[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]







المنافسة الشرسة - أو الخوف منها - كانت هي، بشكل أكبر من غيرها من النزعات الأخرى، التي تسببت في حدوث النزعة الثانية من النزعات المزعجة للأمواج المتلاطمة المستمرة: اهتزاز المؤسسات الكبرى.
كان لدينا في الأيام الخوالي قاعدتين ذهبيتين:
(1) كلما كبرت المؤسسة زادت درجة استقرارها و
(2) كلما تقدمت في المناصب داخل مؤسسة كبرى زادت فرصتك للتمتع بمزايا الأمان الوظيفي.

أما اليوم فقد انقلبت هاتان القاعدتين إلى نحاس.
مؤسسات بكاملها قد رجها التغيير بشدة لدرجة أن ما كان منها ذات يوم بمثابة الصخرة التي يستند إليها المساهمون والموظفون على السواء قد أضحى هباءً منثوراً طوحت به الأمواج المتلاطمة إلى القاع.
كثير من الأسماء العتيدة في مجال الطيران أصبحت نسياً منسياً، وذلك ينطبق على "بان أم" و"ايسترن"، بينما يتصارع عديد من الباقين لمجرد النجاة.
في عام 1956 أعدت مجلة "فورتشن" قائمة بأكبر 100 شركة صناعية. ثم بحلول منتصف التسعينيات، اختفى أكثر من ثلثي هذه الشركات من القائمة، ولم يتبق سوى قليل منها في سعي محموم لتحقيق قدر من الربح.
في جل القرنين المنصرمين، قبل العاملون بالبنوك رواتب أقل نسبياً مقابل المناصب المرموقة والأمان الوظيفي الذي تمتعوا به. وبحلول الثمانينيات انتشرت البنوك في الولايات المتحدة حتى وصلت إلى 1200 بنك مقابل 20 فقط في اليابان.
فماذا عن بناء مستقبلك الوظيفي في مجال البنوك اليوم؟ اليوم لم يعد الأمر قاصراً على الراتب الضعيف بل لقد هرب الأمان الوظيفي من النافذة، كما لم تعد المناصب المرموقة متوفرة كما كان الأمر بالأمس.



من كتاب "الطريق الى مكة"


[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]