "لم أجد منهم إلا كل خير فمنذ التحاقي بالمصنع وهم متعاونون معي ومع البقية ويقومون بمساعدتنا وشرح آلية العمل لنا وتوجيهنا بشكل مستمر كما انهم دائماً ينصحوننا بأن نتعلم من أخطائنا لأنهم يعلمون أننا في بداية المشوار كما أنهم ينصحون المتخاذلين والمتهاونين بالعمل لأنهم يدركون أننا أبناء بلد ونحن الأولى ببنائه والمساهمة في تطور صناعاته المختلفة.
ويوضح الدوسري انه لم يجد أي مضايقات في بيئة العمل سواء من السعوديين أو غيرهم. لكنه لا يخفى توجسه في البدايات من هذه المضايقات. ولكن مع مرور الأيام تبين خلاف ما كان يتوقعه وعكس ما كان قلقاً منه. وحول مدى استقراره في وظيفته يرى الدوسري ان وضعه الحالي مستقر وعلى ما يرام ولم يفكر حتى الآن بتغيير وظيفته لعدة أسباب من أهمها تعلمه لأشياء كثيرة في بيئة العمل لاسيما ان المصنع الذي يعمل به والذي يعتبر من المصانع الرائدة على مستوى العالم بإنتاج أفضل وأجود أسلاك اللحام ومنها ما يستخدم في صناعة وصيانة السفن وصناعات النفط، كما ان المصنع يقوم بالتصدير لكافة دول الخليج والدول العربية وبعض الدول الأجنبية ويعتبر المصنع الوحيد الحاصل على أعلى جودة على مستوى العالم لأحد الأصناف التي ينتجها المصنع والتي تستخدم في صناعات السفن والنفط. وحاصل على امتياز من (شركة أورليكون السويسرية) والتي تعتبر من أكبر وأشهر الشركات بالعالم في مجال صناعة اللحام، كل ذلك بحسب الدوسري يجعله دائماً فخوراً كونه واحداً من فريق العمل بهذا المصنع.
وينصح الدوسري الشباب بالانضمام إلى العاملين بالقطاع الخاص لأنه يضع بين أيديهم فرصاً جيدة ولا يطلب منهم سوى الجد والإجتهاد والرغبة الصادقة في ذلك. ويخص الدوسري نصيحته للشباب العاطل ويقول لهم "لا تهدروا أوقاتكم وطاقاتكم بدون عمل أو بانتظار الوظائف الحكومية وأقول لكم توجهوا منذ اللحظة إلى البحث عن عمل في القطاع الخاص لأن الفرص ما زالت متاحة أمام الجميع والقطاع الخاص دائماً ما يرحب بكل شاب طموح لديه الرغبة بتطوير نفسه والحصول على عمل شريف يغنيه عن الحاجة وسؤال الآخرين".