بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد.
هل جربت مرة أن بدأت مشروعاً ثم فشل، وسارعت إلى إنهائه قبل أن تتفاقم خسارتك وتزيد أعباءك؟! هل أقدمت مرة على مغامرة مدروسة أو غير مدروسة ثم ما لبثت أن اكتشفت أنك خضت في غمار ما لا تتقن، وعملت ما لا تحسن، ودخلت في غير فنك فأتيت بالعجائب؟
كثير من المشاريع تنتهي سريعاً قبل أن تبدأ ولا تلبث إلا أن تكون مغامرة فاشلة، يستغرب أصحابها كيف فكروا أساساً أن يدخلوا بها، ولكنهم يعرفون ذلك بعد فوات الأوان..
يتوجب عليك دائماً قبل أن تبدأ أي مشروع تجاري سواء كان صغيراً أو كبيراً أن تخطط له، وتضع له خطة محكمة، وسواء كان مشروعك جديداً أو قديماً فيجب أن تخطط له، فإن كان قديماً فيجب أن تخطط ليكون مختلفاً ومتميزاً عن الآخرين، وإن كان جديداً فهو أولى بالتخطيط له.
يجب عليك أن تدرس الفرص والمخاطر، ونقاط القوة والضعف، وتعطي وزناً لكل من هذه الأمور بالنقاط، فإذا أوصلتك النتائج إلى أن مشروعك لديه فرصة بالنجاح فتوكل على الله تعالى وابدأ مشروعك وأنت بغاية التفاؤل والأمل، أما إن وجدت أن المخاطرة كبيرة والفرصة أقل فلا تضيع وقتك وابحث عن الفرص الأفضل.
ثم إنك إذا بدأت مشروعك فلا تفقد الصبر طالما أنك وضعت التخطيط السليم، ولا تستعجل النتائج، يجب أن تتضمن خطتك الوقت الكافي لنجاح المشروع، ويجب أن يكون على مراحل متتالية تعقب الواحدة منها الأخرى، وبالتالي يتسنى لك مراقبة نجاح كل مرحلة على حدة.
لابد لنا كي تنجح أعمالنا أن نتعلم التخطيط الاستراتيجي، لعل هذا العلم يكون من أهم العلوم والفنون التي يجب أن نتقنها ونفهما جيداً إذا ما أردنا أن نخوض بحار الأعمال التجارية الناجحة لهذا العصر، احضر دروة في التخطيط اليوم، وتعلم كيف تضع خطة استراتيجية وخطة تشغيلية لعملك القادم مهما كان متواضعاً، ولا تستحقر أن تفعل ذلك مهما كنت واثقاً من النتائج الإيجابية، فإنه يمكن لهذه النتائج أن تتضاعف بالتخطيط السليم!